ينقل لنا التاريخ ان معاوية وبتوجيه مباشر وتثقيف وتأكيد منه على اتباعه بتوظيف الاعلام آنذاك بكل اشكاله من منابر والاسواق وكل مكان يجتمع فيه الناس لسب علي ابن ابي طالب (عليه السلام) واستمر هذا الامر باستمرار دولة بني إمية وحكمها لثمانين سنة حتى اعتاد عليه اهل الشام ومن يتبع ويصدق بمعاوية واقصى ما كان يريده معاوية هو تشويه الصورة النقية الطاهرة للامام عليه السلام لكي تنفر عنه الناس ولاتراه جديراً بالحكم والخلافة وبالمقابل ليكون معاوية هو المستحق والجدير بها؟! ولاأدري كيف تكون الخلافة لمن يخالف القران والسنة النبوية الشريفة على ما نص فيهما من نهي عن سب حتى الشيطان فكيف بسب صحابي عدول حسب نهج أهل السنة وهذا يكفي كدليل واضح ان معاوية بفعله هذا خارج عن مذهب أهل السنة ولايمثلهم . وفي مقابل ذلك ماذا كان يفعله الامام علي عليه السلام وكيف كان يقابل سب معاوية وأتباعه له عليه السلام ؟ هل كان بالسب أيضا؟ كلا والف كلا فقد نهى الامام علي عليه السلام عن سب معاوية وأهل الشام وهو في حالة حرب معهم فقد روي انه دخل على اصحابه في مجلس خاص وليس عام ولامنابر ؟وهم يسبون معاوية وأهل الشام فقال عليه السلام (انى أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ), والمفارقة العجيبة والغريبة التي يجب التوقف والتأمل فيها هو ان الإمام علي عليه السلام ينهى عن سب معاوية وبنفس الوقت يأمر اصحابه واتباعه في موقف آخر فيقول لهم سبوني ولاتتبرون مني ؟! لماذا وأين ومتى ؟ الجواب عند الاضطرار ولانقاذ النفس المحترمة يكون سب الامام علي عليه السلام جائز كما أمر به ذلك عليه السلام , اذن يوجد مطلق ومقيد ,المطلق عدم جواز السب وحرمته , والمقيد جائز عند تحقق الظروف الموضوعية اللازمة لذلك (كالاضطرار لانقاذ النفس المحترمة ) عين ذلك كحرمة أكل الميتة والدم ولحم الخنزير بالاطلاق , لكنه مقيد فيكون جائز عند الاضطرار وعدم وجود البديل لانقاذ النفس المحترمة وبحدود وشروط (لاباغ وعاد )؟! وهنا من هذه المقدمة نطرح استفهامات على مرجعية الشيرازي شرعت السب وسخرت ووظفت المنابر للسب ليلاً ونهاراً حتى أصبح معتادا عندهم , فنقول
اولا: هذه المرجعية عملت العكس تماماً وبرؤية مقلوبة فقد (أطلقت المقيد وقيدت المطلق) و ( لا إضطرار ولا إنقاذ نفس محترمة ) و ( وجود البديل ) فالاضطرار غير موجود لوجود البديل وهو الرد العلمي والبرهان الذي يملكه المذهب الحق , ولا انقاذ نفس محترمة بل العكس فكلما يصدر منهم السب على منابرهم تاتي ردة الفعل فتطير الرؤوس وتزهق الانفس المحترمة والبريئة بمفخخ وانتحاري وتفجير ؟! وهكذا اشتعلت الفتنة وسالت وتسيل الدماء الزكية بسبب منابر سبهم ؟!
ثانيا: هذه المرجعية السبابة أعطت الحجية والمبرر لإهل الشام ومعاوية لانهم أسسوا المنابر لسب الامام علي عليه السلام كما يفعلون وفعلوا هم كذلك؟ فما هو ردهم؟ هل سيقولون ذاك الامام علي عليه السلام ولايجوز سبه أصلا فلامبرر لهم ولا تشابه بيننا للفارق بين من يتوجه اليه السب ؟ نقول ان النبي صلى الله عليه واله نهى عن سب الشيطان والديك والرياح ! فما هو ردهم ؟
ثالثا: يدعون الولاء والانتصار للامام علي عليه السلام ويتباكون على مظلوميته ؟ فهذا الامام علي عليه السلام يأمر ويجوز لاتباعه ومحبيه ان يسبونه ولايتبرون منه اذ ما تعلق الأمر بالإضطرار لانقاذ النفس المحترمة , يعني الامام علي عليه السلام جوز سبه لانقاذ النفس المحترمة , فالأولى بكم ان تستكوا عن سب الآخرين لانقاذ النفس المحترمة وحقن دماء الأبرياء ؟! وحقيقة هذا الاستدلال لسماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله في محاضرته العقائدية الحادية عشر أبهرني ووقفت عنده كثيراً الذي لم اسمع به من قبل , اقول فهل بعد هذا تدعي هذه المرجعية السبابة ومن يتبعها الولاء للامام علي عليه السلام اليس هو بريء من افعالهم هذه ؟!
التعليقات (0)