مواضيع اليوم

السجين رقم 63 وأكذوبة زمن الخير!

علي جبار عطية

2014-04-05 12:19:25

0


علي جبار عطية
الأربعاء 19-03-2014
    طباعة المقال      Print

 هذه حكاية رجل خياط يعيش في كربلاء لكن النظام او اللانظام الدكتاتوري لايدعه يعيش لذا يلاحقه في يوم التحاقه بوحدته العسكرية ويعتقله ويزج به في زنزانات ضيقة لا تتوفر فيها الا آلات التعذيب والمسوخ البشرية من القتلة الذين يعتمد ترفيعهم وترقيتهم الوظيفية على عدد الذين يقتلونهم في أثناء التحقيق ولديهم عشرة في المئة سماح قتل من نسبة المتهمين! هذه الرحلة الشاقة يسردها الكاتب والمناضل صباح حسن العكيلي في كتابه الموسوم (السجين رقم 63) والصادر ببغداد ضمن السلسلة الذهبية لأدب السجون.
وعلى مدى نحو (180) صفحة يشدك العكيلي الى قصته التي يعجب المرء من نجاته العجيبة بعد سلسلة من المخاطر الجدية داخل زنزانات البعث اذ يتبادل السجانون الأدوار ويرتدون الملابس الرياضية والكمامات الطبية ويضربون المعتقلين بوحشية حتى الموت تحت انشودة (يا كاع ترابج كافوري) الى ان يأتي نداء من أحدهم : (اتركوهم - لقد أتعبونا)! وهكذا يعري صباح العكيلي نظاماً وحشياً له ظاهر براق وباطن في أعلى درجات الفساد والوحشية والسادية ويقدم شهادة قوية على اكذوبة زمن الخير التي نسمعها كثيراً بعد التغيير بقصد او بدون قصد فأي خير هذا والمرء يراقب في كل حركاته وسكناته وتوضع أجهزة مراقبة لأحاديثه وتعد دليل ادانة له لو تكلم برأي لا يتماشى مع آراء الحاكم؟
على صعيد السرد فالكاتب لا يتكلف في نقل الواقعة بل يذكرها من دون تحفظ وهو يكسب تعاطف القارئ من الصفحة الأولى الى الصفحة الأخيرة لاسيما وهو يطعم روايته بأسماء من معتقلين غير متوقعين كالممثل اللبناني عبد المجيد مجذوب الذي يرفض التعاون مع المخابرات العراقية لثوابته الوطنية والمبدئية فاعتقل وقصة الكويتي عطا عبد الوهاب الذي اطلق سراحه بعد ثلاث سنوات بوساطة من الشاعرة سعاد الصباح او قصة مرافق (البكر)  ملازم أول حامد الدليمي المعتقل بـ(أمن القاصة) الخاص مع انه نفذ ما مطلوب منه في إيقاع البكر بالمصيدة ..
لكن الأهم في هذه الرواية هو إنها وثقت حقبة مظلمة في تاريخ العراق وأعطت تفسيراً لبعض ما حدث من  تقتيل ورعب وتهجير بعد التغيير سنة 2003 وما بعدها من سنين عجاف حبلى بقوة مضادة للتغيير والعدالة الاجتماعية كانت تمارس القتل داخل الغرف المغلقة واضحت تمارسه في الهواء الطلق في محاولة لاعادة عقارب الساعة!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !