تراه ذاك الرجل الشهم بين صفحات النت اللطيف مع الآخرين وخصوصاً بنات حواء بأدب جم ويظهر كل الود والإحترام لهذه وتلك وينشر ابتسامته هنا وهناك مدافعاً عن المرأة والأسرة وحالماً بالحياة الكريمة المنطلقة بين جمال الطبيعة وجمال الحب ويتخلل جميع كلامه أصدق الحديث من كتاب الله وسنة نبيه تصديقاً وتطهيراً لما يقول حتى ان جميع البنات يتمنونه زوجاً محباً وعاشقاً حالماً وتتحسر المتزوجات على زوج مثله ويندبن حظهن العاثر.. وما إن يرحل عن عالم النت حتى يجد زوجته الطيبة تنتظره بلهفة ليجلس معها ويحادثها فيتجاهل شوقها له بنظرة حادة تخرس فيها الرغبة بالبوح عن
إفتقادها له ولحديثهما معا فهي تعرف معنى نظرته تلك قبل ان يكيل لها عباراته المعتادة بأن تحمد الله أنه تزوجها وهي تلك الجاهلة التي لم تكمل تعليمها وانها لا تفهمه ولولا تلك الطفلة بينهما لأعاد حساباته معها فهو لا زال شاباً وناجحاً في عمله ويترقى في وظيفته ولبق في الحديث ولا زلن البنات يتمنونه.. ففعلاً هو منعم عليها وكريم معها !!
ذات يوم سألتني إحدى الأخوات أن ( سالماً ) يجلس في غرفة المحادثة في النت اكثر مما يجلس مع زوجته وإبنته بل نراه يهرول عائداً للنت بعد رجوعه من سفر عمله في الخارج لأكثر من شهر ويبدأ ببث حنينه وشوقه للغرفة ومن فيها وكأننا أسرته الأصلية !! فلمحت لي ان طريقته كمتزوج غريبة والبعض بدأ في التسأل حوله !! فأخبرتها أنني شعرت بذلك أيضا وكنت أترقب اللحظة المناسبة للتحدث معه حول هذه المسألة ولكن لحساسيتها ولإظهاره الود والإحترام الجم لي فقد الجمني عن الحديث معه فيها .. ووعدتها بالتكلم معه قريبا .
في اليوم التالي وبعد عبارات الترحيب والود..سألته .. لماذا ؟؟ فأخبرني : يا أخي لا أحب زوجتي ولا أعرف لماذا تزوجتها !! فسألته : هل إختارها لك اهلك ؟ فأدهشتني إجابته : لا..بل أنا من أخترتها !! . وقبل ان أبادره بالسؤال الصريح أجابني : لا أجد نفسي معها ..وقد تقدمت لإحدى الأخوات التي عرفتها في هذه الغرفة وهي ذات خلق ودين وجميلة ولطيفة ولكن اهلها رفضوني لأني متزوج !! قلت له : يا صاحبي.. زوجتك إخترتها انت وهناك الكثير من اختار لهم أهلهم ويتذمرون ويتعذرون بهذا فيما بعد وليس لهم وجه حق ..يلوم أهله لإختيارهم الزوجه له وهو الرجل صاحب الحق في الإختيار والرفض والقبول بينما معظم البنات وفقا للعادات والتقاليد المقيدة والملزمة لا يكن لهن الخيرة !! فماذنبها هي
وانت من اخترتها أو اهلك !! وانت يا أخي إخترتها بنفسك وكانت لك الزوجة الصالحة الوفية الموفرة لك الراحة والمحافظه على بيتك وولدك وقد تركت عز بيت أبيها الكريم لتهنئ بنعيم العيش معك وتسعدك ثم أهداكما الله قرة عين أبيها وأمها وفتح الله عليك من نعمه وفضله في وظيفتك فتنسى كل ذلك وتبحث عن أخرى !! ثم ماذا !! .. لعلك ستجد في
الأخرى مالم يرضي غرورك ومتطلباتك فتبحث عن غيرها وهكذا !! فهل هكذا تشكر نعم الله عليك !! ثم لو أظهرت لزوجتك جزء من اللباقة واللطف والإحترام الذي تظهره للأخريات لوجدت منها حرصاً أكبر لإرضائك والتودد إليك ولسرك منها ما لم تبحث عنه فيها॥ نظرتك للأخريات بإنصاف وتقدير وإعجاب أمات فيك النظرة الصادقة لجمال زوجتك الحقيقي
وأعدم فيك الإحساس بتفانيها في خدمتك وسعيها الدائم لراحتك ولعل المسكينة لم تترك طريقة في التزين والتطيب لتنال رضاك وأستحسانك وودك وأنت في شغل عنها مع الأخرين..مع السراب ..فكيف لك أن ترى شيئا جميلا فيها وبالك مع غيرها !! أما قولك عنها جاهلة فقد أخبرتني بنفسك أنها ذات ثقافة عامة رائعة وإطلاع جميل بتغيرات العصر حتى لو أنها لم تواصل دراستها الجامعية.. ولا زلت اتذكر انك مدحت في جمالها وأدبها الجم قبل زواجك منها..فماذا حدث الأن ؟؟ وماذا تغير !! أهي السبب أم جريك وراء السراب هو السبب !!
لن تجد من يحبك ويهتم بك ويخاف عليك -مهما أظهر لك ذلك- كأهل بيتك..وأولادك هم أولى وأحرص الناس بك وعليك لأنهم إنتماء وإمتداد لك.. هم الأمان والملاذ لك حين تتعبك الهموم ويتغشاك الكدر..حين تدير لك الدنيا ظهرها لن تجد سواهم سنداً لك وسكناً .. لا تنظر لبعيد ف( السعادة في بيتك.. فلا تبحث عنها في حديقة الآخرين ) .
التعليقات (0)