السمعة قصة لن تنتهي.....
تعتبر السمعة الحسنة بمثابة ظل يرافق الإنسان في جميع مراحل حياته بل هي في الواقع أسوأ من الظل لأنها تلتصق بالإنسان طيلة الوقت وقد تلتصق بصورة حسنة أو سيئة فالسمعة واحدة من القوانين التى فرضها المجتمع وأقام أسس عليها ويؤخذ باعتبارها في الزواج والوظيفة والحفلات والدعوات وغيرها.
وما يثير السخط في قصة السمعة هذه أنها تؤخذ من كل مصدر فلو استوقفت عشرة أشخاص لا يعرفونك في مقر عملك وسألتهم عن رأيهم فيك مع إخفاء شخصك طبعا فلسوف تسمع أشياء وأشياء بالرغم من انك لا تعرف هؤلاء الأشخاص ومع ذلك فهم يعرفونك تمام المعرفة!
ومن مصادر كتلك تلحق بكل إنسان سمعة معينة كما أحب الناس أن يختاروها له وكثيرا ما يعتمد التقييم على الشكل الخارجي والتعامل السطحي غير مدركين أننا كبشر نعمل على إخفاء عيوبنا فتكون كالجراثيم لا يستطيع أن يراها إلا من يدقق شخصنا بمجهر ومع العلم بذلك ما تزال السمعة تعتبر كبطاقة فيزا فمن يملكها يملك التمتع بمميزات عديدة وتصريح مفتوح لدخول كل مكان.
وبالطبع هناك دائما من يستغل قوانين كهذه بل يحسن استغلالها فكثيرا ما يفاجأ الناس بأن الرجل ذو الصيت الحسن هو نفسه بائع المخدرات أو متحرش الأطفال وليس هذا بجديد على المجتمع فلا ننسى القول المشهور(الصيت ولا الغنى) وهذا لما عرف عن الصيت أو ما يعرف الآن بالسمعة من سرعة انتشاره فلا يوجد أسهل من تناقل الكلام ولا يغيب عن الذهن أن الكلام أسرع من الريح ولذلك نجد ذوي النفوس السيئة هم أفضل من يحافظون على السمعة ويحرصون على تلميعها وتنظيفها كل يوم فهي بمثابة تصريح الدخول الذي يمنح لمرة واحدة ويصبح تجديده ضربا من ضروب المستحيل إذا ضاع أو احترق فالناس لا تؤمن بالبدايات الجديدة ولا تعترف بها والماضي بالنسبة لهم أساس الحاضر والمستقبل والسمعة هي الشيء الوحيد الباقي من الماضي فليس من الضرورة أن يرى الناس الأفعال الشائنة بل يكفي جدا أن يسمعوا عنها!
ومع أنه من المفترض أن تكون العشرة في التعامل على المدى الطويل هي الدليل لتحديد سلوك ذلك الإنسان لكن للأسف مع علم الناس بذلك ما تزال السمعة تحظى بمصداقية عالية بالرغم من انه لا أساس لها.
وأخيرا أقول أن السمعة قصة لم ولن تنتهي ما لم يتوقف الناس عن التفكير بأنها بمثابة جواز سفر للعبور إلى مصالحهم الدنيوية ، وهنا يجدر التساؤل بأي حق نصب الناس أنفسهم قضاة يطلقون الأحكام ودليلهم الوحيد كلمات لا يعرفون حتى مصدرها ؟ وماذا سيكون شعورهم لو كانوا هم المحكوم عليهم ؟ فليس هناك أسوأ من سياط الألسن حين تتناقل ما يجرح الروح ويجعلها تنزف ألما وبالرغم من ذلك مازالت الكلمات هي التى تحكم وتسود.
التعليقات (0)