السب هو قذف الاخرين بالصفات والنعوت الغير أخلاقية, وهو وسيلة من وسائل الدفاع لدى الانسان الضعيف " ضيعف الايمان والاخلاق " إذ يلجأ الى هذا الاسلوب بعد ان يعجز عن مجارات الاخرين في أي شيء, والسب أمر ممقوت عند الله سبحانه وتعالى وذلك من على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول { سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر} .
وهو على خلاف تام مع ما جاءت به الرسل فهو منقصة في الاخلاق وهو فسق, فمن نقصت أخلاقه نقص دينه, والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يقول { إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق }, ويقول الله سبحانه وتعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4 , فمن كان يقتدي بالرسول وأهل بيته الطاهرين عليه ان يترفع ويبتعد عن رذائل الاخلاق ومن ضمنها السب والشتم, خصوصا من يدعي انه قائدا ومرجعا ومشرعا للمسلمين.
لكن ما يحصل الان وعلى أرض الواقع " بالنسبة لبعض المتمرجعين " انهم قد تجردوا عن الاخلاق الفضيلة والصفات الحميدة وأصبحوا في وادِ والاخلاق في وادٍ أخر إذ استخدموا إسلوب السب والشتم والقذف كمنهجا ودستورا يسيرون عليه, فلا يخلو مجلسا من مجالسهم إلا وفيه سب وشتم !! ولا تعرض لهم محاضرة او مساجلة او نقاش إلا فيه تهجم وتقريع وتجريح غير أخلاقي بالمقابل!! وكأن الاسلام قائم على هذا الاساس, من أين أتوا بذلك؟ وماهو التشريع في ذلك ؟ لا احد يعرف, وقد استخدموا هذا المنهج اللاأخلاقي من أجل التعتيم التغطية على عورتهم العلمية, فهم لا يملكون حظا من العلم, مستخدمين في ذلك الوسائل الاعلامية " الفضائيات " لغرض التسقيط جهات أخرى أولا, وزرع الفتن الطائفية بين المسلمين ثانيا, والترويج لفكرهم ومنهجهم ثالثا.
وهذا بعيدا عن المنهج الاخلاقي العلمي الذي من شانه أن يخدم الاسلام, هذه هي حقائق ووقائع نعيشها فلو أجرينا مقارنة بين أسلوب النقاش العلمي والاخلاقي وبين إسلوب السب والشتم فالفرق واضح جدا لدى الجميع.
مثال بسيط يوضح منهج السب والشتم :-
عائلة تدعي المرجعية وقيادة الامة وما ينضوي تحتها, إذ تؤسس هذه العائلة لهذا المنهج اللاأخلاقي من خلال رموزها " سادة وشيوخ " إذ اعتمدوا كل الاعتماد على أسلوب السب والشتم وهم يأخذون تأيدهم كبيرهم, وهذا شريط مصور يؤكد تأيده لذلك الاسلوب ويعطيه شرعية ما انزل الله بها من سلطان حتى انه في ذلك التبرير يقدح في الكثير من عقائد الاسلام ... شاهد ذلك الشريط ...
http://www.youtube.com/watch?v=oniCQ1f-z_A
مثال يوضح النهج الاخلاقي العلمي الشرعي :-
السيد الصرخي الحسني الذي اعتمد على ذلك الاسلوب في كل ما صدر ويصدر منه من نقاشات وبيانات وكتب وبحوث ومسموعات ومرئيات, ومن الشواهد على ذلك إستخدامه للاسلوب الاخلاقي العملي في سلسلة (محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي) التي يلقيها كل يوم خميس وكذلك سلسلة (بحوث في علم الاصول) التي يلقيها كل يوم جمعة,وهو من فضح وكشف تلك الجهة التي تؤسس وتنتهج منهج السب والشتم لأغراض ومنافع شخصية طائفية ترويجية... إذ يقول سماحته...
{ ... نفس الأشخاص، نفس الشخص، نفس الجهة التي ذكرت لكم وأشرت إليها في بحث سابق، قلت لماذا ينزعج ذلك الشخص عندما نتحدث عن السب والشتم، لماذا ينزعج؟ لماذا يتصدى؟ لماذا يحكي على من يرفض السب؟ من يحكي قضية أخلاقية، أنا أعجب، فعلا من الغرائب أن تجد شخصا يدعي المرجعية ويتصدى للمرجعية يُجلس مجموعة من المغفلين من الأغبياء من الجهال يدافع عن السب، هل تتصورون هذا؟ هل تتوقعون هذا؟ يدافع عن السب وعن مشروعية السب, أنا كنت أحتمل فظننت، وفي هذا الأسبوع تيقنت، يوجد جهة دينية تدعي المرجعية، تتصدى للمرجعية، همها الأول والأخير والأساس الذي تريد أن تؤسس له، هي تريد أن تؤسس للإخبارية، تريد أن تطيح بالأصولية, هذه الجهة فشلت فشلاً ذريعا في الشارع، الساحة رفضتها كليةً، مثلوا لهم الأخلاق والأدب والزهد لكن لم يفلح، الان انتهجوا منهج الطائفية، هم من يحرض على السب، ليس السيد السيستاني ولا من ينتهج النهج الأصولي، عندما نقول ليس السيد السيستاني يعني ليس الشيخ الفياض ولا الشيخ بشير الباكستاني ولا السيد الحيكم ولا غيرهم من أساتذتنا ومن علماءنا ومن مراجعنا، ليس هؤلاء أبدا ليسوا هؤلاء، النقاش مع السيد الاستاذ نقاش علمي، مع السيد الخوئي نقاش علمي، النقاش مع فتاوى العلماء التي ناقشناها نقاش علمي، هذا فيه مصلحة وفيه رفعة وفيه خدمة، لكن الخطورة عند آخرين، تكمن الخطورة عند آخرين، يراد أن يُقدح بالمنهج الأصولي ليس للاصول، وإنما يُقدح بالرجال يُقدح بالعلماء الذين سلكوا مسلك التقييم والتوثيق يُقدح بمنهج أهل الأصول الذين هذبوا الدين والفقه والمذهب، ويراد ان تكون القضية عشوائية، وتكون عبارة عن حيص بيص...}.
وهذا المحاضرة العقائدية التاريخية العاشرة التي ألقاها سماحته يوم الخميس 25 جمادى الأولى 1435هـ - 27 آذار 2014, لمن يريد ان يطلع على الاسلوب العلمي الاخلاقي الشرعي في النقاش البعيد عن السب والشتم ...
http://www.youtube.com/watch?v=jN3uLodDJ4A
فبعد هذه المقارنة البسيطة بن الاسلوبين نلاحظ الفرق الواضح والشاسع بينهما, ونعرف الهدف والغاية من كل أسلوب, وخصوصا إسلوب السب والشتم ذلك الاسلوب الذي يحث على الفتنة والفرقة الطائفية وخدمة المصالح الشخصية.
الكاتب :: احمد الملا
التعليقات (0)