سحابة بركانية منبعثة من أيسلندا تشل حركة النقل الجوي بكل أرجاء القارة الأوروبية العجوز ، وتخلق الإرتباك في جميع أنحاء العالم حول مدى أمان التنقل جوا ، ومتابعة حثيثة لما آلت إليه الأوضاع هناك بأوروبا ، وما تكبدته شركات الطيران من خسائر بالملايين ، وما ألغي من صفقات لرجال أعمال لم يتمكنوا من حضورإجتماعاتهم ، وكذا الطلبة المغتربون الذين يحاولون قضاء عطل الربيع مع عائلاتهم ، لكنهم ينامون ويستيقظون لحد الساعة على كراسي ، وأرضيات المطارات التي تعمها الفوضى تماما كما تعم أرجاء أوروبا التي لم تصدق بأن إقتصادها الذي ينافس أولى أقوى الإقتصادات في العالم يُصعق بسحب (فوضوية ، وبدائية ، وهمجية ، ومتخلفة ) قادمة من سماء أيسلندا ستشل حركته وتجعل منه قزما صغيرا لايستطيع مبارحة القاع ، في تحدّ محسوم سلفا بين الحق والباطل ..
من كان يعتقد بصدفة النشأة عليه بإعادة التفكير ، لأن الصدفة غير قادرة على جعل الجبال تسبح لخالقها الذي عرض عليها حمل الأمانة ، [فأبين أن يحملنها ، (وأشفقنا منها) ، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ] .. هذا الإنسان الذي لايستطيع أن يُنكر أنه أمام الجبال العملاقة قزما قدر أنملة ، لكنه يعربد ، ويدّعي ، ويعيث في الأرض فسادا رغم ضآلته ، ويتنكر للخالق الذي تذعن له الجبال ! ..
والحق أن أوروبا إجتاحتها مؤخرا موجة من الخرجات المناهضة للإسلام كمعتقد له طقوسه وعباداته وشعائره ومريديه ، فمن صور مسيئة لرسول الإسلام ، إلى قتل للمسلمين ، وحرب على الحجاب ، وصولا إلى حظر المآذن .. أوروبا لاتؤمن بالإسلام فكيف بخرافات المسلمين عن حديث وتواصل بين الإله و الجبل الأصم ! ..
نعم هناك أحاديث ، وهناك تواصل ، بين القدرة والعناية الإلهية وجميع المخلوقات على وجه البسيطة .. فكل شيء يسبح ولكن (لقصر فهمنا ، ومحدودية إدراكاتنا وعقولنا) لانفقه تسبيحهم ..
فألف حمد لك رب على تكبيدهم خسائر مادية كبيرة ، وهي ضربة في صميم معتقدهم المادي الفارغ.
ـــــــــــــ
تاج الديــن : 04 - 2010
التعليقات (0)