مواضيع اليوم

السفوف المغربي عادة رمضانية تقبل عليها الأسر المغربية

شريف هزاع

2010-01-10 19:14:17

0

السفوف المغربي عادة رمضانية تقبل عليها الأسر المغربية

إعـداد: عبـد الفتـاح الفاتحـي

      تحس حين زيارتك للأسواق بمدينة الرباط وسـلا أن ثمة استعدادات لمناسبة عظيمة، وتشدك الحركة التجارية الهامة التي تعرفها متاجر التوابل، حيث الإقبال الكثيف على شراء مواد "السفوف" أو "سلو" أو "الزميتة" أو "تقاوت" بحسب تسميته في كل جهة من جهات المملكة، والحق أن تنوع الأسماء لوصفة واحدة إنما يعكس أن هذه الوصفة ذات قيمة ثقافية وحضارية مشتركة تجتمع عليها الأسر المغربية في كل نقطة من المغرب، وهي بلا شك لها قيمة غذائية، ولذلك تشكل ركنا ركينا في المائدة الرمضانية المغربية.
      وعلى العموم فإن ل "السفوف" امتداد تاريخي طويل، وارتباطه بالمائدة الرمضانية للأسر المغربية جد عريق ومتأصل، إلى جانب "الحريرة". فميزته أنه يجمع عدة عناصر يسميها البعض بالمقويات، ولذلك تكمن قيمته الغذائية خلال شهر رمضان، فاستحق بأن يكون من أهم مميزات المطبخ المغربي عن باقي المطابخ الشرقية.
    وتخصص الأسر المغربية عند قرب شهر رمضان جزء هاما من مصروفها اليومي لإعداد "سلو/السفوف"، ويحتار الإنسان في تصنيف هذه الوصفة، هل تدرج ضمن خانة الأطباق أو خانة الحلويات.
    وتنتابك حركة تجارية غير عادية خلال زيارتك لأسواق مدينة الرباط وسلا، حيث الإقبال كبير على دكاكين رسمية وأخرى موسمية تبيع مواد "سلو" حيث تحرص كل العائلات في أخر أيام شهر شعبان على إعداد أنواع من الأطعمة التي تقدم على مائدة الإفطار، ومنها "السفوف" و"الشباكية" إضافة إلى أنواع أخرى من المملحات...
   وتتكون وصفة (السفوف) من مجموعة من العناصر، وللتعرف أكثر على هذه العادة الغذائية الرمضانية، تقول الحاجة الكبيرة (75 سنـة) التي كانت أمام دكان لبيع مواد "السفوف" وسألناها عما ستشري لإعداد سلو، فقالت أنها ترغب في إعداد 15 كيلو غرام منه، ولذلك فهي ستشتري 3 كيلو من اللوز و3 كيلو من "جنجلان" و1 كيلو من فول سوداني "الكاوكاو" ربع كيلو من "النافع" وربع كيلو من "حبة الحلاوة" و2 كيلو من سكر "كلاصي" و3 لتر من زيت المائدة و4 كيلو من الطحين و2 حبات من "الكوزة" و"مسكة حرة" وربع كيلو من بذور الكتان.
    وحول إجمالي تكلفة ما تحضره من السفوف قالت" أن ثمن ذلك يصل إلى 500 درهم، وأضافت أنها تبقى تكلفة عالية. وحول الفرق بين أثمنة السنة الماضية والسنة الحالية قالت أن هناك انخفاضا في أثمنة عدد من المواد.
   وأضافت حول طريقة تحضير السفوف أن هذه المواد تحمر في الفران وتطحن ثم تخلط بالزبدة أو الزيت حسب الاختيار، وتقدم بحسب الذوق: فهناك من يضعه في صحن على شكل هرم، حيث يرش سلو بالسكر المدقوق، ويزين بحبات اللوز المسلوق والمقلي. وهناك من يضيف إليه العسل وتصنع منه كويرات صغيرة. وهناك من يعجنه جيدا بالعسل ويصنع منه شرائط مرشوشة بالجلجلان المحمر.
    وقال عبد الله أحد "العطارين" -بائع التوابل- بمدينة سلا أن رواج في المواد الاستهلاكية الخاصة بمائدة الإفطار يشهد ارتفاعا كبيرا، مؤكدا بأن الأسر المغربية معروفة باهتمامها بمواد تحضير "السفوف" باعتباره عادة وأكلة مغربية بامتياز، ولكون هذه الوصفة ذات قيمة غذائية عالية تعوض الجسم الطاقة خلال شهر الصيام.
     وحول الأثمنة خلال هذه السنة أوضح أن الأثمان تبقى جد مناسبة مقارنة لما كانت عليه السنة الماضية معللا ذلك بالتساقطات المطرية التي شهدها المغرب خلال هذه السنة، ومعتبرا أن 40 درهما ثمن الكيلو غرام الواحد من اللوز هو ثمن جد مناسب، بينما كان ثمنه السنة الفائتة يتراوح بين 70 إلى 80 درهما للكيلو.
   وعن أثمنة باقي المواد الأخرى قال: فمثلا إن ثمن الجنجلان لا يتعدى 35 درهما والفول السوداني 15 درهما والنافع 60 درهم وبذور الكتان 15 درهما وحبة الحلاوة 50 درهما، إضافة إلى باقي المواد. مؤكدا أنها تبقى في متناول الأسر المغربية، دون أن يخفي أن متطلبات "السفوف" والحلويات الرمضانية إضافة إلى باقي المصاريف تنهك ميزانية المواطنين، وهو ما يؤثر على التجار من خلال ارتفاع شكاوى المواطنين وطلب السلف أو ما يسمى ب"الكريدي" إلى رأس الشهر أو شيئا من هذا القبيل.
    يقول أحمد نحمد الله على فضل شهر رمضان بالنسبة لنا نحن "العطارين" تجار التوابل، لأن الحركة تنتعش في هذا الوقت حيث يزداد إقبال المواطنين على شراء مواد تحضير الحلويات و(المقويات)، وينتعش كذلك تجار موسميون لبيع التمور ومواد "السفوف"، كما تنتعش بالمناسبة تجارة أواني المطبخ التقليدية المصنوعة من الخشب كالملاعق التي تؤكل بها (الحريرة).
   أما عن حجم المبيعات فيقول عمر "عطار" إننا نتمنى لو تكن أيام السنة كلها مثل أيام شهر شعبان ورمضان في إشارة إلى الرواج التي تعرفه الأسواق خلال هذه الفترة.
   وأضاف شريكه أنه على الرغم من انتعاش الحركة التجارية فان السلع تبقى غالية الثمن وهو ما يجعل المواطنين يشتكون، داعيا الجهات المختصة إلى مراقبة الأسعار عند تجار الجملة وتخفيضها رحمة بالناس في هذا الشهر الفضيل.
    ودعا علي عشاق عضو العصبة المغربية لحماية المستهلك الجهات المسؤولة إلى تكثيف مراقبة نقط بيع المواد الاستهلاكية الخاصة بشهر رمضان، كما طالب بمراجعة تسعيرة بعض المواد الأكثر استهلاكا، مبررا ذلك بأن القدرة الشرائية لشريحة عريضة من المجتمع المغربي ضعيفة ويجب مراعاتها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات