مواضيع اليوم

السنة والشيعة .. و"الإسلام الإمبريالي"

suzan khwatmi

2009-12-29 10:50:28

0

السنة والشيعة .. و"الإسلام الإمبريالي"

كتب : سالم أيوب

جاءت فكرة هذا المقال نتيجة رصدي لأحوال مذهبي السنة والشيعة على مدى 30 عاماً، تحديدا منذ عام 1979 حين جاءت الثورة "الخمينية" إلى إيران بديلا عن "الشاهنشاهية" الحاكمة. قبل ذاك الزمن لم يكن أحد يسمع عن مفردات "السنة" أو "الشيعة" وأنا شخصيا كان عمري آنذاك 19 عاما لم أسمع يوما ما عن هذه التسميات إلا اللهم مفردات كـ "مسلم"، "مسيحي"، "يهودي"، "بوذي" و"هندوسي"، ومضاف إليهم القومية العربية، الاستعمار، الامبريالية، معسكر اليسار أو اليمين، إسرائيل، أميركا، أوروبا، العالم العربي، العالم الثالث، القضية الفلسطينية، الاحتلال، منظمة التحرير، الحروب العربية - الاسرائيلية، جمال عبدالناصر، دول الطوق، الجامعة العربية، مصر منبع القومية العربية وتحرير فلسطين.


لا أطيل عليكم فما كنا نتداوله من مفردات وما ذكرته كان ثقافة تربينا عليها في زمن خلت منه أية نعرات طائفية أو مذهبية، إلا ما كان حاصل في لبنان خلال عقد السبعينات من القرن الماضي والذي كان يهدف إلى ضرب المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى حين انتقلت إلى لبنان بعد "أيلول الأسود" في الأردن عام 1970. الحرب الأهلية اللبنانية بعنوانها الكبير "الطائفية" هدفت لضرب التواجد الفلسطيني العسكري في لبنان لما يمثله من تهديد صريح للأمن القومي الإسرائيلي جراء تنشيط جبهة المقاومة على حدود شمال فلسطين المحتل من خلال جنوب لبنان المقاوم.
جرى ما جرى، بغض النظر عن أسباب نجاح المخطط الامبريالي آنذاك، وخرجت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982... وانتقلت للإقامة الجبرية في "تونس". هناك جرى خنق المقاومة الفلسطينية رويدا رويدا خصوصا عندما نزع فتيل العمليات العسكرية للفصائل الفلسطينية حين نفيت إلى خارج "دول الطوق" وأصبحت رموز العمل الوطني الفلسطيني في مهب الاغتيالات، ولعل أهمهما هما خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) وغيرهم من سبقهم أو لحقهم في بيروت أو تونس. وبقيَ ياسر عرفات وحيداً.. لماذا لا أدري.. ولكن استمر أبو عمار يكافح من أجل القضية عبر رحلاته المكوكية بين الدول العربية إلى أن زهقت الدنيا منه ومن شعبه.. وليس فقط زعماء الدول العربية وشعوبها معهم!!


ما علينا، نأتي الآن إلى الزلزال المدمر الذي خطته الامبريالية لشق وحدة الصف العربي "المهلهل"، بعد زيارة الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية محمد أنور السادات للكيان الإسرائيلي وعقده سلام "كامب ديفيد"، ألا وهو غزو صدام حسين و"بعثه" الكويت عام 1990 لينقسم زعماء الدول العربية ومعهم شعوبهم، بجريرة حكامها، إلى فسطاطين، مؤيداً بشكل مستتر للفعل "الصدامي" أو رافضا ومتوعدا هذا الفعل..!! وكلٌ له أجندته الخاصة والمنفعية بحسب الأدوار التي وزعت على جميع الحكام الأغرار من قِّبل الولايات المتحدة الاميركية وتابعيها. بالطبع، جاء هذا الغزو بعد حرب دامية شغلت المنطقة العربية لثمان سنوات والتي تسمى بحرب الخليج الأولى أو الحرب الإيرانية - العراقية. والناتج الأهم من تلك الحرب هو تخليق وحش شاشة جديد سمي بصدام حسين ليكون بطل الفيلم الذي هز أركان العالم العربي وأدى إلى كفر مُنظِّري القومية العربية وإعلان وفاة عبدالناصر للمرة الثانية.


ما علينا، بعد هذا الزلزال اشتد الحصار على منظمة التحرير الفلسطينية ورمزها أبو عمار الذي لم يرى بعينه الثاقبة والمثقوبة بضعف قضيته الفلسطينية إلا أن يذهب إلى مؤتمر السلام الوهمي في مدريد عام 1992. طبعا جاء هذا المؤتمر بمباركة الزعماء العرب للتخلص من "قرف" تنقل ياسر عرفات ومنظمته بين الدول العربية متاجرا هو نفسه قبل غيره بالقضية الفلسطينية... فالأجندة السرية التي تم إغراء الحكام بها هي شفط السياسيين الفلسطينيين وفصائلهم العسكرية إلى الداخل (فلسطين)، وأن الكيان الإسرائيلي سيتولى هذه "البضاعة" البائدة من حقبة "المعسكرين" وتتعامل معهم بما تمليها عليها تفاهمات مدريد واتفاقيات أوسلو المعلنة واللامعلن منها. وهكذا يمكن لهم أن يتفردوا، ككيانات عربية منفصلة، للولوج إلى العالم الجديد بمسمياته الليبرالية والفضاء الكوني الافتراضي وثورة الاتصالات والعالم قرية واحدة وأن أميركا أصبحت في قلب الأمة العربية... وأهلا بالقادم الجديد القديم.


ما علينا، كل ما سبق كان لتصفية القضية الفلسطينية! ولكن المشروع لا يزال مستمرا! الهدف اللامتناهي هو وأد تلك القضية وتصفية شعبها!!! نعود إلى الغزو الصدامي للكويت وللتواجد العسكري الأميركي في منطقة الخليج العربي، وهناك على التخوم الشرقية نظام الثورة الاسلامية الايرانية وفي فلسطين الكيان الصهيوني وياسر عرفات يعيش أواخر أيامه في معقله بالمقاطعة في رام الله. لقد تم إحكام القبضة الحديدية على أهم مناطق العالم بلا استثناء... والقادم هو الوأد الحقيقي للقضية من خلال تفعيل التقاتل المذهبي بين السنة والشيعة!! وما نراه الآن في هذا الوقت هو الشرارة الأولى والتمهيد لما هو قادم. فما أراه في مخيلتي هو حقيقة مدمرة للعالم العربي والإسلامي من بعده.


قد يطل علينا قادم من بعيد فيقول : ولكن ماذا تفعل إيران وباقي فصائل المقاومة الاسلامية المتمثلة في حزب الله وحركة حماس وباقي المقاومات المتشرذمة هنا وهناك؟ وجوابي له ... لما لا نكون "مسلمون" فقط وننسى أنا "سني" أنا "شيعي" كي نسُّد الطريق على خفافيش الظلام التي تعمل لصالح المخطط الاميركي والصهيوني في المنطقة؟ لعل حزب الله وحركتي حماس والجهاد باشروا ذلك بالفعل وحيدوا المذهبية في اطروحاتهم، ولكن أين تلك الشعوب التي تقتدي بهذا الفكر؟! وهنا أتحدث عن العراق والتمزق الذي تزيده توسعا الولايات المتجدة الأميركية جراء تواجدها بالعراق. فالشعب العراقي مشهود له ولكن جهالة الكثير منه والخائبين من كِّلا المذهبين يعملون على إنجاح هذا المشروع الامبريالي الذي ينسج على منوال الاسلام السياسي المصبوغ بالمذهبية المقيتة.


أعاننا الله على قادم الأيام...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !