مواضيع اليوم

السودان سلة غذاء العالم وكنز العرب المفقود

ابراهيم أرقي

2010-01-24 09:56:37

0

في أكتوبر 2000م أكَّدت مجلة "eir الاستخباراتية الأمريكية أن السودان وما يذخر به من إمكانات قادر على أن يصبح سلة غذاء العالم ليس للقارة الأفريقية فحسب؛ وإنما لأجزاء واسعة من آسيا أيضاً" وقالت أن السودان لو ترك لوحده يستطيع اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف" ، وأشارت المجلة إلى أحد أبرز أعمال التخريب التي تعوق جهود السودان في مجال المصالحة الوطنية تتمثل في "الحرب الأهلية في جنوب السودان والتي تكلف خزانة الدولة حوالي مليون دولار يومياً إضافة إلى الخسائر البشرية" ، المجلة اتهمت الدوائر الأمريكية والإسرائيلية وأعوانهما وكذلك المنظمات الإنسانية وعلى رأسها منظمة عون الشعب النرويجي بالتورط في تقديم إمدادات السلاح وغيرها إلى حركة التمرد ، كما أشادت المجلة بمساعي الحكومة لتحقيق السلام وحملت قرنق ورفاقه مسئولية محاولة عرقلة مسيرة التنمية في السودان.
في أغسطس 2000م بدأت معالم مبادرة جديدة تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة من الدول الأوربية تهدف إلى حل المشكلة السودانية عن طريق تفكيكها وعلاجها على مرحلتين تبدأ بالوصول إلى مصالحة شمالية تجري بين الحكومة والمعارضة للاتفاق على حل سياسي تقوم على أساسه حكومة قومية شمالية بمشاركة الجنوبيين المتوالين وتنتهي بحسم الصراع بين القوى السياسية الشمالية، والمرحلة الثانية تتولى هذه الحكومة التفاوض مع القوى الجنوبية بقيادة جون قرنق إلى حل الأزمة في جنوب السودان.
وتحقق السلام في الجنوب ولكن لم تتحقق الامال في ان يصبح السودان سلة غذاء العالم حتى الان بسبب ضعف الامكانيات وجبن راس المال العربي.
وليس جديداً الحديث عن أن السودان غني بموارده الطبيعية والبشرية ..وحق على الجميع أن يتذكروا مقولة إن (السودان سلة غذاء العالم) والتي اقترب الناس من نسيانها نتيجة لعوامل كثيرة أبرزها الضغوط والحصار الذي عانى منه السودان خلال الفترة الماضية والحرب التي استمرت لما يزيد عن العقدين والتي أفضت لتوقف الكثير من مشاريع التنمية وتدني إنتاج كثير من المحاصيل خاصة الحبوب التي يقوم عليها الأمن الغذائي..
العرب تذكروا أخيراً السودان، تذكروا إمكاناته وموارده، خصوصاً المواد الغذائية، وكيف يمكن أن يكون مزرعة تحقق للعرب أمنهم الغذائي وتضمن لهم عدم الاعتماد على قوى وبلاد غير عربية، بل توفر لهم استقلالاً غذائياً واقتصادياً هم في أشد الحاجة إليه..
السودان كان وسيظل بهذه الإمكانات الهائلة أمام نظر العرب أجمعين، ولكنهم لم يلتفتوا إليه، ولم يهتموا به إلا أخيراً وفي ظل أزمة الغذاء ونقص الحبوب الغذائية في العالم أو في أجزاء رئيسية فيه، لدرجة أن أسعار القمح ارتفعت بنسبة 181% خلال 3 سنوات..
وتوقعت مذكرة أعدها البنك الدولي استمرار ارتفاع الأسعار في العامين المقبلين، مما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر في كثير من الدول. وقد ضربت هذه الأزمة بتأثيراتها كثيراً من الدول العربية، وربما لم تنج من ذلك واحدة منها، وإن اختلفت هذه التأثيرات من دولة إلى أخرى..والسودان كغيره لم ينجو منها خاصة بعد اعتماده بصورة كبيرة على النفط كمورد للاقتصاد وكداعم رئيسي للخزينة العامة..
هنا.. تجدد الحديث عن الأمن الغذائي العربي، كما تجدد الحديث عن السودان الذي يمكن أن يكون سلة غلال وغذاء للعرب. وقيل هنا إن مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ستزرعان ستة ملايين فدان بالقمح في السودان.. وأعلن المسؤولون السودانيون ترحيبهم بذلك كما رحبوا بكافة الاستثمارت في كافة المجالات وخاصة الزراعي للاستفادة من المساحات الضخمة والمياه الموجودة في السودان والتربة الخصبة التي تصلح لكثير من المحاصيل فضلاً عن توفر الكوادر المؤهلة ..
وقبل أن ندخل في التفصيلات، يجب أن نتذكر أنه جاء حين من الدهر كان فيه حديث الأمن الغذائي العربي على كل لسان، وفي كثير من المؤتمرات والمحافل صباحاً ومساء. ولكنه ما لبث أن تراجع مثل الكثير من البديهيات في عالمنا العربي وخاصة العمل الاقتصادي العربي المشترك..
تضييق الفجوة الغذائية العربية يتطلب من الدول التعاون والتعامل وسن التشريعات والقوانين التي تدفع المستثمرين للاتجاه بقوة نحو الاستثمار الزراعي في ظل قلة الاستثمارات الموجهة إلى الزراعة وتركيزها على القطاع الخدمي..خاصة وأن الدول العربية تعاني من عجز في محاصيل الحبوب ينتظر سده عبر المزيد من الاستثمارات الزراعية في السودان
السودان - الزراعة السودانية
بالرغم من الإمكانات الزراعية الضخمة المتوفرة بالسودان من أرض خصبة تصل الى 30 مليون فدان صالحة للزراعة لا يستغل منها سوى 16% فقط رغم توافر الموارد المائية التى تكفي بل وتفيض عن حاجة هذه المساحة وخصوصًا مع الأخذ بوسائل العلم الحديثة في الزراعة ،ويساهم القطاع الزراعي بنحو 45% من الناتج المحلي الإجمالي ويعتمد عليه 80% من المواطنين ، كما يمثل 90% من صادرات السودان .

