السعادة لا عنوان لها
ماهي السعادة ؟ وكيف تكون؟ ولمن قد تدوم؟لابد أن هذه الأسئلة مرت في ذهن الكثيرين من الناس ولطالما كان الجواب غامضا مختبئا خلف ستار الأقاويل التى لاصحة لها,وكان ومايزال البحث جاريا في محاولة لرفع النقاب عنها,فالأغلبية تظن أن السعادة في الرضا أيا كان فكل من هو غير سعيد بحاله عليه فقط أن يرضى بذاك الحال مهما كان وبذلك نكون قد شحذنا الهمم على التواكل والكسل والأعتماد على الغير لمجرد الوصول لسعادة لا أساس لها من الصحة.
أعزائي أحب أن أقول لكم أن السعادة لا مفهوم لها ولم يرد لها تعريف نصي في أي قاموس لغوي. السعادة هي ماتريد أن تكون كيف أردت السعادة هي أن تتجرد من نفسك أمام ذاتك دون أن تخجل من حقيقة ما أنت عليها سعادتك تكمن في قوتك على أن تواجه فشلك بنفس القوة التى تواجه بها نجاحاتك.
المشكلة الواقعة هي أن مفاهيم السعادة أصبحت تورث تماما كالعلاج بالأعشاب,فإحدى الوصفات تقترح أن سر السعادة هو الزواج وانجاب عشرة أطفال حينها فقط سوف تكون سعادتك كاملة!
أما الوصفة الأجمل فهي تقول بأن مفاتيح السعادة جميعها متمركزة في ارتياد كلية الطب وكل روادها هم أصحاب السعادة الدائمة التى لانهاية لها!
وأما بالنسبة للمال فهو وصفة السعادة الأبدية وهي الوصفة الوحيدة المرفقة بضمان من وزارة التجارة والغرفة التجارية أيضا!!!
والحقيقة أنه لا يسعني إلا أن أضحك حينما أسمع مثل هذا الكلام الذي تسمعه من أفواه الناس ينطقونه مسجلا ويتفوهون به دون التفكير للحظة فيه,قد يكون الإنسان سعيدا وهو يملك كل شي وقد يكون سعيدا لمجرد أنه عاش حياته بطريقته الخاصة التى سرته دون أن يملك أي شي.وفي واقع الحياة تجد أنه لولا اختلاف مفاهيم السعادة لما عاش الناس بل ربما لانتحر أغلبهم.
أن أجمل مافي السعادة أن سرها بسيط وهو أن لا سر لها, أنها أمام أعيننا لكننا لا نراها تلمسنا لكننا لا نشعر بها ربما لأن جشعنا وطمعنا عمانا عنها,فقط أولئك ذوي البصيرة عرفوها منذ زمن وتمتعوا بها.
Roaa.sabri@hotmail.com
التعليقات (0)