مواضيع اليوم

الست دى امى

الست دى أمى

، والدتى رحمة الله عليها لم تنل حظها من التعليم ( حيث تركت المدرسة فى الصف الرابع الابتدائى)
لكن مستواها العلمى كان يرقى لمستوى الحاصلين على البكالوريا ( الثانوية العامة على ايامهم ) .
ولازلت أذكر شكلها وهى تقرأ الجريدة على عماتى وازواج اعمامى ، الذبن كانوا ينظرون اليها بإنبهار شديد ، كيف تقرأ وتحلل وتشرح لهم الخبر أو الموضوع المقروء .
وهى لا تفوت المناسبة وتتهكم عليهم لجهلهم با لقراءة والكتابة وتقول لهم ( إن شاء الله أولادكم سيكونون مثلكم ) .

 

وأذكر حينما كنت أذاكر دروسى بصوت عالى ، وابدأ فى العك حيث أرفع المنصوب وأنصب المجرور .وياتينى صوتها من الداخل وهى تصوب لى التشكيل والاعراب .
صحيح لم تكن تقدر على اعراب جميع الجمل والكلمات ولكنه (الحس )اللغوى الذى يجعلها تضبط لى التشكيل وتصوب لى الاخطاء.

 

مها رتها فى القراءة والكتابة كا نت متوازية مع قدرات حسابية عالية فى الجمع والطرح والضرب والقسمة .
وكا نت تراجع معنا الواجب المدرسى حتى نصف المرحلة الابتد ائية ثم تتركنا . فكأ ن لسان حالها يقول سوف آضعهم على الطريق وهم احرار فيما بعد .


أذكر أنها لم تقل لأحد منا ذاكر دروسك ، او تنهره لإستمراره فى اللعب ، او لتجاوز ه موعد النوم وتماديه فى السهر . كل ما فى الأمر انها كانت تتهكم علينا بالقولة المشهورة (بكرة نقعد على الحيطة ونسمع الزيطة ) تقصد ان موعدنا يوم اعلان النتيجة .

 

وفقنا الله بدعائها ووفقها الله بحسن رعا يتها وتخرجنا جميعا من الجا معة أطباء ومهندسين ومدرسين.
وكنا جميعا من المتفوقين دراسيا ومن أوائل الطلاب .

كان هذا فى زمن كان  من يحصل على 80% فهو ذو قدرات خا رقة وليس كما هو الحال فى أيامنا هذه حيث يحصل الطالب على أكثر من مائة فى المئة ثم يرسب فى أول سنوات الدراسة لعامين متتالين ويضطر إلى تحويل مسار

وكنا واخوتى ممن يشا ر لهم على أنهم متفوقون دراسيا بل نصنف على أننا أذكياء بقدرات خاصة اضافة للأدب وحسن الخلق .

رحمة الله على والدتى التى راعت الله فينا ، ومع والدى رحمة الله  عليه أطعمونا من حلال ولم يبخلوا علينا بأى شىء .

والدى براتبه البسيط(24) جنيه فى الشهر كان عنده ثلاثة فى الجامعة فى نفس الوقت .ونحن الان برغم الا لاف التى نتقاضاها نئن تحت وطأة مصروفات الاولاد الجامعيين.

 

لاأذكر يوم ميلاد والدتى .لكننى أتذكر جيدا يوم رحيلها.
أصبحنا نحتفى بيوم رحيلها ،
هل قدر الاموات أن يكون الإحتفاء بهم فى يوم رحيلهم.

 

مازال طعم أكلها فى فمى .ومازلت أشم رائحة( المحشى ) ورائحة ( البط ) و ( الأوز ) وما شابة ، ومازلت أشم رائحة الخبز الفلاحى وهو يتم تسخينه  فى ( التوستر ) الفلاحى والمسمى ب ( الشالية ) او ( المنقد ) أو ( الكا نون )
كنا نصحو على صو ت إذاعة القرآن الكريم المنبعثة من جهاز الراديو الذى يعمل با لبطاريات السا ئلة
نستمتع بصوت الشيخ رفعت أو المنشاوى أو الحصرى .

كل ما كان فى زمانهم كا ن جميلا. ويحتاج إلى مذكرات لسرد حكى الزمن الجميل .

 

ورغم وجود الكثيرات فى حياتى ، من حماتى إلى عماتى و خالاتى و أخواتى البنات إ لى زوجتى

وبنا تى ،  إلا ان واحدة منهن لم تملأ على فراغ والدتى رحمها الله .

 

فى يوم عيد الام

 

أترحم على والدتى وأقرأ لها الفا تحة وأدعو لها بالرحمة والمغفرة .
وأشد على يد أم كل شهيد . كل أم تمنيتها أمى و أن أكون وليدها وشهيدها.


تحية خاصة لوالدة خالد سعيد .وتحية لوالدة محمد الجندى .
كلما رأيتهما أو أستمعت اليهما . أحس بهما كوالدتى . وترفرف روح والدتى حولى
وأتمنى أن أقبل يديهما كما كنت أفعل مع امى

 

فى عيد الام

 

رحمة الله عليك يا والدتى
ومتعك الله بالصحة والعافية والدة خالد سعيد ووالدة محمد الجندى اقبل أياديكم ، أقبل الارض تحت اقدامكم . وأستمع اليكم بزهو وفخار شديدين .


eg_eisa@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !