مواضيع اليوم

السلام والتسامح طريقهما طويل.

نجم الدين ظافر

2010-04-21 12:02:16

0

بعد حصارها الطويل،  ولتصبح جاهزة قصفت غزة بكل الأسلحة الجوية والأرضية، مرت أيام لم يتوقف فيها الضرب القاسي البربري في عز الشتاء ليل نهار، ولم تنفع الدعوات الرسمية ولا الشعبية في تغيير وحشيته وشراسته.
بدأ الهجوم البري البربري  ليدمر ما لم تدمره الطائرات. ودولة إسرائيل تحارب متسلحة بالتأييد الذي قدم لها. وبتصريح الرئيس السابق جورج  بوش، حينما أبدى تفهما لحاجة اسرائيل للدفاع عن نفسها، فوصف الحرب بأنها ضد الإرهاب .(من حقه ذلك حسب مفهومه الشخصي) لكنه تجاهل قتل المدنيين والمسعفين وتناسى حق المقاومة لشعب محتل. كذلك  استخدامه الفيتو الذي منع وقف إطلاق النار فسمح بمزيد من القتل، وكأن غزة ليست أرضا تحت الحصار المباشر. فأضحت المشكلة  في حماس وليس شرعية الحصار الذي جوع أهلها والحرب وأخلاقياتها التي قتلت أسرا بكاملها ودمرت مرافق ومستشفيات وجامعات ومساجد ومنازل. بعد عدة أيام، رأينا كيف تغيرت أهدافها، فمن إزالة وإنهاء حماس إلى تحجيمها وشل قدراتها وتدمير الأنفاق وتصفية أو اعتقال بعض قادتها .في انعطافة استراتيجية لأهداف معركة عسكرية محددة الأهداف سلفا!. كلنا يعرف أن المعركة جاءت في وقت حساس سواء للولايات المتحدة أو فلسطين وحتى إسرائيل، التي خرجت خاسرة من حرب لبنان، يكتسب قادتها شعبيتهم من قتلهم للعرب، فهناك انتخابات، فغزة بعد الحصار الطويل جاهزة للتدمير. ورفع الشعبية، وباراك أوباما الذي لم يدخل مقره الرئاسي بعد  يجب الانقضاض وتحقيق الهدف قبل أن يدخل المكتب البيضاوي، وأبومازن في خصومة شرسة مع حماس. وازالتها تحقق له اهدافه وطموحاته.
والعرب منقسمون، مؤيدو الحرب  بعضهم توقع انهيار حماس خلال أسبوع وبالأكثر قبل تولي أوباما وتخيلوا فرار قيادتها، ليعود أبومازن لغزة وهو الذي لم يستطع إيقاف الاستيطان ولا  حملات اعتقال وقتل مواطنيه بالضفة الغربية التي لم تطلق صواريخ، فماذا سيفعل لغزة لا أعرف!.
وبعد جمود عملية السلام  وتنصل الغرب من وعوده نسمع الأن كلاما  يسعر للحروب .هذه الحروب لا تعزز فرص السلام ولا تمحو الكراهية بين الشعوب، فالجيل الجديد يكره إسرائيل ككرهنا لها أو أشد، إذ إن صورة شباب اليهود وهم يسطرون العبارات على القنابل ضد العرب لايمكن محوها، وتصريحات قادتهم المتعطشة للدماء العربية ترسخ الكراهية، فلم يمح من نفوسهم كراهيتهم لنا كل التنازلات العربية التي قدمت، فلا المبادرة العربية نفعت ولا حتى طول فترة المفاوضات، تخيلوا خلال عامين ونصف العام شنت إسرائيل حربين شرستين في شمالها وجنوبها دمرت فيهما احياء وقتلت اطفالا ونساء وشيوخا بالمئات، ولا يرى قادتها ضيرا في ذلك، بل يسوقون تبريرات لا تقنعنا، فكيف سيكون السلام بين شعوب المنطقة؟. فالسلام والتسامح طريقهما طويل جدا بعيد ومعقد طالما هذه نفسياتهم
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !