مواضيع اليوم

السلفيون في الجاهلية غارقون ؟ و بالظلامية مبشرون ؟

mohamed benamor

2011-07-03 19:11:15

0


السلفيون في الجاهلية غارقون ؟


بقلم محمد بن سالم بن عمر. عضو اتحاد الكتاب التونسيين


تثبت وقائع الحياة اليومية و مجريات التغيرات الكبرى لدى الشعوب أن الفرد و المجموعات ... عندما يمرون بأزمة ما ، يواجهون تلك الأزمة بالعودة مباشرة لأصول خلقتهم و هويتهم الحقة ...؟
فقد واجهت كل الشعوب العربية الاستعمار بأحياء هويتهم العربية الاسلامية المتجذرة فيهم منذ قرون .. أما الفرد فعندما يواجه خطر الموت ... فإنه تجده يوحد الله و يطلب نجدته إذا ما كان في اعماق البحار مثلا ؟ لقد مرت الحركة الاسلامية في تونس بابتلاءات رهيبة تهد الجبال .. و كان المؤمل من كوادر هذه الحركات التي نكل بها تنكيلا حد الموت ... أن تعرف يقينا ان المنجي لهم هو الله وحده و لا أحد سواه ؟


و ليتهم يذكرون لحظات العذاب التي مروا بها ... فإنه لن يتبادر الى ذهنهم غير الله عز وجل وهو ملاذ جميع الخلق ساعة الشدة .. و لكن هيهات ... بمجرد أن من الله علينا بالتحرر من حكومة الإجرام.. تراهم قد ركبوها ... وعادوا الى عبادة الأوثان التي اشربوها كما اشرب اليهود في قلوبهم العجل .. و صار لكل فرد منهم أوثانا يعبدها مع الله عز وجل ؟


سألت محاضرا نهضويا اليوم : لماذا كل الزعامات العربية التي نشأت في خلايا الاخوان المسلمين بمجرد أن تأخذ السلطة تنكل بالإخوان ؟ كما فعل جمال عبد الناصر و بورقيبة و حسن البشير ...؟ وملمحا الى أن الفكر الإخواني هو فكر دروشة لا تربطه بالواقع المعيش اي صلة و لذلك فشلوا منذ عام 28 من القرن الماضي في تأسيس دولة على الأسس الفكرية التي لا يزالون يبشرون بها الناس ؟ فكان جوابه هل قرأت كتب الشيخ الغنوشي ؟ فكان جوابي : كيف تريدني أن أقرأ لشخص يعتبر الخروج على الحاكم حرام ؟ و سألته ماذا لو انتظر محمد البوعزيزي فتوى من هؤلاء حتى يقوم بأحراق نفسه و من ثم تندلع الثورة التي رفعت عنهم الضيم و لكنهم اليوم يركبونها مبشرين بدروشة تفوح منها رائحة الحرب الاهلية و التضييق على اي ابداع أو اختلاف في الرأي ؟ و أتساءل ايضا ماذا لو جاء الرسول صلى الله عليه وسلم و أعاد قول ما ينسبه له السلفيون من أحاديث ؟ هل كان سيتبعه أحد ؟ كأن يفرض على المسلمين في تونس تعدد الزوجات ؟ أو اباحة العبودية التي كانت منتشرة في عصره ؟ أو يهدد بالقتل دكتورا رأى محقا أن المصدر الوحيد للتشريع في الاسلام هو كلام رب العالمين المعجز ... و لا دخل مطلقا للأنبياء و لا للعلماء بالتشريع لأن التشريع هو خاصية يختص الله بها دون سائر خلقه من الجن و الانس و الملائكة ؟ ماذا لو قام الرسول الكريم بالهجوم على مؤسسة وطنية كسينما أفريكا أو المحكمة الابتدائية أو غيرها من المؤسسات مكفرا مرتاديها ... هل كان سيتبعه أحد وهو الذي خاطبه ربه : و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ؟ وهو حديث عن الصحابة الكرام الذين أيدوه و نصروه في ساعة العسرة و انفقوا الاموال و المهج لنصرة دعوته ... فما بالك إن كان المستهدفون هم ملحدون كما يدعي وثنيو العصر الحديث ؟؟؟





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !