مواضيع اليوم

السلفيون يقدمون إسلاما على المقاس الأمريكي

ابو زيد السروجي

2012-01-14 20:20:12

0

السلفيون يقدمون إسلاما على المقاس الأمريكي  .....//......//.....
لا أحد من العلماء يتصف بالكمال. ولكل عالم أو مفكر أخطاؤه . فالقصور خاصية بشرية ولا مجال لتقديس الأشخاص .. هذه حقيقة ثابتة ومع ذلك يوجد من يتنكر لها ويرفض مجرد الإشارة إلى أخطاء عالم من العلماء أو مفكر ممن يملؤون القنوات الفضائية بخطبهم الرنانة ..
نعم إن كثيرا من الناس تنكروا لهذه الحقيقة . وبنوا تبعيتهم لبعض مشايخ الصوفية على التقديس المطلق . كما أن الكثيرين أيضا يتعصبون لشيوخ السلفية معتبر ين أقوالهم حقا يسمو فوق كل انتقاد.
ومناسبة هذا الكلام أنه سبق لي أن أشرت إلى تجاوزات أحد شيوخ السلفية في انتقاده للمفكر الإسلامي سيد قطب رحمه . أقصد الشيخ أبي إسحاق الجويني أحد جهابذة علم الحديث بعد الإمام الألباني.( كما يشهد بذلك رفاقه من شيوخ السلفية) وجابهني بعض المتعصبين لهذا الشيخ بإدعاء خطير أن هذا الشيخ لا يمكن أن يخطئ
ولا أريد الطعن في المستوى العلمي لهذا الشيخ. كما لا أريد الدفاع عن سيد قطب ولا التعصب له . ولكني أحب في البداية أن أوثق الأمور :
لقد أذيع على اليوتوب تسجيل بالصوت والصورة للجويني يعلن فيه عن رأيه في سيد قطب. ويمكن الرجوع إلى هذا التسجيل تحت عنوان ( رأي أبي إسحاق الحويني في سيد قطب )
تضمن هذا الرأي مجموعة من المآخذ على المفكر الإسلامي الكبير أوجزها في التالي:
- انتقادات لكتاب في ظلال القرآن : ينتقد الشيخ الحويني منهج سيد قطب في تفسير القرآن ويسميه التفسير الموضوعي – ولا أدري من أين جاء الشيخ بهذه التسمية- ويقول : ( سيد قطب يعتمد التفسير الموضوعي وهو التفسير الذي لا يعنى بذكر الآيات آية آية كلمة كلمة زي تفسير الأقدمين) كلمة زي من عند الشيخ نفسه.
ويتابع أبو إسحاق الحويني منتقدا تفسير سيد قطب: أنه يتناول السورة عموما والمحاور التي تدور السورة عليها ويأخذ ربع ربع ويتكلم عنها كلام أفعال ( هكذا )
- التنقيص من ثقافة وعلم سيد قطب: يقول الحويني بالحرف إن سيد قطب لم يكن من العلماء ولم يكن له علاقة بالدين .وأنه كان أديبا في بداية حياته ( وبعدين اشتغل بالأدب ولم يكن له علاقة بالدين.. وأنه أمضى حياته في السجن )
- اتهامات بتبني سيد قطب لفكرة خلق القرآن ومعاداة الصحابة إذ يدعي الشيخ الحويني أن سيد قطب ألف كتاب العدالة الاشتراكية في الإسلام وفيه - كما يقول الشيخ - سب لعثمان بن عفان و سب لبني أمية. وهنا نسجل للأمانة العلمية أن سيد قطب لم يؤلف مطلقا أي كتاب بهذا الإسم .. وإنما اختلط الأمر على سيدنا الشيخ وحرف عن قصد في عنوان الكتاب . أما سيد قطب فقد ألف كتاب العدالة الاجتماعية في الإسلام وليس العدالة الاشتراكية.. وهو كتاب يورد كثيرا من الحقائق التاريخية و لم يتضمن سبا ولا قدحا لا في عثمان ولا في بني أمية.
والأخطر من ذلك أن الشيخ الحويني ذكر أن سيد قطب مات دون أن يتبرأ من هذا الكتاب وكرر الشيخ هذه الرأي أكثر من مرة . فكأن سيد قطب في نظره مات وهو مرتكب لكبيرة.
- ربط بين سيد قطب والتطرف الديني .. وهنا الأمر يحتاج إلى توضيح/
ما السر الحملة المغرضة ضد سيد قطب؟ أكثر من أربعين كتابا ألفت في الطعن في هذا المفكر الكبير . بل إن هناك عددا هائلا من الفتاوى تكفر سيد قطب وتتهمه بالزندقة والإلحاد والخروج عن الملة..
وإن عددا من علماء التيار السلفي الوهابي يطعنون في استشهاده..
يكفي أن نعلم أن وراء هذا الهجوم بعض الأنظمة العربية الفاسدة ..وربما من وراء ذلك أمريكا متزعمة الحرب على الإرهاب.. وأن سيد قطب من خلال كتابه ( معالم في الطريق ) يعتبر في نظرهم خير منظر للتطرف . وهذه هي كل القصة..
فأين علماء السلفية من ثورات الشباب العربي في ربيعه الزاهر؟
على الأقل نجد أن سيد قطب قد جهر برفض الاستبداد بينما لازال مشايخ السلفية يدعمون أنظمة فاسدة .. وينساقون عن وعي أو دونه في سياسة تبرير الواقع وخدمة مخطط أمريكي رهيب يفتح لهم الباب واسعا في قنوات فضائية تروج لإسلام على المقاس الأمريكي ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !