(1)
المدينة تتسع لأفقٍ أَكبر ..المدينة حمقاء هذا المساء / ترتكن إلى زاوية اقل وهجاً من السابق ..المدينة يتلصص عليها المخبرون ، تُمارس السفافةِ كل صبحٍ ..وتأوي إلى حضن غانية مثلية ..مذ تركتها بمنديلٍ ابيضٍ يميل إلى الاصفرار كل رحيل وهي تبكي على ما يعتمل بوسطها من رمي للنفايات على ظهر بياضها المسفوك ..المدينة تحزن لأننا باعثي الحزن الأوائل .. قالت امرأة عنها وهي لا تعلم الى أين يقودها واقعها و العصافير يتشبثون بصيرورة المعاناة : كيف لليل المدينة ان ينجلي وقد رسمت معالم الظلام على جباههم / من لهذا الــ يسمى حبارق ان يظهره ، من لنا يا عيدروووووس ! …
(2)
تحدق كثيرا الى السماء فهناك الخير سامرا على "مدكى " يشبه ذلك المسند الخزفي لزوجها الراحل ..الأزقة تتنظر غيث القادمين من خلف السراب ، لا شيء يبشرها بقدوم ضيف ربما يسعد الجميع ..السياسة قتلتنا يا أبي ..!! قالها طفل محدقا في عيون شاخصة لأب أمتهن الكذب على مستقبل أقرانه من الاطفال الذين ينظرون إلى أباه بكونه رجل الحي الاول الذي يمكنه أن يعيد بناء "حديقة الألعاب " التي هدمتها عقول الساسة بماكينة الحرب الفائتة ..!
(3)
يا الله ..نرتكب الحماقات بيسر كلما لعنتنا السماء ، حين لا ننتظر من الرقاب ما يؤرق البشرى ..ويعتق السراب ..وما يجعلنا جميلين للغاية ..نحمل فأس الهدم لنمضغ بأوداجنا براء ة بعيون تسترسل الأمل .ما الذي ننتظره إذن ..؟ ..المدينة لن تعود إلى ماضي عهدها .."والسماء لن تمطرُ وظائف" ..حين يرفع شباب المدينة أيديهم إلى السماء منتظرين ما ستجود به الماطرة عليهم . الرجال بأوداجهم الآن تكتنز الرؤيا الآتية لمستقبل باهت ، لمدينة ريفية ستتفجر من تربتها سواعد تشلها من عدميتها . كون سواعد رجالها هدتها مصائب الساسة وانغمست بِوحلية الإهمال ..
التعليقات (0)