مواضيع اليوم

السنونوة والخطاف

ممدوح الشيخ

2010-03-11 04:06:24

0

 

أغنيتي

«أن نتغذى من عروق وأعشاب المعرفة

ونجعل الروح تكابد من أجل الحقيقة؟»

غير أن الخطاف أنشد !

أغنيتي

ملفوفة بأقماط أوراق الخريف

كصمت المحكوم في مسيرة الإكراه

فطائر السنونو نواح شاهد

على عود تراه

كلما أتى أيلول

جاءت معه مذكرة التوقيف

والمدعى عليه هو العقل .

وفي الحيثيات

قرأ رئيس القلم

أعطى جوبيتر

العاطفة في إمتحان الأحكام

ثلاثة وعشرين آراط

بالتالي هي التي تملك حق الإشتراط

أما المنطق

فنال نقطة واحدة

من أصل أربع وعشرين

وفي طلب الإستئناف !

إتهم المنطق

العاطفة بالزنى

وأنها تواطأت مع الشيطان

الذي هرّب إليها إجابات الأسئلة

إذ كلما مرّ أمامها إبتسم

وتمتم

وحين سأله محامي الدفاع

هل فهمت ما قالته التميمة

في فم الشيطان ؟

أجاب المنطق

لا

لأنه كان يشي غمغمة

عندها سأله القاضي

أتظن أن هذا الغير المفهوم

هو

الرمز لإجابات الأسئلة ؟

وعقدُ مواعدة ؟

أجابه المنطق

نعم

عندها

رفع القاضي مطرقته

وضرب على الطاولة ثلاثاً

وقضى الحكم

ببراءة العاطفة

لعدم ثبوت الأدلة

وحكم على المنطق بحضور

دورات إعادة التأهيل

يومي السبت والأحد

من كل أسبوع

بسبب سوء الظن والتأويل

رفعت الجلسة !

فصرخ المنطق : هذا ظلم هذا ظلم !

ألم يخرج بسببها بآدم من الجنة

ضحك جمهور الحاضرين من هذا الهزال

ومنهم من صفّق على الأرض بنعليه

وساد في القاعة الهرج

إنتبه المنطق لعبارته

وصحّح

عفواً

ألم يخرج آدم من الجنة بسببها

فأمر القاضي الشرطي بإخراج

المنطق من القاعة فوراً قبل أن يعيد تكبيل يديه

وإذا ما إقتضى الأمر

لسانه أيضاً !

كثر هم الذين خرجوا واضعين أيديهم

على قلوبهم

وأما العقل فخرج

واضعاً يديه على رأسه

وكاد يهوي مغشياً عليه

أسرعت العاطفة والمنطق إليه

وأسنداه وقبل أن يفقد

وعيه

همسا بأذنيه

"لأن ينبت العشب على دمن الثرى

تبقى حزازات القلوب كما هي" .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !