قد يفعل الأغبياء فى أنفسهم أكثر مما يفعله العملاء .. فجاهل كل من يؤمن بأن شجرة السلام يمكن أن تنبت فى أرض تروى بماء الإستسلام ، عشرات السنين مرت ولم ولن تحل مشكلة فلسطين ، خمسون عاماً نلهث لنحل مشكلة فلسطين وحدها ولم نحلها فهل نستطيع الآن ؟! ، ففلسطينيات العرب - وليس كل المسلمين - لم تعد واحدة هناك اكثر من فلسطين ، فى العراق وفى الصومال وفلسطينيات مختلفة فى اليمن والسودان ولبنان ولا ندرى الدولة القادمة التى عليها الدور ، صفق الأغبياء للرئيس الجديد أوباما وقالوا عنه أوباما المُخلِّص وهم لا يعلمون أن أوباما لا يملك أن يجبرإسرائيل لكى تعطى حقوقاً إغتصبتها لمن باعوا قضاياهم ، قالها عمرو موسى منذ أكثر من عامين (( إحنا إنضحك علينا )) وها هو أوباما المُخلِّص ينفض يديه من عملية السلام بإعتراف مهذب بقوله أنه ( لم يقدِّر صعوبة حل الصراع فى الشرق الأوسط حق قدره ) والحقيقة أن الخطأ الذى وقع فيه السيد أوباما أنه فشل فى أن يضحك على العرب مثل سابقيه من الرؤساء الأمريكان حيث تجدهم يعطون للعرب وعود وهمية بالحل النهائى ، والمضحك أن الحل المزعوم ينتهى فى ولاية الرئيس المستقبلى الذى يليه ، فعندما تولى بوش أعلن عن حل المشكلة وقيام الدولة الفلسطينية بعد أن يترك منصبه الرئاسى فى عام 2009 - على ما أتذكر - ، فمتى يتعلم العرب ؟! فلو تم حل مشاكل الشرق الأوسط فلمن تعمل مصانع الأسلحة ولمن تبيع أمريكا أسلحتها ، فالنفط فى الدول المحتلة مقابل الغذاء والنفط مقابل اسلحة صدئة و مكدسة منذ عقود للدول المنبطحة ، فلماذا تدفع إسرائيل وأمريكا الكثير ما دام القليل يكفى المنبطحون ؟! فلقد فقدنا شهداء فى وقت سلام الإستسلام أكثر مما فقدناه فى وقت المقاومة والعزة ، الأمر لا يحتاج إختراع فطالما هناك أرض محتله فلابد من المقاومة أولاً ثم يأتى - مُرغماً - بعدها التفاوض ، أما أن ننتظر الحداية
- إسرائيل - حتى تمن علينا و تحدف لنا كتاكيت ، فبعد مقولات الأرض مقابل السلام أصبحنا نعرف مقولات السلام مقابل السلام وبعد فترات اللاسلم واللاحرب أصبحنا نعيش فى زمن اللاسلم واللاتفاوض ، والآن هل لنا أن نطمع فى توحد كلمة العرب فى وقف مؤقت للمسلسل الوهمى المسمى بمفاوضات السلام ؟!
وفيها يعيد العرب تحديد الأولويات ووضع جميع الإحتمالات أمامهم ، فإحتمالات الحرب توضع قبل إحتمالات السلام ، بالتأكيد هذا لن يتحقق لأن حكام هذه المنطقة يعتقدون أن وجودهم وإستمرارهم فى الحكم يتوقف على رضا الأمريكان عليهم ولا أهمية لديهم لرضا شعوبهم ، لذلك يكذب الحكام علينا عندما يقولون أن الإصلاح سيحدث بعد حل مشكلات الشرق الأوسط فهى التى تعطل الإصلاح ( !! ) ولكن الصحيح أن مشكلات الشرق الأوسط لن تحل إلا إذا وُجد الإصلاح ووُجدت الديمقراطية .
فكيف تحل مشكلات شعوب تعتقد بأن حكامها جاءوا بموافقة أمريكا وحمايتها ويؤمن هؤلاء الحكام بأن شعوبهم هم أول أعدائهم ، وأمريكا تزرع وتروج لتلك المقولات ، فأول وآخر خطوة لتحرير فلسطينيات العرب هو حكم الديمقراطية .
التعليقات (0)