السقوط في فخ النجاح محمودالمصلح
2009 / 3 / 3
السقوط في فخ النجاح
فليم ليلة البيبي دول / عادل اديب
لعل من فائض القول ان السينما والسينمائيون عموما ( من ممثلين ومنتجين وعاملين خلف الكواليس وعلى راسهم طبعا المخرج ، الذي سيلصق بأسمه العمل الىالابد ، يسعون الى النجاح .. بل النجاح الباهر ، وهذا النجاح لا بد ان يكون له قواعد واسس ، ولا بد حتما ان يكون هناك من يقرر هذا النجاح او ذلك السقوط او الفشل ، ومن المعلوم ان الفيلم الناجح ( وهذا ليس بالضرورة ) ان يترشح للمهرجانات العالمية ، ويحصد الجوائز ، بما يمثله الفيلم والقائمين عليه من اهمية ، ولكن الحقيقة المرة في هذا الجانب ( جانب الحصول على الجوائز العالمية ) هي ان الحصول على الجوائز مرهون بعوامل كثيرا ما تكون مرات بعيدة عن السينما والفن والجودة وتكاليف الانتاج الضخمة ، فربما سيمر الفيلم بدوائر عدة من الدوائر الامنية والعالمية والمصالح الدولية المتشابكة بطريقة تكاد تكون عصية على الفهم احيانا كثيرة ، فعملية صنع القرار لمنح جائزة لا تربطها فقط السينما كسينماوفيلم وجودة وفن .
بل يتعداها بكثير وما نراه من منح جوائز في الاوسكار والمهرجانات العربية والعالمية الاخرى ليس بخفي على احد . فقد يراد لك ان تقول في الفيلم مالا ترغب .. او تروج لافكار قد تكون غيرمقتنع بها .. وقد تضر بسمعتك الفنية قبل الوطنية والقومية والاخلاقية حتى ... هذا اذا رغبت بالحصول على الجوائز وان تمشي على السجادة الحمراء الشهيرة ..ومن قبيل المنطق ( قد لا تكون هذه قاعدة مطلقة )
المخرج : عادل اديب .. هذا الشاب .. قليل الخبرة ... قليل الانتاج ... اعتقد ان حقيبة كبيرة من الدولارات ... وسمعة الوالد شيخ المؤلفين صاحب الانتاج الفني الغزير والمميز من باب الحديد ،أم العروسة ، صغيرة علي الحب ،جناب السفير ،بناء على النيل ،سوق السلاح ،أنا الهارب ، الخبز المر البدرون ،بيت القاضي ،ديسكو ديسكو ،استكوزا ،مذكرات مراهقة ،امراة واحدة لا تكفي ، الى ليلة البيبي دول الى جانب حشد ابرز النجوم العرب ، وأفضل شركات الخدمات الفنية .. كفيلا بان يحقق النجاح الباهر للفيلم .. وحتى يسكب الوصفة السحرية التي ظن انها ستكون جواز السفر الفوري الى الاوسكار وغيرها من الجوائز ،اقحم موضوع اليهود ، والجيتو والمحرقة ، والاظطهاد الذي تعرضوا له على ايدي النازية .. في الوت الذي ينبري فيه العديد من المؤرخين والمهتمين وحتى من اليهود انفسهم بحض فكرة المحرقة ونفيها ..
لكن ما قدمه عادل اديب في ليلة البيبي دول ما هو .. مسخ للانجاز والتاريخ الفني للشيخ عبد الحي اديب ، ومسخ لفكرة الفيلم وتبذير للمال بلا طائل على فيلم كان وما يزال بحاجة الى فيلم آخرلينقذه من التردي والتفكك في الجانب الدرامي وبناء الاحداث التي كانت ذات فيضان مدمر ..دون رابط يربطها .. مليئة بالقحامات غير المبررة لللاحداث ، الى جانب عدم جدوى ابز النجوم العرب الذي لا ادري كيف انساقوا الى مثل هكذا عمل .. وبسؤال بسيط : ما دور كل من محمود الجندي ، وليلى علوي ، عزت ابو عوف ، جميل راتب ، والسورية سلاف فواخرجي ، والمصرية غادة عبد الرزاق ، فماذا قدم هؤلاء النجوم للفيلم والسينما العربية ولتاريخهم الفني الراقي ، مع حفظ حق نور الشريف كمبدع ، ومحمود عبد العزيز ، والسوري جمال سليمان الذي ابدع في ادائه كسائق تاكسي .
اسقط عادل عبد الحي اديب الفيلم في مستنقع ، العاية الاسرائيلية ، او محاولة التطبيع ، او الانسياق وراء افكار وهمية طوطمية بعيدة عن الفيلم والسياق العام للاحداث ، وربما اسقط معه ثلة من النجوم الكبار .
ولا ينفع اللوم بعد فوات الاوان .......
التعليقات (0)