مواضيع اليوم

السجود في الملاعب الرياضية

ماطر غنيم

2009-08-21 03:50:03

0

السجود في الملاعب الرياضية

في هذا البحث ثلاث مسائل :

المسألة الأولى :حكم هذه اللعبة :وهي إما أن تكون مسابقة بعوض أو مسابقة بغير عوض

فإن كانت بغير عوض فالأصل فيها أنها جائزة لما فيها من الفوائد للجسم ،إن خلت عن المحرمات الطارئة على أصل الجواز.

وإن كانت منافسة مقابل عوض كالنقود أو الكؤوس الذهبية والفضية وغيرها من المعاوضات وهو ما يسمى بالجوائز فهذه محرمة باتفاق العلماء في المذاهب الأربعة وغيرها كما يفهم من أصولهم رحمهم الله تعالى، كما في بدائع الصنائع للكاساني الحنفي 5/306،وحاشية الدسوقي المالكي كما في 2/332،ومغني المحتاج للشافعية 6/170،وكشاف القناع للحنابلة 4/49 لأنها سبق بعوض وهو لايجوز في مسألتنا بالاتفاق لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا سبَق إلا في نصل أو خُف أو حافر» أخرجه الإمام أحمد (2/256)، وأبو داود في الجهاد/ باب في السبق (2574)، والترمذي في الجهاد/ باب ما جاء في الرهان والسبق (1700). والنسائي في كتاب الخيل/ باب السبق (6/226)، وابن ماجه في الجهاد/ باب السبق والرهان (2878)، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان. قال الإمام ابن عبدالبر في التمهيد:وأجمع أهل العلم على أن السبق لا يجوز على وجه الرهان إلا في الخف والحافر والنصل فأما الخف فالإبل وأما الحافر فالخيل وأما النصل فكل سهم وسنان

«لا سبق» أي: لا عوض إلا في هذه الثلاثة، وإنما جاز في هذه الثلاثة لما فيها من المصلحة العامة من الجهاد في سبيل الله؛ لأن الإبل يحمل عليها الأمتعة في الجهاد ،والخيل للإغارة والكر والفر ،والسهام للرمي .ويقاس عليها ما يشبهها من آلات الحرب الحاضرة، فالناقلات  ونحوها تشبه الإبل، والصواريخ ونحوها تشبه السهام، والطائرات والدبابات ونحوها تشبه الخيل، فهذا القسم يجوز بعوض وبدونه.

مع ما في هذه اللعبة من مخالفات شرعية أخرى في اللباس وغير ذلك .

المسألة الثانية :حكم سجود الشكر:الأصل أنه مستحب شرعاً إلا إذا كان سجوداً على نجاسة ،أو شكراً لله على فعل محرم ،أو مع انكشاف العورات ،أو في أوقات النهي فهذا لايجوز شرعاً .

المسألة الثالثة :ثمرات هذا السجود :وهي على قسمين: قسم حسن، وقسم سيء .

فأما القسم الحسن:1ـ فهو أن فيه أدل شيء على تعلق المسلمين بالله تعالى ويقينهم أن ما يحصل منهم من أفعال فهومن الله تعالى إيجاداً وإمداداً .

2ـ فيه تذكير للمشاهدين بالرجعة للأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى الله تعالى ،فإن من يشاهد اللاعب وهو يفعل هذا الفعل فإنه يتذكر ذلك فتحن نفسه الجموح إلى الرجوع إلى طاعة الرؤوف الرحيم جل جلاله.

3ـ أن فيه لفت نظر الأمم إلى دين هذا اللاعب وهو دين الإسلام فهو متضمن للدعوة إليه.

 

واما الآثار السيئة فهي:

1ـ أن فيه عظيم الدلالة على جهل بعض المسلمين بأمور دينهم كحكم اللعبة ،وحكم السجود لله تعالى مع انكشاف العورة ،وحكم السجود لله تعالى في وقت النهي وحكم شكره على فعل المحرمات .

ولكن قد يعتذر للاعبين بأنهم يأخذون بكلام بعض العصريين الذين لايراعون في تراخيصم نهي الشرع الخاص بالمسألة فيأخذون بالمقاصد العامة دون النظر إلى النهي الخاص في المسألة .

2ـ أن فيه انتشار لهذا الجهل بين عوام الناس في هذه المسألة .

 

 

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

 

وكتبه:ماطر بن عبدالله آل غنيم الأحمري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !