السّـفـر
قصيدة بقلم: خليل الفزيع
وتسـافِـرينَ فَـتذبُلُ الأزهـارُ
ويَفُورُ جُـرْحٌ في الحَشا مِدْرارُ
ما كنتُ أعْرفُ أن غَيْبَتـَكِ التي
زادَتْ.. سَـتَخْبو إثـْرَها الأنـْوارُ
أ لأنهـا طالتْ فطالَ عَـذابُهـا؟
أم أن أسـرارَ الفـؤادِ غِـزارُ؟
يا بَهْجَـةَ الدنيا ونورَ ظلامِها
ومـلاذ حُلمي لـو يَضِيقُ مَسارُ
وإذا شَكوْتُ، لَدَيْكِ بَلسَمُ عِلـَّتي
وإذا أضلُّ فمرفـأٌ وفَنـارُ
فـي كـلِّ يـومٍ لا أراكِ كـَأنـَّــهُ
دَهْـرٌ تـَمَطـَّى بالأسَـى مَـوّارُ
إن شِئتُ سَلواكِ يَزيدُ بيَ الهَوَى
أو شئتُ أنسى ما يَطِيبُ قـَرارُ
يَخْبُو ضِياءُ القلبِ عندَ فراقكمْ
يا مَنْ تمادوا في البعـادِ وسـاروا
والياسـمــينُ إذا يُغـادِرُ عِطـرُهُ
فــلأنّ ثغــرَكِ للعـطورِ مَـزارُ
والخيزرانُ إذا تـَعـَطـَّفَ تـارةً
فنحيلُ خصرِِكِ في الهوى إعْصارُ
يَغتالُ ما في النفسِ من أشْواقِها
بُعْــدٌ تمادَى إن نـَأتْ أقطارُ
أنا ذلكَ الشاكي فراقَ حبيبِهِ
وتـُحِيطُ بي بَـيْنَ الجُموعِِ قِفـارُ
وحْدِي أغالِبُ وحْدَتي ويَلفـُّني
وسـطَ الفـيافي عاصِفٌ جَبـّارُ
يكفي البعادَ إذا يَطولُ مَـذمَّـةٌ
إن الحبيبَ من البعادِ يُضارُ
التعليقات (0)