السلق بالانجماد!

علي جبار عطية
الأربعاء 29-01-2014


ذكرني سلوك ثلاجتي الحديثة بالوضع العراقي في الغرائبية والتطرف فقد كان مجرد قول نكتة سياسية في جلسة عادية يكفي لزج المرء في السجن بضع سنين اذا لم تشمله حملة تنظيف السجون أي حملة اعدامات بالجملة تقام بعد معركة عسكرية فاشلة!
من هذا الوضع القائم والسريالي الى وضع أكثر سيريالية وغرائبية اذ يمسك الشخص ويدان بعد ثبوت ادلة واضحة في ضلوعه بأعمال ارهابية فيوضع في مكان لا يرى فيه شمساً ولا زمهريرا في ظروف مكيفة لايجدها المواطن الصالح الذي يتفانى في حب وطنه !
أما هذا المدان فيظل  ينتظر أقرب فرصة للخروج القانوني او الهرب الجماعي!
كذلك الحال مع الثلاجة الحديثة التي اقتنيتها قبل سنتين فهي تعمل ساعات من دون ان احظى الا بماء بارد  وعلى مضض وحسب المزاج أما طبقاتها السفلى فتتلف فيها المواد وكأنما وضعتها في العراء وعبثاً حاولت  تغيير ذلك الواقع المرير فلم تنجح كل تلك المحاولات حتى انتحر المحرك بما يسمى ب( رفسة البستم ) واضطررت الى استبداله واذا بالثلاجة تفاجأني بما لم اتوقعه؟
انها تجمد كل شيء تضعه فيها من السفن آب الى الحليب والخبز والفاكهة وهكذا أخذت تفسد الطماطم والبرتقال والخضراوات ونجد صعوبة في اغلاقها من كثرة الثلج واضطررت عدة ايام الى اطفائها وقبل ايام طفح الكيل فقد وجدت البيض قد تشقق من أثر البرودة وحين حاولت فتح بعض البيضات هالني ما وجدت اذ ان الثلاجة قامت بسلق محتويات البيض بالانجماد!
 هرعت الى مصلح الثلاجات الذي أبدل المحرك فأعطاني عدة فرضيات وكأنما رأسي بحاجة الى نظريات جديدة ومنها ربما ان الطقس بارد او ان الفاصل الأوتوماتيكي عاطل او ان مجموعة من اسلاك الثلاجة قد التحمت وسببت هذا التطرف في الانجماد وعليه يجب نقل الثلاجة واجراء اللازم!
 ألم أقل لكم ان واقعنا غرائبي وان هذه الغرائبية انتقلت في تطرفها حتى وصلت الى الاجهزة الكهربائية!!