حبي للمجتمع اكبر من حبي لنفسي وحب الوطن اكبر عندي من حبي للمجتمع وحب الدين اكبر من حبي للوطن كلام جميل براق عندما يكون نابع من القلب يترجم إلى فعل يصبح واقعا على الأرض يلمس ويحس ليس للهتاف وبيع الكلام فحسب .
عندما نمعن النظر وندقق نجدها أحرف مفصولة لا نستطيع أن نركب منها جملة مفيدة .ومما يبدو لي والله اعلم أن حبي لذاتي خير لي من حبي للكل ، ليس أنا من أقول هذا بل الترجمة الواقعية على الأرض هي من يقول ذلك خاصة عندما تتقاطع المصالح الشخصية مع الدين أو الوطن وهلم جرى فالمهم يأخذ حق الأهم ..
المواطن العربي عموما والسعودي وعلى وجه الخصوص منذ الأزل لا محل له من الإعراب وان جاملنا قد نستطيع أن نعربه مجرور بالإضافة تابعا يَتبع لم يكن في حياته ليُتبع .فيه نقص شديد في الشجاع هذا إن لم تكن معدومة.ليصدح عما يدور في خلده وما يخالج نفسه .
قد يسطر مقالة عريضة عن كلمة (برب ) أو كلمة (دمتم ) دون مبالاة أو خوف يعتريه حرصا ودفاعا عن دينه لان الأمر لا يتعلق بالسياسة وعلى النقيض منه لا يستطيع أن يتفوه ببنت شفه أو إضافة تعليق من عدة أحرف عندما يتعلق الأمر بفلسطين الأبية أو العراق المجروح أو حتى أفغانستان المذبوح.بمعنى آخر قد يستل القلم من محبرته ويسنه لمحاربة قضية فضائيه ويغمده في محبرته إن كان الخطب يتعلق بأمير أو قول لوزير.
طاش ما طاش لا يمكنني أن أغض الطرف عن الايجابيات في مضمونه ومواضيع الحلقات الساخرة التي صبت جام غضبها على الفساد الإداري ونفست للمجتمع السعودي شيئا مما أشعل فتيل النار في كبده إلا انه تعدى خطوطه الدينية مع ملاحظة تحفظي على الخطوط السياسية لان الحلقة الممقوتة كانت من ضمن ما تسعى له السياسة وتدبر له .خاصة أن هذا الوقت يشهد سيطرة كاملة سياسيه على الدين على نقيض المطلوب أن يكون الدين هو المحرك الرئيس للسياسة .
طاش ما طاش وغيره من المسرحيات الهزلية لم تكن مجرد صدفة أو رؤية كاتب أو أيدلوجية فكر معين يؤمن بها أحب عرضها بطريقته الخاصة لا طبعا هناك أهداف دول وراء هذه الأعمال فبالرغم من الايجابيات التي اكتست البرنامج من النقد الهادف التي كنا وما زلنا نعول عليه تغيير الواقع الذي نعيشه إلا أن نقطة من السم تفسد قدرا من العسل إن صح التعبير بمعنى يجرع المجتمع قطرات السم نقطة نقطه دون أن يحس او يشعر.
طاش ما طاش وما جرى في حلقته التي تحدثت عن النصارى كانت مخالفة لتعاليم الدين التي تعلمناها وخلطت الحابل بالنابل في أذهان الأجيال الناشئة. ونحن كمسلمين نسلم بالنقل على العقل إن صح صريحا وكان النص محكما سواء أية أو حديث نبوي.
لن أتحدث عن موضوع الحلقة فالأمر بالنسبة لي وللكثير محسوم ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) (( ولَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ))
ولكن أن نعالج الحدث ونوجه جام غضبنا على نتيجة الحدث كاللوم على السدحان والقصبي هو خطأ فادح ما زلنا نتقوقع في براثنه إلى يومنا هذا .لا يمكنني إأن أصفهم الا بمجرد أداة للتنفيذ وراءها ما وراءها ، بمعنى لتكون الصورة اقرب وأوضح لذهن القارئ .
1+1 =2 هذه العملية الحسابية يمثل فيها القصبي والسدحان الطرف النهائي للنتيجة أي لو أننا حذفنا النتيجة (2) وعدنا للجمع من جديد سيعود
(2) .ولكن إن عالجنا احد الأطراف الأخرى (1) مثلا ووضعنا بدلا منه رقما آخر (0) مثلا وعدنا للجمع لن تعود النتيجة السابقة هكذا تعالج الأمور، نبحث عن الدوافع والأسباب ونعالجها بدلا من إضاعة الوقت في معالجة النتيجة والتهجمات الفاضيه .
ما جرى وما لاحظه الجميع معي من موضوع الحلقة هي لغرس فكر معين تقف وراءه أيدي غربيه وايدي وطنيه رفيعة المستوى خطة ممنهجه محكمه رسمت خلف الكواليس وسيناريوهات تعد منذ زمن لتغيير الفكر الذي ساد في المجتمع السعودي وتأدلج عليه منذ ولادته .لم تكن محض الصدفة أو فبركه إعلاميه لكسب الربح المادي أو سعيا لتغيير صورة المجتمع السعودي في أعين النصارى العرب ومنه إلى النظرة الغربية والاوربيه لنا كمسلمين .بل لزرع البذرة الأولى لتهجين وادلجة الجيل الجديد وتغيير أفكاره ومعتقداته وبث الزعزعة في نفسه والتحريف في مفاهيمه للتعاليم الربانية التي تلقاها عن علمائه الأوائل بغض النظر عن علماء السياسة المتأخرين .
الحل برأيي لا يكون الا بمحاولة تأجيج حملات لرفض هكذا مشاهد تمس الدين ومقاطعة هذه البرامج التي تتعرض للإساءة للتعاليم الربانية بدلا من الهرتقات الغير مسئوله التي تبرز الضعف وقلة الحيلة
ويكفينا من التعويل على العلماء والدعاة فهو أمر انتهى فالفتوى قصرت على كبار هيئة العلماء ولن تروا منهم ما يسر في هذا الأمر فأذانهم مسدودة وألسنتهم مشلولة.
تحيتي لكل غيور على دينه
التعليقات (0)