السحر كما هو معروف مجموعة من الاجراءات التي تهدف الى التحكم في الظواهر الطبيعية ( الادعاء بانزال المطر مثلا ) او السيطرة على الانسان ( نفعا او ضرا ) او الانباء عن امر مغيب ( مكاني او زماني ) باستعمال ادوات ( كلمات , رموز , عقاقيراو حيل ) او طقوس ( اعمال ) برؤية اعتقادية .
يقوم السحر على عدة اطراف واركان :
- الساحر: رجل دين ( شيخ , راهب , كاهن او الطبيب في القبائل البدائية), مشعوذ , عراف , حاوي , منجم وغيرهم العديد من المسميات الاخرى
- المسحور: الشخص او الشيء المتلقي للفعل او للعمل .
- الآمر بالسحر : هو كل من يطلب خدمات الساحر( فرد او جماعة ) .
-الادوات : هي مجموعة من العروض الرمزية التي تستخدم في السحر
--كلمات و كتابات و اشارات و حركات و اصوات
--عقاقير و اعشاب و خلطات من مواد او تركيبات
--اجهزة و معدات - فيزيائية و ميكانيكية و استغلال ظواهر طبيعية و علمية .
--القناعات و الاعتقادات و الاستعدادات النفسية و العقلية للساحر و المتلقي ( طالب الخدمة ) .
-- الحيل و الخدع و استعمال المهارات .
-الهدف او الغرض من السحر. رفع الضرر او ايقاعه بالاخر .
انواع السحر :
-السحر الابيض ( رفع الضرر عن المسحور للعلاج او جلب منفعة او منح قوة خارقة او السيطرة على ظواهر طبيعية لصالح طالب السحر ) .
- السحر الاسود ( ايقاع الضرر في المسحور كالموت او المرض او التفريق بين الازواج او الاحباب و ايقاع الهزيمة بالاعداء و غير ذلك ) .
- سحر الخدع و التسالي ( القيام بحركات تعتمد على السرعة و خفة الحركة و استغلال الضوء و الانعكاسات في المرايا و الظلال و تشتيت التركيز البصري او السمعي ) .
حقيقة السحر : كما يبدو مما سبق فان السحر يعتمد على ما يتمتع به الساحر من مهارة و معرفة في استعمال ادواته بافضل طريقة و بمهارة و مهنية عالية ثم ما يملكه الطرف الاخر - المتلقي - من ايمان و قناعة بمقدرة و مهارة الساحر بناءا على تجاربه و تجارب الاخرين و البيئة الفكرية و المعتقدات السائدة من عادات و تقاليد و مرويات من الاساطير و الخرافات ( الميثولوجية ). و هذه كلها تصب في فشل او نجاح اثر السحر في المتلقي او طالب السحر و حتى في الساحر نفسه . و المؤكد علميا و عقليا انه لا اثر اطلاقا لاي عمل - سحر - على المتلقي لانعدام التاثير - الميتافيزيقي - على غير المؤمن به . و لا مجال للقياس الاستقرائي لاحداث لم تثبت صحتها مخبريا او معمليا . اللهم ما تقوم به العقاقير ( كالمخدرات مثلا ) في عقل او فسيولوجية المتلقي اذا ادخلت في مأكله او مشربه . وثبت فشل التعاويذ ( الطقوسية ) في الاضرار او النفع بالغائب عن الواقعة .
الهلوسة : كما بينتها علوم علم النفس و مدارسه الاكلينيكية انه حالة مرضية عقلية يمكن التغلب عليها بالعقاقير الطبية و بالتحليل النفسي مع تفاوت احصائي في التجاوب للعلاج .
الاعتلال الجسدي : لا يزال العلم عاجزا عن ادراك كل ما يتعلق بالانسان ككائن حي ( مادة و نفس و روح ) الا ان العلم في مسيرته اكتشف الكثير من الاداء الوظيفي للانسان ككائن حي و اسهم في سبر غور النفس البشرية و اكتشف الكثير من خباياها و اسرارها . الا انه يقف عاجزا عن ادراك الروح و ماهيتها .. لذلك فان الجنون هو خلل عضوي نفسي يصيب الانسان استطاع العلم - اطباء الاعصاب و الدماغ واطباء النفس وعلماء النفس من اكتشافات مهمة جدا في اليات عمل الدماغ و السيطرة على امراضه الذهانية و العصبية و عالجوا الكثير من حالات الجنون و الامراض النفسية بل و القضاء على مسبباتها .
الاعتلال الجسدي و السحر .. لا احد ينكر الاثر الذي تحدثه العقاقير في الاضرار بالبنية الحيوية و الوظيفية لاجهزة الجسم البشري اذا دخلت اليه عن الحقن او الفم او التنفس فاذا كان من يعاني من اعراض مرضية جسدية تناول مادة - ضارة - ستكون بالتاكيد هي سبب لذلك الاعتلال . أكانت هذه المادة المتناولة من يد ساحر او غيره فانها ستحدث ذلك الضرر . و هذه الاعتلالات قد تكون في الشعر او في العقل او في اي عضو من الاعضاء . لكن الشعوذة - الطقوسية - لن يكون لها اي اثر ابدا لانتفاء الارتباط السببي بين العلة و السبب . و الا لسهل على الساحر ان ينهي الوجود الانساني ببعض تعاويذه . او انه يستطيع السيطرة على البشر و يكون هو السيد المطاع لامتلاكه ( حسبما يدعيه ) لتلك القوة الخارقة في الاضرار بالغير .
اما التعذيب في السجون و المعتقلات فهي عوامل مادية و نفسية لها اكبر الضرر على البنية الحيوية للاداء الوظيفي للعقل و كل من يتعرض لمثلها من الناس قلما ينجو من قسوة اثارها و اضرارها و لا غرابة ان اصيب بشتى العلل و الامراض العقلية و النفسية و الجسدية او العاهات الدائمة .
التعليقات (0)