السقوط المذل
*
هل أدلكم أسفه الناس وأتفههم
بل أحقرهم وأنذلهم
انه صعلوك الزمن الصعب
رجل متعلم أصاب من العلم قدرا كبير
طريق البناء وجده طويلا وصعبا
أبى ان يسلكه
سلك طريقا سهلا
لم يسخَر علمه وفهم لوطنه وشعبه
سار في ركاب المتسلقين
انكب على وجهه..
ليعيش أنانية مفرطة وسلوكا منفرا
هوى بنفسه الى قاع المستنقع
وجد في الحضيض الرفاهية والمجد
والمال والجاهة والنفوذ
**
لم يتردد أبدا في الركض مع أمثاله
من الوصوليين والانتهازيين
طريق سهل في غاية البساطة
مجرد موت ضمير
ليس الأمر صعبا
عليه ان يميت ضميره
ولا يرى إلا نفسه
يتملق للكبار ليرتقي
ينتهز الفرص و ينافق ليعتلي
سلك كل طرق الانتهاز والنفاق
هانت عليه نفسه
فجعلها فرشاة لتلميع الأقزام
انه السقوط المخزي والمذل
أنه الانحطاط الأخلاقي
*
تمادى في تبرير انحطاطه
فقال.. هذا زمن الأموات
فالشرفاء ..
منهم أموات تحت الأرض
ومنهم أحياء في قبر الصمت
..
مسكين هذا التافه المنحط
لم يرى الوجوه المشرقة
التي تعمل وتعرق وتكدح
تكافح وتنافح تصارع الحياة
من أجل لقمة العيش
تبني الأسر لتمد الأوطان بالأجيال
لتستمر الحياة وتبقى صامدة
يذهب الغثاء كما ذهب أصنام طغاة
في العصور الغابرة
يموت أشباه الرجال ولن يموت عارهم
يرتحل معهم غسيلهم الوسخ أينما ارتحلوا
فوق الأرض وتحت الأرض
ويوم العرض
**
كثير من هؤلاء مرغوا وجوههم
في أوحال الحضيض
انه السقوط المريع
لضعاف النفوس
لم يعد باستطاعتهم
ان يستنشقوا الهواء النقي
فقد أدمنوا العفن
**
التعليقات (0)