السودان - الثروة الحيوانية
تمتلك السودان ثروة حيوانية ضخمة تزيد عن 132 مليون رأس من الماشية والأغنام والماعز والابل ، بما يجعل الثروة الحيوانية تحتل المرتبة الثانية في الاقتصاد السوداني من حيث الأهمية ، وبما تتمتع به السودان من مساحة متسعة تصل الى2.5 مليون كيلو متر مربع ومع تنوع مناخها فهي قادرة على استيعاب أضعاف ثروتها الحيوانية الحالية اذا أعارتها الاهتمام الكافي واتبعت أحدث الوسائل العلمية في التربية .
السودان - الموارد المائية
تنتشر المياه الجوفية في أكثرمن 50 % من مساحة السودان ويقدر مخزونها بنحو 15.200 مليار مترا مكعبا، وهي غنية أيضًا بم تمتلكه من المسطحات المائية المقدرة بحوالي 42 مليون لتر مربع من الأنهار والبحيرات ومن أهمها نهر النيل وروافده حيث تقدر حصتها من مياه النيل ب 18.5 مليارا مترا مكعبا في العام يستغل منها حوالي 12.2 مليار متر مكعب في العام ، هذا بالاضافة للبحيرات الواقعة خلف الخزانات .

السودان - زراعة القطن
يتمتع القطن السوداني عالمياً بسمعة جيدة ويعتبر من أهم المحاصيل النقدية في السودان إذ يشكل ما يقارب الـ20% من حصيلة الصادرات السودانية سنوياً وترتكز عليه صناعة الغزل والنسيج في السودان ،وقد بدأت زراعة القطن السوداني منذ القدم ونالت شهرتها العالمية منذ الاحتلال البريطاني لمصر والسودان ، وهو من المحاصيل الواعدة ولكن اذا لاقى الاهتمام الكافي .
السودان - الثروة الغابية والمراعي الطبيعية
توجد بالسودان مساحات شاسعة مغطاة بالغابات والشجيرات والمراعي الطبيعية تقدر بنحو 1050 مليون هكتار وقد ساعدت هذه المراعي على تربية ثروة حيوانية متنوعة تصل الى 132 مليون رأس ، وتعتبر أيضًا مصدرًا للأخشاب المستخدمة في بناء البيوت الريفية والأثاث ، كما يعتمد السّودانيين عليها في 78% من مطالب الطّاقة في شكل الحطب والفحم.
السودان - الصمغ العربي
تمتلك السودان 80 % من إحتياطيات الصمغ العربي ،حيث يجمع من أشجار تسمى ( ألاكاشا ) وهي من أشجارالغابات الموجودة بكثرة في السودان ، والصمغ العربي يعتبر محصول تصديري هام بالنسبة للسودان يدر عليها سنويًا قرابة ال50 مليون دولار.

السودان - صناعة السكر
بدأت صناعة السكر في السودان عام 1962، ويوجد بالبلاد حالياً خمسة مصانع عاملة لإنتاج السكر،ويمتلك السودان ميزة نسبية في صناعة السكر بامتلاكه لمقومات الإنتاج الأساسية من محصول قصب السكر كما يأتي السودان في الموقع الثامن عشر في سلم أقل تكلفة إنتاج للسكر في العالم ،هذا وقد حققت السودان الاكتفاء الذاتي من السكر،مما ينبأ بمستقبل واعد لصناعة السكر السودانية .

السودان - فرص الاستثمار
لا نستطيع أن نعدد المزايا والفرص المتاحة للاستثمار في السودان فمن ناحية موقعها فهي في قلب القارة السمراء وتعتبر النافذة على العالم العربي والاسلامي ،أما المساحة الشاسعة التي تبلغ 2.5مليون كيلو متر مربع منها 30مليون فدان صالحة للزراعة وموارد مائية كافية لذلك،أيضًا يحتوي السودان على ثروات معدنية عديدة مثل خامات الحديد والنحاس والمنجنيز والذهب ،وغير ذلك من الموارد المتوفرة وفي انتظار استغلالها .

السودان - صناعة الغزل والنسيج
يمتلك القطاع العام في السودان 8 مصانع للغزل والنسيج ينتج اثنان منها خيوط الغزل ،وهناك 9 من المصانع الخاصة و75 مصنعا أخر صغيرا وتقدر الطاقة الإنتاجية القصوى لهذه المصانع مجتمعة بحوالي 54.000 طنا من خيوط الغزل وحوالي 380.000 مليون متر من القماش في العام، ولكن لاتتعدى الإنتاجية الفعلية السنوية لهذه المصانع 30% من الإنتاج المستهدف لمشاكل ادارية في الغالب .

السودان - البترول السوداني
يصل الاحتياطي السوداني من البترول الى 3 مليار برميل ,ويصل الانتاج الى اكثر من 500 ألف برميل يوميًا (في حالة استقرار الوضع السياسي) ،كما يمكن أن تتعدي صادرات النفط المليار دولار ولكن للأسف تعاقبت على السودان مشاكل سياسية حالت دون الاستفادة الكاملة من امكانياتها الاقتصادية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !