مواضيع اليوم

السعودية حزم وعزم كبير

Riyad .

2015-03-26 17:46:11

0

السعودية حزم وعزم كبير

عندما تتحول الصراعات السياسية لصراعات دموية مسلحة فإن التدخل لإيقاف ذلك العبث فرض وضرورة , الحرب أخر أدوات السياسة تفاقم الصراعات السياسة المسلحة يفضي  لصراعات طائفية ومذهبية دموية بشعة تأكل المجتمعات وتأكل نفسها بعد أن تقضي على الثوابت والقيم والسلم الأهلي .

جماعة أنصار الله الحوثية انقلبت على الشرعية اليمنية وحولت مؤسسات الدولة اليمنية لأوكار عصابات تنفذ أجندات الإسلام السياسي بوجهه الشيعي القبيح وسط دعم من موالين باعوا الوطن مقابل حفنة دراهم أو وعود بمناصب حكومية , الإسلام السياسي بشقية السني والشيعي تغلغل داخل المجتمعات منذ القدم وبعد هبوب رياح الربيع العربي أنقلب ذلك المفهوم السياسي للإسلام على المجتمعات فحولها لبؤر وأوكار للظلاميين وجعلها تسبح في وحل الدموية والصراعات الطائفية والمذهبية , العراق ضحية لصراعات عصابات الإسلام السياسي السنية والشيعية وسوريا وليبيا وأفغانستان من قبل , فتلك البلدان ضحايا  صراعات قوى الإسلام السياسي وعصابات السلطة والحكم بأي ثمن وطريقة  , القاعدة و داعش والإخوان والحوثي وعصائب أهل الحق وغيرها حركات وقوى تتشكل وتتغير حسب الظروف المحيطة بها , تغزو المجتمعات وتقودها نحو الهلاك تسيس الدين والمذهب وتشوه القيم والثوابت والتاريخ القديم والحديث شاهد على دموية الإسلام السياسي الشيعي والسني وعلى قباحته وغباء مؤيديه وجهالة من أنخرط في معاركه الخاسرة والنتنة !.

اليمن خرج من ثورة 11 فبراير 2011م منتصراً ومحافظاً على مكتسباته القومية والوطنية والاجتماعية بعد أن جنبتهم المبادرة الخليجية الصراعات الجانبية , لكن توابع المبادرة الخليجية من حوار وطني توافقي وانتخابات رئاسية تعرض للتعطيل جراء تحالف قوى سياسية وقبلية مع زعامات رافضة لصوت الحكمة فكانت النتائج وقوع اليمن في صراعات جانبية بين مختلف القوى السياسية المختلفة والتي أفضت في النهاية لدخول جماعة الحوثي لصنعاء واحتلال العاصمة ومؤسسات الدولة بدعم من موالين لصالح وبعض القبائل الموالية , الحوثي أوقع نفسه في فخ وحاول فرض سلطته بالقوة وتمرد على الثوابت والقيم الوطنية وسط صمت من قوى سياسية محسوبة على الإسلام السياسي التي لم تحاول جر الحوثي لطاولة الحوار رغم الدعوات الإقليمية والداخلية اليمنية لعقد حوار طني فاعل يجنب اليمن الصراعات الدموية ؟.

الحوثي  خلط أوراق اليمن وقفز على مقررات المبادرة الخليجية وتمرد على اليمن حكومة وشعباً وقوى سياسية ومؤسسات فكانت النتائج تشتت اليمن وتقطع أوصاله ونزوح الرئيس وطاقمه الحكومي لعدن الجنوبية .

الحوثي أحتكم للغة القوة وصوت الرصاص رغم محاولات التدخل ودعوات الحوار الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي أستنجد بالسعودية لإنقاذه وإنقاذ اليمن من عبث الحوثيين وموالية فكان له ما أراد حزم وعزم الخيار الأخير في لغة السياسة وأدواتها المختلفة  ؟

26 مارس 2015م يوم سيذكره التاريخ فالسعودية اتخذت قراراً بشن هجمات جوية وبحرية وقد تكون برية مستقبلاً والهدف إيقاف تمدد الحوثيين وحلفاءه وتجنيب اليمن الانزلاق بوحل الدموية والصراعات الطائفية والمذهبية البشعة التي لا تبقي ولا تذر ولا ينتصر فيها أحد , عاصفة الحزم هكذا سمتها المملكة وأنخرط فيها الحلفاء تدك معاقل الحوثي وكل من يعبث بأمن اليمن فهي ليست موجهه ضد طائفة دينية أو مذهبية بل موجهه ضد من يعبث بأمن اليمن واستقراره وبطلب من الشرعية الرئاسية اليمنية الممثلة للشعب اليمني التواق للحرية والعدالة والعيش بأمن وسكينة والمتطلع للتعددية السياسية والفكرية والثقافية والمذهبية والمساواة والمواطنة والمشاركة الشعبية .

خمس سنوات والعالم العربي تتلاعب به  أيادي عابثة بدعم إقليمي ودولي في السر والعلن وكان قدر السعودية أن تكون هي صاحبة القول الفصل لإيقاف ذلك العبث عبر تحالفات سياسية وعسكرية وعبر نهج الحوار والسلمية والدعم المالي للشرعية في دول المنطقة التي وقعت ضحية أطماع قوى وحركات سياسية متسترة بالإسلام تارة وبالتدين والوطنية تارة أخرى , عزم السعودية أفضى لحزم لم يقتصر على اليمن فداعش تتلقى الضربات الموجعة والدعم السياسي والمالي والإغاثي  للثورة السورية وقواها المعتدلة في أوج قوته وعبر برامج مختلفة  والدعم المالي والسياسي للأنظمة العربية مستمر تحقيقاً للمصالح العليا للأمة العربية واليمن جاري تطهيره من قوى الظلام والعبث والتخريب , العالم العربي يواجه قوى سياسية متسترة بالإسلام والمذهب لا يهمها قيم ولا ثوابت ولا أخلاق ولا تتقيد بتقاليد ولا تعرف سبل الحوار والمشاركة فكل ما يهمها هو السلطة وإعادة إنتاج الاستبداد بشكل ووجه جديد .

المجتمعات العربية تستيقظ من غفوتها وحركات الإسلام السياسي السنية والشيعية والقوى السياسية العميلة تصارع من أجل البقاء , الحزم والعزم العسكري لابد أن يقابله حزم وعزم إعلامي وفكري شامل وكبير وتلك مهمة ثقيلة تتحملها المنظمات والمؤسسات الرسمية والشعبية بالوطن العربي فالتطرف ضارب بجذوره والصراعات السياسية تستفيد من تلك الجذور بطرق مختلفة ؟  .


اليمن ومنذ القدم  في عين السعودية ولن ينزلق بوحل الصراعات الدموية والطائفية والمذهبية مهما كان الثمن وهذا ما أكدته السعودية بعاصفة الحزم فيكفي دول انزلقت بوحل الصراعات المميتة  ولن يتبعها اليمن المتنوع المتعدد المتسامح الطامح لمستقبل زاهر تشرق شمسه بأمن وسلام وطمأنينة , العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ستعيد للمنطقة العربية توازنها المفقود وستكون بداية لإعادة ترتيب المنطقة بشكل كامل فالطريق طويل والحزم السعودي سبقه عزم ونظرة للمستقبل فلا استقرار ونمو وتعايش وتعددية في ظل وجود قوى وحركات إسلام سياسي متطرفة وعصابات تقاتل من أجل السلطة والحكم ؟ !.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات