السلطة الخامسة قلما تتجمل
بقلم د صديق الحكيم
كلنا يعلم السلطات الدستورية الثلاث في أي دولة وهي السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وفي مرحلة من المراحل أضيفت الصحافة بصفة غير رسمية لتكون سلطة رابعة في الدولة الحديثة وخصوصا في النصف الثاني من القرن العشرين وما أن أطلت علينا الألفية الجديدة حتي ظهرت السلطة الخامسة بقوة، في البداية لم يحفل بها أحدا وظنوا أنها مجال لعب وتسلية لكنها أثبتت أنها سلطة حقيقية عندما أصبحت عامل مشترك في سقوط أنظمة عتيدة ماكانت لتسقط لولا وجود السلطة الخامسة
أعتقد أننا تعرفنا علي مكونات السلطة الخامسة وهم الثلاثي الفيسبوك والتويتر واليوتيوب
وعلي الرغم من الدور الكبير الذي يلعبه ثلاثي السلطة الخامسة في نشر المعلومات بكافة أشكالها إلا أنني أود أن ألفت الانتباه أن السلطة الخامسة كثيرا ماتكذب وأريد هنا أن أستشهد بما جاء في مقال المدون محمد فتحي والمنشور علي موقع عالم التقنية بتاريخ 17/4/2012 حيث قام بعمل حوار وهمي علي توتير بين مبارك ونائبه وشخص ثالث يدعي اللهو الخفي ثم يقول بعدها هل تصدق ما ينشر على الفيسبوك وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي؟ما رأيك في الحوار السابق هل صدقته؟
الغريب أن الكثير من مستخدمي موقع فيس بوك وتويتر سيصدق -خاصة حديثي العهد بهما- مع العلم أني -والكلام مازال لمحمد فتحي- قمت بإنشائها باستخدام موقع TheWallMachine خلال 3 دقائق فقط
مثل هذه المحادثات الوهمية لفتت نظري كثيرا أثناء متابعتي لأحداث ثورة 25 ينايرالمجيدة في بلدي مصر – حفظها الله آمنة مطمئنة وولى علينا الأصلح لهذه المرحلة – في أحد اليوم قرأت تعليق على تويتر أن احد شهداء الثورة كان آخر تغريدة له على تويتر أنه مازال أعزب ويخاف أن يموت قبل أن يتزوج ، فعلا كلام مؤثر ويقطع القلب خصوصا وأن معظم شهداء الثورة من الشباب وكان تعليق معظم المغردين دعوات بأن يتزوج من الحور العين ، لا ادري ما الذي أثار فضولي للبحث عن حساب الشهيد في تويتر بالإسم الظاهر في الصورة ولم أجد أي أثر له !!! مع الاسف.
ويضيف محمد فتحي حادثة أخرى حدثت هذه الأيام ونحن نعيش أجواء الانتخابات بما فيها من شحن نفسي وعصبي شديد لأتباع المرشحين حيث تم نشر صورة لتغريد’ بها كلام يضر أكثر مما ينفع وهو بعيد عن أخلاق ومبادئ شعب مصرالعظيم وأول ما يلفت النظر هو ان عدد حروف التغريدة تجاوز الحد المسموح به في تويتر 140 حرف ومع ذلك شقت طريقها بإعادة التغريد واعجابات وإعادة مشاركة.
ويختم فتحي مقال بخلاصة تجربته التي أتمني أن يستفيد الجميع منها "ما أود توضيحه هنا ( لا تصدق مثل هذه الصور وحكّم عقلك قبل التصديق واطلب من الذي ينشر مثل هذه الأخبار رابط -وليس صورة – في حالة الفيس بوك او التغريدة)
وخلاصة القول ثلاث نقاط لاتصدق كل ماينشر –حكم عقلك –مصدر موثوق للخبر وبذلك تكون لدينا سلطة خامسة محل ثقة وفاعلة في إصلاح ما أفسده النظام البائد
التعليقات (0)