مواضيع اليوم

السرّ الحقيقي وراء ظاهرة الأخطبوط بول

مصعب المشرّف

2010-07-14 16:55:42

0


الســرّ الحقيقي
وراء ظاهرة الأخطبوط العـرّاف "بـول"


لاشك أن ظاهرة الأخطبوط العراف "بول" لجهة تنبؤاته الصادقة بنسبة 100% بشأن نتائج مباريات كرة القدم التي خاضها المنتخب الألماني بحذافيرها في مونديال 2010. وكذلك فوز إسبانيا على هولندا في نهائيات هذا المونديال وحصولها على كاس العالم .... لاشك أنها قد شغلت الكثيرين من شعوب العالم .... وإلى درجة أن بعض الصحف العالمية قد وصفت الأخطبوط "بول" بأنه البطل الحقيقي لهذا المونديال .

الأخطبوط يتنبأ بفوز أسبانيا على ألمانيا... وقد صاحب هذا التنبؤ حركات مسرحية من الأخطبوط إستغرقت على غير العادة (15 دقيقة كاملة)

ويهمنا من بين كل أولئك البشر في أركان الكرة الأرضية .. يهمنا ردود الفعل المعلنة والسرية لدى المواطن المسلم عامة والعربي المسلم منه خاصة والمسيحي على حد سواء .....
وبداية ينبغي تحاشي الإلتباس وعدم دس الرؤوس في رمالنا الوافرة . والتوجه بدلا من ذلك للتسليم صراحة بأن هذه الظاهرة التي فرضها الأخطبوط بول ليست وليدة الصدفة ؛ ولا ينبغي أن تكون .. بل هي حقيقة روحانية بسيطة للغاية في جوهرها يجب التعامل معها بكل شفافية ورسوخ قناعاتنا الدينية الإسلامية بوجه خاص ... وكذلك القناعات المسيحية وفق ما سيتم التطرق إليه لاحقا من آيات قرآنية .

الأخطبوط يتنبأ وفق الظاهر بفوز أسبانيا على هولندا

وحين يقال عن تخمين ما أو رد فعل ما بأنه صدفة . فهذا يعني أنها حدثت مرة واحدة أو حتى مرتين بل وثلاثة ولم تتكرر .... ولكن في تكرار صدق تخمينات الأخطبوط بول تسع مرات متتالية نرى أنفسنا أمام حالة متفردة قد خرجت من مجال الصدفة إلى مجال آخر يقع تحت دائرة الغيبيات التي أشار إليها المولى عز وجل عند قوله من الآية ( 3 ) في سورة البقرة :[الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون].
والغيب في العصر الحديث يرمز إليه العلمانيون بمصطلح الميتافيزيقيا (metaphysic) أي ما وراء الطبيعة ......
ولكنني وبحسب الإستقاء والتشريب من العلم القرآني السماوي الراسخ أستبعـد مفهوم هذا المصطلح العلماني الذي تم إستعارته كما هو من الحضارات الوثنية الرومانية واليونانية القديمة . فأؤكد أن المسألة هنا لا دخل لها بالطبيعة وإنما بأقدار الله عز وجل خالق كل شيء ... وإنه إن كان هناك من مساحات مشتركة فيما يتعلق بمفهوم هذا المصطلح ؛ فإن الفهم للطبيعة هنا إنما هو من قبيل أنها ترمز إلى ما هو خارج عن طبيعة القدرة الإنسانية المكتسبة ، على إعتبار أن الإنسان إنما هو محض مخلوق ليس عليما بذاته ، وإنما العلم لديه مكتسب من الله عز وجل الذي له وحده صفة العلم الذاتي.
ووفق ما تم التطرق إليه أعلاه فإنه يمكن تقدير ظاهرة الأخطبوط "بول" وفقا لحالتين لا ثالث لهما وهما:

1) أن الأنسي صاحب هذا الأخطبوط لديه إتصال بالجان من جهة ويمتلك قدرات إيحائية أفلح في نقلها إلى الأخطبوط.

2) أن الأخطبوط بول قد حل فيه جان كافر يرغب في التلاعب بقناعات البشر الروحانية.

والأرجح من بين الإجتمالين أعلاه أن الإنسي الألماني صاحب هذا الأخطبوط والذي كان قد إصطاده وإحتفظ به أسيرا في حوض مائي بغرب ألمانيا منذ فقسه عن بيضته عام 2008م ؛ هذا الإنسي قد تلبسه جان يأتي إليه ببعض الأخبار عن تصاريف الأقدار التي ينزل الأمر بها من السماء السابعة إلى السماء الدنيا ويتحدث بها الملائكة في هذه السماء الدنيا ويتداولونها فيما بينهم فيسمع بعضها نفر من الجن المتصنت . فيعود بها إلى الأرض ليخبر بها من قام بتسليطه من الجن السفلي ويتولى هذا الجن نقلها إلى عقل من يتلبسه من الإنس.
وفي حالة الأخطبوط بول فإن المسألة في غاية البساطة كما يعرف معظمنا . وهي أنه يتم وضع صندوقين زجاجيين مغلقين في داخل الحوض الذي يعيش فيه الأخطبوط . ويوضع في واجهة كل صندوق علم الدولة التي يتنافس منتخبها في المباراة المقبلة ضد منتخب ألمانيا ؛ على أن يتم وضع قطعة من اللحم داخل كل صندوق . فيأتي الأخطبوط بول ويبدأ في التجوال بين الصندوقين حسب ما يرغب صاحبه ويوحي إليه من الوقت لغرض الإثارة وذر الرماد في العيون . ثم يفتح الأخطبوط بأرجله (وهي ما شاء الله ثمانية) الصندوق المطلوب ويدخل فيه ليأكل الطعام . وبذلك يكون قد إختار الفريق الذي سيفوز في المباراة المقبلة . وكل ذلك يجري في حضور الصحافة وكاميرات التلفزيون والمصورين وتذاع تفاصيل اللحظات على الهواء مباشرة وتتخللها بالطبع إعلانات تدر الملايين على القناة التلفزيونية وجيب صاحب الأخطبوط المحظوظ .
إذن يلقي الجان السفلي في روع صاحب الأخطبوط بول ما يأتي إليه من أخبار السماء الدنيا . فيوصلها هذا الشخص عن طريق الإيحاء إلى الأخطبوط مع السيطرة خلال ذلك على تصرفاته وكيميائياته بحيث يخضعه لإختيار الصندوق الذي يحمل علم الدولة التي سيفوز منتخيها بالمباراة المقبلة . على أن تتم مكافأة الأخطبوط القنوع بوجبة خفيفة من لحوم تلك الحيوانات البحرية التي يستطعم أكلها يضعونها له داخل الصندوق الذي يوحى إليه به.... ويا بلاش مقارنة بما يحصل عليه صاحبه الإنسي من أموال.
وأما عن حقيقة تصنت الجن لتصاريف الأقدار هذه فهو منصوص عليه في القرآن الكريم عند قوله عز وجل من سورة الجن : [وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)]
هذه الآيات تتناول من ضمن آيات أخرى الفترة التي سبقت مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ؛ حيث منع الجان من التصنت على تصاريف الأقدار عند نزولها للسماء الدنيا . ثم توقف هذا الجظر بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم . وعادت الجن للإستماع والتصنت مجددا . لكنهم ظلوا يتعرضون للشهب الحارقة بين حين وآخر - لاحظ قوله عز وجل على لسان المؤمنين منهم (ملئت حرسا شديدا وشهبا) . وفي قوله (ملئت) ما يعني تشديد الحراسة هنا في ذلك الظرف الزماني المعين.
من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن الإتصال بالجان لم يكن مقصورا على كهان وسحرة العرب في الجاهلية وحدهم. بل كان الجان ولا يزال حتى الآن تتنازعه الديانات السماوية والقناعات الوثنية المختلفة وفق ما نص عليه القرآن الكريم في سورة الجن عند قوله عز وجل : [قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا (3)]
وبما معناه أن هذا الجن كان ولا يزال فيه الكافر وكذلك النصراني الذي على عقيدة الثالوث الكاثوليكية بنحو خاص . وبالتالي فإن مجال الإستعانة بالجان والتلبس به هو أمر شائع لدى الكافة من البشر على مختلف دياناتهم السماوية أوقناعاتهم الوثنية ، وإلى يوم الساعة.


وقد جاء في البداية والنهاية لإبن كثير شرحا وافيا للكيفية التي يصعد بها المردة من الجان حتى يقتربوا من السماء الدنيا ويتخذون مقاعدهم للسمع . فذكر أنهم يتعلقون على أكتاف ورقاب بعضهم البعض حتى يصعد آخرهم فينصت لبعض ما أراد له الله أن يلقى في أذنه ، فيعود ويحدث به الكاهن الأنسي الذي عادة ما يزيد وينسج عليه ألف كذبة من وحي خياله .
ثم وحين تتحقق لاحقا المعلومة التي نزل بها يصدق الناس كل ما بني عليها من أكاذيب فيشيع بينهم ووسطهم الضلال والقلق ويزول عنهم الرضا والتوكل على الله ويزدادون رهقاً. وهو المقصود من مرامي إبليس اللعين والعياذ منه بالله العظيم.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [كذب المنجمون ولو صدقوا] .... والمعنى هنا يتمحور في الآتي:

1) أنهم يكذبون بسبب زعمهم العلم بالغيب . مع أن الحقيقة هي أن الجان هو الذي يتصنت كما ذكرنا ثم يأتي لهم بالأخبار .....

2) أن المنجمين يحصلون على حقيقة واحدة من الجان ثم يضيفون لها مئات الأكاذيب رغبة منهم في الحصول على المزيد من الأموال والنفوذ لدى البشر من اللذين يؤمنون بقدراتهم في كشف الغيب كما يظن هؤلاء....... وبالتالي فإن المنجمين حين يضيفون الأكاذيب إلى جانب الحقيقة إنما يكذبون على الناس ويفترون على رب العباد .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات