مواضيع اليوم

السر في قوة الدعاء ..

Fatma alzahra

2010-11-09 08:47:57

0

 

لماذا ندعوا و لا يستجاب لنا !! لماذا إلى الآن فلسطين الحبيبة بأيدي اليهود !! والعراق الأبية تَقطر دما !! و الشعوب العربية تمزقها الأهواء و تشتتها الأزمات و الحروب !! و هل كل دعاء لابد أن يُستجاب !! لنتعرف أولا على معنى الدعاء .. الدعاء هو عبادة يستخدمها الإنسان ليخاطب به مولاه و ليلجا إليه وليحتمي بحماه سبحانه .. وهذه العبادة موجودة في كل الأديان السماوية ..

و الدعاء عزيزي القاريء هو أقوى سلاح من الممكن أن توجهه على عدوك إن انقطعت أسبابك المادية .. و الدعاء ليس سلاح الضعيف - كما يُعتقد - إنه سلاح القوي المؤمن و الضعيف المؤمن على حد سواء .. فأنت بدعائك تحفز الكون ضد عدوك ..

اسألني كيف ؟

أنت عندما تدعو أخي الكريم و ترفع أكفك لباريك و تخلع عن نفسك كل شعور سلبي وتستحضر كل مشاعرك الإيجابية فإنك تحفز عقلك الباطن نحو الهدف المنشود .. و بذلك نُطلق قوانا الداخلية - حيث انطوى فيها العالم الأكبر - و نسمح للمارد المتأصل في ذواتنا بجذب ما نريد أن يتحقق و نخضع القوانين الكونية لقونا الداخلية النابعة من الإرادة الصادقة و الحاجة الملحة و الإيمان الذي لا تشوبه شائبة ..

أيضا فنحن كمسلمين نؤمن أشد الإيمان أن الدعاء مخ العبادة .. لأنك ما رفعت يداك لمولاك رياء أو نفاقا أو حتى أداء لواجب إنما توجهت بكليتك و بمحض إرادتك و لم يجبرك أحد على ذلك .. إنك تتوجه للملك سبحانه .. ليهبك من ملكه .. و تتوجه للعزيز ليعزك .. و تتوجه للرحيم ليرحمك .. و تتوجه للقوي ليقويك على الحق .. إنك في النهاية تتوجه لمصدر هذا الكون و خالقه ليمدك بما تريد ..

أعرف جيدا كم نحن المسلمون ندعوا و ندعوا .. وأنى يستجاب لنا .. فكم منا يتقصى الحلال من الحرام في مأكله و مشربه ولبسه !! لذلك أقول أن للدعاء شروط حتى يستجاب لنا فيه .. وليس كل من رفع أكفه لخالقه فلابد أن يستجاب له .. تعالوا إخوتي نستعرض بعضا من الشروط عسى ربي ينفعنا بما نقرأ فتستجاب دعواتنا ..

1- الإخلاص في الدعاء لله وحده.. فإنك إن سألت فلا تسأل إلا الله .. وإن رجوت فلا ترجو إلا من الله .. و إن ظهر أنك تطلب من فلان من الناس فلا يُعتبر هذا أنك ترجو من غير ربك لأنك تبذل الأسباب و قلبك مطمئن و مدرك تماما أن لا شيء يحدث إلا بأمر الله ..

2- المأكل الحلال و المشرب الحلال لأن الله طيبٌ و لا يقبل إلا طيباً .. فكيف يخرج الدعاء من جوف مليء بالخبث والحرام وما نبت من حرامٍ النار أولى به..

3- ترك الاعتداء في الدعاء و المجاوزة فيه .. كأن يطلب الداعي من ربه بما قد حُسم من الله سبحانه وتعالى كالخلود في الدنيا و عدم الموت .. أو أن يهدي الله كل البشر فلا يلج النار أحد ..

4- الصدق في الدعاء.. و قد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه) رواه مسلم

5- الثقة بالله وحسن الظن به ..

هذه بعض الأمور التي لابد لنا كمسلمين أن نلتزم بها عل بارينا يرحمنا و يستجيب لنا .. و هناك بعضا من الآداب أيضا و التي لابد لكل مسلم داعي لربه أن يتمثل بها أثناء التعامل مع الله و أثناء الدعاء و يمكن لنا أن نتعلمها جميعا من كتب الإسلامية الموثوقة ..

و قد يكون واقع حالنا يحتم علينا أن نيأس و نترك هذه العبادة العظيمة .. لكن أذكركم أن البلاء و الدعاء يتصارعان كما ذكر بن الجوزية في كتابه الجواب الكافي .. حيث قال أن للدعاء مع البلاء مقامات ومنازل :
أحدها: أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه..
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء .. فيصاب به العبد .. ولكن قد يخففه و إن كان ضعيفاً ( يعني الدعاء ) .. معنى ذلك أننا لو التزمنا بشروط الدعاء و آدابه فحتما أننا سنحدث تأثيرا بدعائنا هذا و إن كان تأثيرا طفيفا ..
أما المقام الثالث: أن يتقاوما و يمنع كل واحد منهما صاحبه..

كذلك فلا بد أن نجمع بين الدعاء و الاهتمام به و بين العمل و الجد فيه .. و قد يعتقد البعض أن ثَمت تعارض بينهما .. لذلك أقول أنه لا تعارض بينهما .. أليس من أساسيات نجاج أي عمل مُؤسسي أو حكومي أو عمل في أي قطاع خاص أن يكون من يؤديه مؤمن جدا بفكرته و بأنه حتما سينجح مستقبلا حتى لو كانت المعطيات تُنبيء بعكس ذلك .. و هذا ما يؤكده أرباب علم النفس و كذلك علم الإدارة .. هذا بالضبط ما يحدث عندما ندعوا .. إلا أن الدعاء هو ترجمة هذا الإيمان و هذه الثقة إلى صوت عالي مسموع و إخراجه من بوتقة الذات المغلقة إلى دائرة المسموعات و الحسيات .. و تكرار هذا الدعاء ما هو إلا عملية تثبيت للفكرة المراد الوصول لها لتصل للعقل الباطن لاحقا .. فيؤمن العقل اللاواعي بحتمية حدوث ما يَدعو به العبد و يلح عليه .. لذلك نرى أن الله يحب العبد اللحوح .. و يحب الإلحاح في العبادة و الطلب ..

و في الختام لا يسعني إلا أن أذكركم إخواني الكرام أنه لايجوز لنا البتة الاستخفاف بالدعاء لأننا مسلمون و لأننا سلمنا لله .. و التسليم لله هو الإيمان بصدق بكل ما أمرنا الملك بالقيام به (( ادعوني أستجب لكم )) .. و دون أدنى شك فيه أو ريبة .. أسأل الله أن ينور لنا بصائرنا و يجعلها حجة لنا لا علينا يوم العرض عليه سبحانه .. أطيب المنى للجميع وكل عام و أنتم بخير ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات