ماهر حسين.
قامت المملكة العربية السعودية باستدعاء سفيرها في جمهورية مصر العربية (للتشاور ) وأغلقت سفارتها وقنصلياتها في مصر و لقد جاء هذا القرار السعودي كردة فعل على خلفية المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مصر أمام ممثليات المملكة السعودية في مصر وكل ما سبق جاء على خلفية اعتقال محامي مصري حيث تؤكد المملكة بأنه اعتقل على خلفية حيازته كمية من الحبوب الممنوع تداولهــــــــا بينما في مصر تتناول بعض وسائل الاعلام المصرية الحدث باعتباره اعتقالا" على خلفية سياسية !!!!!.
لاحقا" لذلك وفي محاولة لرأب الصدع الخطير بين جمهورية مصر والمملكة العربية السعودية قام المشير حسين طنطاوي قائد المجلس العسكري الأعلى بإجراء اتصالات مع القيادة السعودية ممثله بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ولقد وعد العاهل السعودي بالتعاطي مع الموضوع وفقا" لخصوصية العلاقات المصرية السعودية وتاريخها وأهميتها فلا أظن بأن المملكة العربية السعودية ترغب بأي خلاف مع مصر او أي دولة عربية أخرى .
ما يجب التركيز عليه هنــــــــا وما يهمني هو خطورة هذا الحادث الدبلوماسي وضرورة التعاطي معه بوعي جماهيري بعيدا" عن نظريات المؤامرة والتحريض وحيث أن العلاقات المصرية- السعودية أساس هام لاستقرار عالمنا العربي و حيث أن العلاقة بين الكبيرين السعودية ومصر تعتبر أساس للقرار العربي المستقل فأننا يجب أن نفهم أهمية الحدث وخطورته .
بنظرة سريعة للكبار بعالمنا العربي فأننا نجد أن العراق وقع رهينة للأطماع والنفوذ الفارسي وسوريا منشغلة بحالهـــــــــا وخاصة بان شعبها يتعرض لأقسى أنواع القمع بينما باقي الدول ما بين الإصلاح والثورة فإننا نخرج باستنتاج هام وخطير يؤشر على حالة الضعف العربي التي تتوارد مع هجمة غير مسبوقة تتعرض لها فلسطين والإمارات العربية المتحدة وكذلك البحرين .
بشكل أساس نحن مع استقرار العلاقات العربية - العربية ولسنا بوارد دعم أي خلاف عربي- عربي وعلى العكس نحن نريد للعلاقات العربية أن تكون على أحسن حال لعلنا نصل بالقرار العربي إلى مقدار اكبر من الفاعلية والتأثير وبشكل خاص في مواجهة النفوذ الإيراني والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي بفلسطين .
إن الأزمة السعودية- المصرية تأتي بوقت تتصاعد فيه الحملة الاستيطانية المعادية للسلام في فلسطين وتأتي كذلك متزامنة مع أزمة التصعيد الإيراني الكبير والغير مسبوق اتجاه الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران بالقوة في محاولة لفرض إرادتها التوسعية في المنطقة .
لا ادري ما هي الأسباب الداعية لهذه الأزمة سوى التحريض الذي سبب انفلات عقال الجماهير في مصر ومن المؤكد وجود من يدعم هذه الفتنة مما يحرض الجماهير المصرية ويحرضهم للتحرك بطريقة منفلتة ومريبة ضد قضية عادية والغريب بأننا لا نعرف من يقف خلف هذا التحريض ولا يعقل ان يكون (الفلول) فلقد قامت الأحزاب المصرية الرئيسية والتي تقارب 20 حزب باستنكار ما حدث وما تعرضت له ممثليات السعودية بمصر..وبالطبع الجيش والحكومة والبرلمان الإخواني- السلفي اكدد بأنه يريد علاقات حسنة مع السعودية وهذا واضح وظاهر بمواقفهم وكبار رجال السياسة والفكر في مصر حذروا من هذه الفتنه وبالتالي يبقى السؤال العجيب الغريب :من يقف خلف الجماهير التي تحاول إثارة الفتنة بين العربية السعودية ومصر !!!!!!!!!
إن مصر رأس الأمة العربية وهامتها المرفوعة دوما" بانتصارات جيشها البطل والأمة العربية بلا مصر تعاني من الضعف والنقص وبالتالي لصالح من هذا الخلاف !!!
ولصالح من هذا الصراع !!!وهذه الفتنة الملعونة!!!!!
هناك مؤشرات تشير إلى محاولات تقارب مصري إيراني وبنفس الوقت هناك محاولات لإثارة فتنة مصرية سعودية !!!!
فهل يعقل أن تصمت مصر وجيشها وشعبها عن خطرفات إيران وأحلامها التوسعية في الخليج العربي وفلسطين ولبنان وسوريا وهل يجب الصمت عن أفعال إيران الاستفزازية.
وبنفس الوقت نجد مصر المنشغلة بنفسها وبزيارة مفتي مصر للمسجد الأقصى ...نجدها تقف صامتة أمام التصعيد الاستيطاني بالأراضي المحتلة !!!!
كان زيارة الأقصى اخطر من تهويده واحتلاله ومع تأكيدي هنــــا بان المسجد الأقصى وكما أرى يجب أن يكون قبلة كل عربي ومسلم ولا يجب مقاطعة المسجد والمدينة المقدسة بل يجب التأكيد دوما" على قدسيتها وعروبتها لعلها تكون عاصمة فلسطين ...عاصمة السلام للديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام بالطبع .
يجب أن يكون واضحـــــــا" للجميع بأننا نحترم المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبا" ونحترم مصر وشعبها العظيم ولكننا وللأسف نرى بان هناك حاجه ماسة في مصر لان تتوقف بعض الأبواق عن التحريض البلطجي بالتعاطي مع الأمور .
فثورة مصر وشعبها لا يجب أن تدافع عن الخطأ وبل يجب أن تكون مع الصح ومع القضايا العربية ومع الطموح العربي ومع المنظومة العربية .
إنني من كل قلبي أرجو أن أرى مصر وشعبها وقيادتها الجديدة وعلى رأسها الرئيس القـــــــــــادم تقوم بدورها العروبي دفاعا" عن فلسطين ودفاعا" عن حق شعب فلسطين ودفاعا" عن السلام وفي نفس الوقت نريد أن نرى مصر بمثابة خط الدفاع الأول عن كل الحقوق العربية في الجزر المحتلة ويجب أن تكون مصر مع الشعوب العربية المظلومة ويجب أن تنتصر مصر للثورة السورية البطلة .
إننا نريد لمصر التقدم والازدهار لتمارس دورها الطليعي في مقدمة الدول العربية لتصنع أفق السلام والنمو والازدهار في المنطقة و لا نريد لمصر أن تقود العروبة إلى الفوضى والتخلف والجهـــــــــــــل فما يحدث بمصر مخيب للآمال ومثير للحيرة .
وبالنهاية فأنني احي المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا" وهي التي رفضت وترفض دوما" الدخول بمهاترات بعيدة عن مصالح الأمة وبشكل خاص بهذا الوقت الحرج والصعب حيث تتصاعد الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية وتتصاعد الهجمة الفارسية الإيرانية ويدفع شعب سوريا ثمن الضعف العربي.
إنني أرجو من العقلاء والسياسيين بمصر أن يتوحدوا ليقفوا صفا" واحدا" أمام هذا التخريب الممنهج للعلاقات المصرية مع الدول العربية ونرجو أن تنتهي الأزمة الحالية بعودة السفراء وبمزيد من العلاقات المميزة بين كل العرب.
حفظ الله مصر وجنبهـــــــــــــا الفتنة .
التعليقات (0)