الارادة البشرية في حركة التاريخ وانعكاساتها على اوضاع المجتمعات
اننا لابد ان نلاحظ وجود قوانين تحكم حركة التاريخ، حقيقة لا ادعاءً نظرياً أو أيديولوجياً،والتي تتمظهر في (الفعل البشري) العام كصراع للإرادات المتناقضة، حيث إن كل لحظة تاريخية ماهي إلا محصلة لصراع مالا يُحصى من الإرادات .
كما إن (الإرادة) التي توجه هذا الصراع، هي نسق الفعل الخاص بمجموعة أو جملة مجموعات بشرية، والتي تكون مؤثرة بقدر ما تكون واعية لذاتها ولنقيضها في آن معاً، وبقدر ما تمتلك أيضاً من عناصر القوة الرادعة أو الفاعلة في السياق الديالكتيكي للصراع الذي لا يمكنه التوقف
و السؤال المطروح الى اي مدى يمكن ان يستمر اي توجُّهُ نمطٍ حضاريٍّ اذا كان مضاداً، بمعطياته وقيمه وآلياته، لمصالح عموم البشرية ولارتقائها المتوازن مادياً وروحياً، وبالتالي لنجوع بقائها أساسياً، مهما تكن عناصر القوة التي يمتلكها صانعوه وقادته المستفيدون منه؟
اما الرد فإنه ببساطة: لا يمكن للنمط الحضاري المضاد المذكور في الصيغة الأولى أن يستمر… وليس التقدم التقني القائم على تدمير الطبيعة من جهة وروح الإنسان من جهة أخرى هو التقدم الحقيقي، وإنما هو الصورة الزائفة لمعنى التقدم .
كما ان الوضع البشري الراهن ليس أكثر من وضع انتقالي إجمالي على المستوى الكلي الراهن. وهذا الوضع الانتقالي لا يمكن له أن يطول حتى لبضعة عقود، وذلك بسبب التسارع الشديد في وتائر إنتاج عناصر التغير وفواعله، الأمر الذي يسرع حركة التاريخ ذاتها بحكم انعكاساته على أوضاع القوى البشرية المختلفة، والمتناقضة، والمتصارعة علناً أو ضمنياً
وهذه الحقيقة هي التي تعطي الفرد الثقة في ان المستقبل قادم لامحالة اذا احسنا فهم و استخدام السنن التي سنها الله لتغيير حركة التاريخ
التعليقات (0)