السلطة الشعرية
من منا لا يعرف قصة الأسد ذو الزئير المدوي في الغابة حين سيطر من خلاله على كل الحيوانات الأخرى ولذلك ظن الكل أنه يستحق لقب الملك بالرغم من أن علماء الحيوان أثبتوا أن الأسد يعتمد على اللبوة في اصطياد الفرائس بينما يستلقي هو هناك طيلة النهار ولا يقوم أو يتحرك إلا إذا لزم الأمر بينما كل ما يختزنه في جعبته هو ذلك الزئير لا أكثر.
لكن ما يحصل مع الأسد يحصل مع أسود أخرى من البشر ففي الواقع الحيوانات هي من أعطت الأسد تلك السلطة وكذلك بني البشر هناك أناس أعطوا سمعهم وبصرهم وطاقتهم لأشخاص لا فعل لهم إلا استعمال تلك السلطة وأشعروا أولئك البشر أنهم ملوك متوجة ، تلك هي السلطة الشعرية التي تجعل أشخاص كثيرين عديمي القول والفعل أمام شخص بالكاد يستطيع أن يميز انعكاس وجهه في المرآة!!!
وحتى في التاريخ نجد أن هناك شعوب كاملة سلمت أرواحها ومستقبل أجيالها إلى قادة غير جديرين بقيادة تلك الشعوب حينما أساءوا استخدام سلطاتهم وانتهكوا حقوقهم فكانت المقاومة هي المخرج من هذا المأزق ولو أنها جاءت بعد سنين طويلة ، وقصة الأسد هنا ليست إلا واقعا يتكرر في كل طلوع شمس وغروبها في طبقات اجتماعية مختلفة ، وفي شعوب وأمم متعددة .
في الحقيقة أنا لا ألوم هنا الأسود من البشر ولا ألوم من أعطاهم تلك السلطة فهي على الرغم من كونها شي معنوي بحت قد يظن البعض أن لا أثر لها لكن تبعاتها التي تظهر جلية بعد حين من الدهر تؤكد مساؤي تلك السلطة التي منحها الخانعين والخانعات لغير مستحقيها لأن الحاكم فيها سواء كان رجلا أو امرأة ، وأينما كان في بيت أو أي مكان آخر يستمد قوته هنا من محكوميه اللذين فقدوا القدرة على أن يميزوا بين من يستحق سلطة ، وبين من هو عكس ذلك ولكنه ذهب إليهم مثل النعجة دون أن يناقش أو يجادل,وبهذا يكون الشعور هو المصدر الأول والأخير لهذه السلطة,لكن مالا يعرفه كثيرون أنها أقوى سلطة في العالم لأن منبعها لا ينضب بل يورث من جيل لأخر.
التعليقات (0)