هل لقاح أنفلونزا الخنازير آمن؟!
سؤال يتردد حائراً على شفاه معظم السعوديين حالياً، لا سيما أولياء أمور الطلاب والطالبات، لأنهم- وحتى اللحظة- لم تشفهم أية إجابة ظهرت في وسائل الإعلام المحلية، بل زادتهم شكاً وحيرة، برغم التطمينات التي أطلقها وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة في مختلف الصحف اليومية، بالإضافة إلى التليفزيون والإذاعة الرسميين بجميع قنواتهما، فضلاً عن وكالة الأنباء السعودية.
وتسببت أنفلونزا الخنازير في تأجيل موعد حملة تطعيم وطنية ضخمة، إذ أعلنت وزارة الصحة اليوم عن تأجيل موعد حملة تطعيم طلاب وطالبات الصف الأول الابتدائي في مختلف مدارس السعودية، التي كان مقرراً لها يوم السبت 10 أكتوبر 2009م، وتشمل لقاحات (الثلاثي الفيروسي) و(الثلاثي البكتيري) و(شلل الأطفال الفموي)، حيث تم تحديد الموعد الجديد لإطلاق الحملة يوم السبت 19 ديسمبر 2009م، وتستمر لمدة خمسة أسابيع.
في السياق ذاته، وجّه أستاذ واستشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة طارق صالح جمال مقالاً عاجلاً الى زميله وزير الصحة السعودي، ناشده فيه بعدم التعجل في استخدام اللقاح، إلا بعد فحصه وضمان سلامته، كونه لم يمر بمراحل التجربة والاختبار قبل تسويقه، كما هو معمول به في المجال الطبي. مطالباً إياه بالتأني في استعمال هذه التطعيمات، لأنها لن تحمي من مضاعفات الفيروس المتمحور الذي يسبب الوفاة.
مشدداً على ضرورة تأكيد استخدامه من قِبل مصنّعيه، خصوصًا بعد مطالبتهم بالحصول على حصانة من الملاحقة القانونية والقضائية، مبيناً أنه ينبغي أخذ الإجراءات الواجب اتخاذها كأي انفلونزا عادية أو موسمية، وتجنب إفزاع المجتمع السعودي من أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى اعتقاد كثير من الخبراء بأن ضرر اللقاح أكثر من نفعه.
من جانبه حذر الدكتور عبد الحفيظ خوجه من خطورة تناول اللقاح الجديد الخاص بأنفلونزا الخنازير، مشيراً أنه تابع تقارير نشرها خبراء أمريكيون، حذرت من اللقاح نظراً لاحتوائه على مادة (السكوالين)، المرتبطة بمتلازمة أعراض حرب الخليج. وهي لقاحات تجريبية سبق وأن استُخدمت في علاج متلازمة حرب الخليج ومرض التوحد. مبيناً أن أية شيء يؤثر على مادة (السكوالين) سيكون له أثر سلبي كبير على الجسم، مضيفاً أن تحفيز النظام المناعي ضدها سيؤدي إلى انخفاضها وانخفاض مشتقاتها. وبالتالي انخفاض معدل الخصوبة وتدنّي مستوى الفكر والذكاء والإصابة بالأمراض المناعية الذاتية.
من جهة أخرى، ذكر المدير الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتور حسين الجزائري أن "كل ما يقال حول اللقاح الجديد من شبهات غير صحيح.. ونحن في منظمة الصحة العالمية، لا نتوقع حدوث أي مشاكل من اللقاح، برغم تجربته على أعداد صغيرة نسبياً"، موضحاً أنه لا يوجد أي فرق بينه وبين لقاح الأنفلونزا العادية الموسمية، أو أية لقاحات أخرى، التي عادة ما يكون لها آثار جانبية مثل ارتفاع درجة الحرارة أو وجود "خراج".
مبيناً أنه عادة ما تلصق باللقاحات الجديدة أمراض غير معروفة السبب، مستغرباً حديث البعض عن أن الفيروس من صنع شركات الأدوية الأمريكية لبحثها عن الكسب المادي، مشيراً أن الشركات المصنّعة للقاح تعهدت للمنظمة بمنحها أول 50 مليون جرعة لتوزيعها على الدول الأقل نمواً.
واستعرض وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، أمام وسائل الإعلام السعودية، مستجدات الوضع لمرض أنفلونزا الخنازير. حيث أشار إلى أن تحديد موعد بدء العام الدراسي تم بناءً على رغبة خادم الحرمين الشريفين؛ للتأكد من جاهزية القطاع التعليمي للتعامل مع كيفية الوقاية من المرض، والتوعية الصحية له بشكل يرتقى لرضاء المواطنين.
لافتاً أن الملك عبد الله وجّه وزراء الصحة والتربية والتعليم والثقافة والإعلام، بجعل صحة الطفل محور اهتمامهم، ونصب أعينهم، والحرص على عدم تعريض الأطفال للخطر، واتخاذ كافة الأسباب والإجراءات الكفيلة لحمايتهم والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.. منوّهاً بنجاح خطة الوزارة بالإجراءات الاحترازية التي طبقتها طوال موسم العمرة، بعد أن أثبتت التقارير الميدانية والترصد الوبائي عدم تسجيل أي حالة وفاة بين المعتمرين وزوار مكة المكرمة والمدينة المنورة.
التعليقات (0)