السلفيون : حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا..؟
بقلم/ محمد بن عمر
قال تعالى مصورا حال السلفيين منذ ما قبل بعثة النبي المختار سلام ربي عليه
( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ( 21 ) ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ( 22 ) ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ( 23 ) نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ( 24 ) ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 25 ) ) سورة لقمان
{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون} (البقرة:170).
وقال سبحانه و تعالى : {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون} (المائدة:104)
واضح من بصائر الله عز وجل أن “السلفية” هي نزوع الإنسان إلى الموت الحسي عن الحياة بكل متطلباتها و متغيراتها في كل آن و حين واستعارة حواس الأباء و السلف الميتون و إحيائهم من مقابرهم قصد العيش بحواسهم و بصيرتهم التي كانت قد كشفت لهم متطلبات حياتهم في أزمنهم و حضاراتهم الغابرة ، و التي لا يمكن بأي حال أن تكون هي نفسها أزمنة الحاضر و حضارته ، و هكذا يجد السلفي نفسه يعيش عيش الدراويش خارج كل الأطر الحضارية و الزمانية التي يحياها معاصروه من البشر ، فتكون ردة فعله إما الانزواء في ركن للتعبد ( ظاهرة المتصوفة)..
أو الدخول في صراع مرير مع كل من يحيطون به من البشر = ما أنتج كل أنواع الشذوذ السياسي و الاجتماعي و الذوقي (اللباس و الأكل و العطر …) و الإرهاب .. في مجتمعاتنا العربية و لا نزال ندفع ضريبة هذه الظواهر تخلفا حضاريا مقيتا جعلنا في مؤخرة الشعوب توقا للتحرر من كلاكل السلف و نزوعا للازدهار الحضاري و الاقتصادي و العلمي ما دامت فلسفتنا للحياة تقوم على مقولة :
”كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار” ؟
هل المشرك كافرا ام لا ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم (( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿يوسف: ١٠٦﴾
الجواب هو ما أجابت به الآية المذكورة أعلاه ،أن المشرك كافر و” السلفيون” يشركون مع الله الأنبياء و الصالحين و الفقهاء و قد اتخذوهم اربابا مع الله لذلك هم مشركون بإجماع كل آيات القرآن .. و قد حرم الله عليهم الجنة في الدنيا ( الخزي و المذلة كما هو حالهم دائما و الآخرة ../
محمد النبي عليه السلام نفسه كان خطاء وهو القائل : كل بني آدم خطاء ..هو معصوم فقط في إبلاغ رسالة الوحي إلى الناس كافة كما نزلت عليه ، قال تعالى مؤكدا ذلك : يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) المائدة.
وهي مهمة – مهمة التبليغ – قد قام بها جميع الرسل / و ليس الأنبياء من قبل محمد ، عليهم السلام ، و لذلك نجد القرآن يأمرنا بطاعة الرسول و لم يأمرنا قط بطاعة النبي ، و المؤمنون ملزمون في حياة النبي باتباع النبي ما أطاع هو الرسالة / رسالة الوحي المنزلة عليه
= اتباع “سنة نبوية” بعد وفاته عليه السلام كلام فارغ لا صلة له بالاسلام لا من قريب و لا من بعيد ، لذلك فإن أهل السنة و الجماعة هم أبعد الناس عن التوحيد و عن عبادة الله واتباع أوامره في القرآن بل لعلكم بعملكم – إتباع سنة نبوية – تكونون رمزا لرؤوس النفاق في العهد النبوي الذين كانوا قد طلبوا من الرسول الكريم قائلين في سورة يونس :( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله …/ فكان جواب الرسول عليه السلام : قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 15 ) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ( 16 ) /
بل إن الله عز وجل قد هدد نبيه الكريم على خلفية هذا الطلب قائلا في سورة الحاقة : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ( 44 ) لأخذنا منه باليمين ( 45 ) ثم لقطعنا منه الوتين ( 46 ) فما منكم من أحد عنه حاجزين ( 47 ) وإنه لتذكرة للمتقين ( 48 ) وإنا لنعلم أن منكم مكذبين ( 49 ) وإنه لحسرة على الكافرين ( 50 ) وإنه لحق اليقين ( 51 ) فسبح باسم ربك العظيم ( 52 ) )/
بينما أنتم لا تزالون منذ قرون تسبحون شياطين الانس و الجن و تزكونهم ، ما جعلكم تعتقدون أن النبي الكريم هو أفضل خلق الله كما كان يزعم و لا يزال أهل الكتاب أن عزير هو ابن الله و حبيبه و المسيح ابن مريم … و ما أمرنا جميعا -هم و نحن إلا كما قال الخالق في سورة التوبة التي يتبرأ فيها الله من المشركين أمثالكم : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) . صدق الله العظيم /
و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ...؟
الله عز وجل لم ينزل "أفكارا أو تشريعا معينا و محددا .." بل أنزل "أنوارا" و "ضياءا" و "بصائر" و "كتاب مبين" موضح و "تبيانا" لمحدثات الحياة و حوادثها المتجددة في كل آن و حين ...
فما كشفته هذه الأنوار و البصائر للبشرية في عهود سابقة يستحيل أن يكون هو نفسه ما قد تكشفه لنا في عصورنا الحاضرة أو اللاحقة ، و ما تكشفه لك قبل ساعة / برهة قد يختلف جذريا عما تكشفه لك بعد ساعة /برهة ..
و لهذا كانت كلمات الله هي كلمات يستحيل على الجن أو الانس الإتيان بمثلها وهي كلمات ولودة فـ"لو كان البحر مدادا" لها "لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي" ، فهي (كلمات ربي ) شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها العزيز الجبار لكل من آمن بربوبية الله و ألوهيته دون شريك ..... أو مثيل ....؟
الله عز وجل قد زودنا بعقول / نفخ فينا من روحه)
و تأتي بصائر ربي /الآيات البينات لتهب المؤمن بها القدرة الكاملة على تخير ما يصلح له معيشته و يقيم وأده و يكسي عريه و يسهل له حياته و يقوده نحو الرفاهية و الأمن و السلام و التعارف بين القبائل و الشعوب ...
(إمتلاك المعايير و الموازين السليمة للحياة الانسانية الحقة - ما يؤهله لأن يكون شهيدا دون بقية الخلق – على الناس ؟
التعليقات (0)