أرسل لي أخي الأصغر فهد يسال عن حديث عن الرسول صلى الله عليه سلم هذا سنده ومتنه :
(أبو فيصل الحديث هذا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رجل بابنته إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: ان ابنتي هذه أبت أن تتزوج، فقال لها رسول الله (أطيعي أباك) فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته، قال:(حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه صديداً أو دماً ثم ابتلعته ما أدت حقه) قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبداً، فقال النبي عليه الصلاة والسلام:(لا تنكحوهن إلا بإذنهن) رواه أبن حبان في صحيحة)
وقد توقفت كثيرا عند متن الحديث , على أني آليت على نفسي عدم الخوض فيما هو ليس من تخصصي , فهناك رجال نذرو أنفسهم لمثل العلم, ولكن لان السؤال كان بيني وبين أخي الأصغر , أحببت إن أوضح شيء مهم في هذا المجال , آلا وهو علم الحديث .
فقد لاحظت أن علماء الحديث الأقدمون اهتموا بالسند ولم يهتموا بالمتن ؟ فقد ذهلوا عن مناقشة المتون وأدمة النظر فيها .
أما فيما يخص السند فقد بذل العلماء الكثير في هذا المجال .. فحققوا في هل الراوية كذاب , أو مثلا أن يروي لراوي لم يثبت لقيآه , أو ولد بعد وفاته....الخ و الحق يقال لقد تشعبوا في علم الرجال حتى أصبحت نسبة الخطاء ضئيلة .
ولكن ما أجد أنهم لم يعطوه حقه , هو الاهتمام بالمتن نفسه , فقد يتبين عند العلماء الثقات العالمين بإسرار البيان العربي أن مثل هذا اللفظ ركيك , لا يصدر عن سيد الفصحاء .. أو يكون هناك فساد في المعنى , إي يكون مخالفا لبديهيات العقول , أو مخالفا للحس وسنة الله في الكون , او الأخلاقيات والآداب التي عرف بها سيد الخلق .
وقد كان ردي لأخي ( أني لا اعلم ) بعد أن بينت أن السند قوي كما اعلم , ولكن بيني وبين نفسي وجدت حرجا أن أتوقع أن هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهنا أقول حرجا .. لا أنكر , فالزوجة حقوق على زوجها , كما أن للزوج حقوق على زوجته , بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة , ولا أجد إن هناك ابنة مسلم سترد على المصطفى بهذه الطريقة ؟! ثم يقول الرسول صلى الله علية وسلم (لا تنكحوهن إلا بإذنهن ) .
أني بذكري كل هذا أتمنى على العلماء غربلة الأحاديث من حيث السند و المتن وهو الأهم , وعدم نشر ما يشكل على العامة من الأحاديث لأنها ستصيبهم بالبلبلة ..
والله من وراء القصد
التعليقات (0)