مواضيع اليوم

السفير الإسرائيلي الجديد جاء معلنا تنفيذ "أجندة" التطبيع الثقافي الشبه مستحلية

عماد فواز

2010-03-06 00:09:54

0

السفير "اسحق ليفانون" سفير تل أبيب بالقاهرة تسلم مهام منصبه يوم الأربعاء 17 فبراير الجاري، بالرغم من إعتراض وزارة الخارجية المصرية على ضخصة لكونه ظابط سابق بالموساد، وعمل كثيرا على التجسس لصالح إسرائيل في دول الشام "سوريا ولبنان والأردن"، وليقامه بعمليات تصفية جسدية لقيادات لبنانية وسورية في فترة ستينييات القرن الماضي، علاوه على كونه إبن "شولا كوهين" الملقبة بلؤلؤة الموساد الاسرائيلي التي عملت لسنوات في لبنان كجاسوسة لهذا الجهاز.

كما ان شولا، لم تكن جاسوسة عادية، فهي تمكنت في خلال عملها من الوصول الى مراكز القرار ونسج علاقات مع شخصيات سياسية وامنية بينها وزراء ونواب الى ان تم كشف امرها وسجنها ثم سلمت الى اسرائيل بعد حرب1967 في اطار عملية تبادل اعتبرت الاولى من نوعها قطعا بين البلدين.

أما " اسحق ليفانون" فهو ابنا وحيدا ليهوديا لبنانيا عمل تاجرا في احد اقدم اسواق بيروت العتيقة، وقد سكنا وادي ابوجميل او ما كان يعرف بحي اليهود، ثم سافر مع والده إلى تل أبيب عقب سقوط والدته في قبضة المخابرات اللبنانية عام 1961،وتخرج أسحق في كلية الحقوق بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم عاد إلى تل أبيب ليشغل مناصب قيادية برغم صغر سنه في الحكومة الإسرائيلية وخاصة وزارة الخارجية وذلك بمساعدة والدته.

وبحسب التقارير الأمنية المصرية فإن " أسحق ليفانون" لم تنقطع علاقته مطلقا بجهاز الموساد، وأنه ظل لسنوات طويلة يمده بالأخبار حوال محل إقامته بمدينة بوسطن الأمريكية، ثم تلقى دورات تدريبية مكثفة بشكل دوري حتى انهى دراسته وسافر إلى إسرائيل ليبدأ في العمل الإحترافي كجاسوسا في إيطار دبلوماسي لفترة طويلة قاربت الأربعين عاما، جاب خلالها جميع الدول الأوروبية والدول العربية المطبعة مع إسرائيل، لينتهى به المطاف إلى الترشيح للعمل في القاهرة، وذلك بهدف كسر حاجز العزلة الذي فرض على السفير السابق "شالوم كوهين" وأيضا محاولة استمالة المثقفين المصريين والخوض نحو التطبيع الثقافي الذي فشل سابقيه من تحقيقة، ويؤهل ليفانون لذلك انه يجيد العربية بطلاقه قراءة وكتابه كما أنه يجيد إلقاء الشعر العامي والفصحى ويجيد النقاش وإدارة الصالونات الثقافية، كما أنه يجيد لغات أجنبية عديدة منها "العبرية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والأسبانية".

ويؤكد مصدر أن ليفانون جاء بأجندة معدة سلفا لتنفيذها في مصر تتمثل في عدد من المحاور أهمها إستمالة أكبر عدد من الصحفيين والإعلاميين عن طريق توجيه الدعوة لهم لحضور الحفلات والأمسيات التي سوف ينفذها في مقر سكنه بمنطقة المعادي بالقاهرة، علاوة على زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين وآل بيت رسول الله مثل "السيدة زينب والسيدة نفيسة والإمام الحسين والسيد البدوي والمرسي أبو العباس" والتبرع لإقامة الموالد الصوفية لآستمالة جموع الصوفيين في مصر نحو التطبيع مع تل أبيب، وأيضا عقد الصالونات الثقافية في مقر إقامته بشارع أنس بن مالك بالمعادي ودعوة المثقفين والمفكرين المصريين لحضور هذه الصالونات والمواظبه على حضور الصالونات الثقافية التي تعقد في القاهرة، بالإضافة إلى عقد حفلات وأمسيات يتم دعوة الأمراءالعرب المقيمين بالقاهرة لحضورها، وأيضا السفراء العرب والعدد من رموز الجاليات العربية وخاصة الخليجية في القاهرة.

كما تشمل الأجندة تخطيط عميق للإنخراط داخل المجتمع المصري من خلال بوابة الجمعيات الخيرية العاملة في المجتمع والتي تعاني من قلة التبرعات، والتي سوف يستغلها ليفانون للوصول إلى المواطنين عن طريق تقديم التبرعات لهذه الجمعيات وعقد المؤتمرات والندوات الخيرية لمناقشة مشاكل وهموم الفقراء، وعلى رأس المشاكل التي سوف يهتم ليفانون بها مشكلة أطفال الشوارع لكبر حجم أعضاؤها من حيث العدد وأيضا لخطورة القضية وكبر حجمها وفشل جميع الجهود السابقة على مدار عشرات السنين في حل هذه المشكلة، وسوف يسعى ليفانون لإيجاد حلول جزرية للقضية وحلها أو على الأقل المساهمة في تخفيف حدة زيادتها وتفشيها في المجمتع، وهو أمر سوف يساهم في إستمالة عدد كبير من جموع المواطنين البسطاء وأيضا عدد من الشخصيات العامة والنخبة المثقفة في مصر وفي العالم.

ويشير المصدر إلى أن "ليفانون" جاء لتنفيذ ما فشل فيه السفراء التسع السابقين منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد وحتى السفير الإخير "شالوم كوهين" الذي طلب أكثر من مرة من وزارة الخارجية الإسرائيلية إعفاؤه من منصبه نظرا لمعاناته الشديدة من حالة العزلة المفروضة شعبيا على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وهي نفس الشكوى التي رددها جميع السفراء السابقين لتل أبيب بالقاهرة، لكن الأمر بالنسبة لليفانون مختلف، فهو قادم لتحدى هذا الحصار معلنا لقيادات الكنيسيت أنه قادر على تحقيق التطبيع الثقافي بين تل أبيب والقاهرة، بالرغم من صعوبة المهمة ووصولها لدرجة المستحيل، إلا أن ليفانون "64 عاما" يملك من المؤهلات العلمية والشخصية والثقافة العامة ما قد يؤهله لذلك علاوة على الإمكانات المادية التي منحتها تل أبيب لسفارتها بالقاهرة لتنفيذ أجندة ليفانون ربما تكون هي مفتاح النجاح بالنسبة له ولجندته الشبه مستحيلة.


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات