السرطان يأكل البصرة

في آخر إحصائية طبية تم الكشف عن إصابة أكثر من 1500 طفل من محافظة البصرة بالأمراض السرطانية المختلفة نتيجة تعرض المدينة الى قصف بأسلحة اليورانيوم المخضب والمواد الكيماوية نتيجة العمليات العسكرية إبان حكم النظام الصدامي المباد وحروبه العسكرية مع دول الجوار وجعل المناطق الجنوبية لاسيما البصرة ساحة لهذه المعارك والحروب وساحة تجارب لأسلحته الكيمياوية فضلا عن قصف القوات الاجنبية لمواقع الجيش السابق بآلاف القنابل التي تحتوي معظمها على اليورانيوم المنضب الذي يعيث بالأرض والمياه والمزروعات فسادا بغض النظر عن الإنسان، كما ان هذا اليورانيوم يبقى فعالا ونشطا سنين طويلة مما يعني انه يبقى خطرا على جميع سكان المنطقة المتعرضة له، ومع الأسباب العسكرية كمصدر للتلوث هناك أيضا الصناعات النفطية والكيمياوية إذ توجد مواد مسرطنة تصاحب استخراج النفط في مناطق الاستخراج بشكل كبير. الإشعاعات المختلفة لوثت ما يقارب 52 منطقة في البصرة نتيجة تعرضها الى القصف بأسلحة اليورانيوم المخضب فقط، وهذا العدد كبير جدا وإذا ما أضيف إليه التلوث بالأسباب الأخرى فإن ذلك يقودنا الى ان معظم مناطق البصرة قد طالتها الأمراض المسرطنة دون فارق أو استثناء وان حجم التلوث بالمحافظة ينذر بخطر كبير على الصحة العامة، الإحصائية أكدت أيضا ان 25% من الأطفال المصابين يتلقون حاجتهم من الأدوية بشكل غير منتظم ومن النوع المصنع في شركات غير معروفة في حين ان معظم الأطفال الآخرين يعانون من نقص حاد بالأدوية المكافحة للمرض، وهذا يؤدي بطبيعة الحال الى ظهور الإصابات بين الأطفال في تصاعد غير طبيعي ما يعني ان آخرين سيموتون اذ لم يكن هناك تحرك في أعلى المستويات للقضاء على الأسباب التي ساعدت في انتشار هذا المرض. قد يبدو الكلام خطيرا لكن بالتأكيد فإن الوقائع والأحداث أخطر من ذلك بكثير مما يستدعي لفت انتباه الحكومة والاجهزة المختصة والمنظمات الانسانية بمد يد العون وتوفير الأدوية المصنعة في الشركات العالمية الرصينة لمكافحة المرض والقيام بحملات توعية رصينة للتقليل من آثاره والقضاء على مسبباته كإيجاد حلول بدفن المعدات العسكرية الملوثة وتنظيف التربة التي دارت عليها المعارك العسكرية، فضلا عن تحديث الصناعات الاستخراجية.
مقالات للكاتب علي جاسم