السبع " الموبقات " في السعودية من يقف وراءها ؟!
تركي الأكلبي
مقولة الفقر شيء طبيعي في كل دول العالم
لتبرير الفقر في السعودية .. من يقف وراءها ؟!
مقولة البطالة شيء طبيعي في كل دول العالم
لتبرير البطالة في السعودية .. من يقف وراءها ؟!
السكوت عن ظاهرة استجداء المواطن للعلاج في
السعودية .. من يقف وراءه ؟!
مقولة حوادث الطرق شيء طبيعي في كل دول
العالم لتبرير فشل مؤسسات المرور والتجارة والنقل
في الحد من قتلى حرب الشوارع والطرق التي
تجاوزت نسبتها سبعة أضعاف مثيلاتها في
العالم أجمع .. من يقف وراءها ؟ !
مقولة أزمة السكن شيء طبيعي في كل دول
العالم لتبرير فضيحة وجود 85 % من المواطنين
مستأجرون أو لا يملكون سكنا خاص بهم ..
من يقف وراءها ؟ !
مقولة المعاق بسبب حوادث الطرق ، التي
أعاقته عن خدمة وطنه ، لا يختلف ولا يتميز
عن المعافى في العلاج والتعليم والسكن والخدمات
الأساسية العامة والخاصة به لتبرير فشل الأنظمة
وعجزها عن تحقيق واجب من واجبات الوطن
تجاه المعاق ، فمثل ما للوطن حقوق عليه واجبات ..
هذه المقولة من يقف وراءها ؟ ؟
مقولة التطرف الفكري والديني شيء طبيعي في
كل شعوب العالم لتبرير استمرار ووجود " الثدي "
المُرضع والمُغذي للفكر المنحرف في السعودية ..
من يقف وراءها ؟ !
تلك هي " الموبقات " السبع في السعودية ، لكن ..
لنتوقف هنا عند ثلاث منها :
في السعودية .. من غير المعقول ، ومن غير الطبيعي .
أن يكون في السعودية فقيرا واحدا ، أو عاطلا واحدا
عن العمل أو الدراسة ، أو مريضا واحدا لا يجد سريرا
في مستشفى حكوميا أو يقذف به الوضع المتردي لمؤسسة
الصحة وأنظمتها أمام أبواب الأغنياء والأمراء يتوسل
العلاج على نفقتهم الخاصة .
لماذا .. ؟
السعودية عدد سكانها 16 مليون مواطن ،
ومساحتها الجغرافية تقترب من كونها قارة
بأجمالي مساحة تتجاوز ألـ " 2000.000 " م 2
والسعودية بفضل الله الذي منّ عليها بثروة
جعلتها من أغنى دول العالم ..
لكل ذلك يستطيع المرء التوقف عند مبررات الفقر ،
والكفاف المعيشي ، و( العطالة ) عن العمل والدراسة ،
واستجداء المواطن لعاطفة الأغنياء والأمراء لعلاجه على
نفقتهم الخاصة ! ليتساءل : أين الخلل في ظل الحقائق
التالية ؟ :
أولا :
إذا كان من أبسط خلق فرص العمل التالية :
1- التوسع في استثمار القطاعين ، العام والخاص ،
فقط في مجال التعدين والبتروكيماويات والصناعات
المشتقة مما يؤدي للمزيد من استيعاب الأيدي الوطنية
العاملة .
2- مشروعات تنمية المحافظات والقرى والهجر لاستيعاب
الطاقات الوطنية المعطلة والبطالة المقنعة معا من ناحية ،
والحد من الهجرة الداخلية إلى المدن الرئيسية من ناحية أخرى ..
وهي الهجرة التي تشكل ضغطا هائلا على الخدمات في المدن
الرئيسية وعلى الطرق ووسائل النقل .
ولعل من المناسب القول : أن سكان مجموعة من القرى التابعة
لمحافظة لا تصلها مياه البحر المحلاة سيجدون أنفسهم مرغمون
على الهجر الداخلية في غضون بضع سنوات بسبب نضوب
المياه الجوفية ..
3- إنشاء فروعا رئيسية للوزارات والمصالح الحكومية
في كل محافظة وقرية تحد من العمل بنظام " المركزية " .
ولأبسط الأمثلة نقول : أن مركزا قرويا تحيط به قرى
أخرى وتربطه بالمحافظات والمدن القريبة والبعيدة
شبكة من الطرق المعبدة وحوادث السيارات به وحوله
تقصف الأرواح بشكل يومي لا يوجد به من الخدمات
العامة سوى سيارة إسعاف واحدة تعمل يوما وتتعطل
أياما ، والمصابون يحملهم المواطنون والمقيمون في
سياراتهم الخاصة بطريقة خاطئة فيموت بعضهم في
الطريق ويموت الآخرون في مستشفيات المحافظات
القريبة المتهالكة وذات العناية الصحية المتدنية والمعدومة
في كثير من الأحيان ..
هذه فقط جوانب من خلق الفرص لاستيعاب العمالة الوطنية
المعطلة رجالا ونساء وبمختلف فئاتهم العمرية البالغة حتى المتقاعدين منهم ،
وبكل مستوياتهم العلمية والمهنية ،
حتى الأرملة والمطلقة والعانس والثكلى يمكنها
أن تقوم بدور ما دونما حاجة لسؤالها عن ( فتات )
الشؤون الاجتماعية ، وبمرتبات تكفي لحياة كل أسرة
حياة كريمة بعيدا عن تسول حقوقها أمام أبواب القائمين
عليها ، وبحوافز مادية ومعنوية تتدرج إلى الأعلى بما
يتوافق مع التخصصات العلمية والمهنية ..
فأين الخلل ؟
ثانيا :
إذا كان من أبسط فعله لتوافر الإمكانات والإمكانيات
تطوير العمل والأنظمة في المجالات التالية :
1- القطاع الصحي :
أن من المؤكد توافر الإمكانات لتطوير القطاع
الصحي المتردي وإنشاء مستشفى واحدا - على أحديث
المستويات الطبية والمهنية والتقنية - في كل محافظة
وقرية لاستيعاب الكوادر الطبية والمهنية والعمالة
الوطنية من ناحية ، والقضاء على ظاهرة
" التحويل " ذات الحول الفاضح للمستشفيات
المتخصصة من ناحية ثانية ، ومن ناحية ثالثة ورابعة
وخامسة ! القضاء على ظاهرة قوائم الانتظار المخجلة
حقا ، والقضاء على ظاهرة توسل المرضى واستدرار عطف الأغنياء
والأمراء لعلاجهم على نفقتهم الخاصة ، وصيانة
كرامة المواطن المهدرة عن ذل ومهانة استجداء حقوقهم
المشروعة ..
إذن ، أين الخلل ؟
2- التعليم :
الكل أصبح يرى أرتال البشر من الطلاب والطالبات
تتكدس أمام أبواب الكليات والمعاهد والجامعات تتوسل
مقعدا دراسيا ! والسبب الظاهر هو عدم قدرة
هذه المؤسسات التعليمية لاستيعاب مخرجات
الثانوية العامة في كل عام مما يحدُ بها للجوء
لاستخدام عامل " التصفية والغربلة " والمبني
على غير أسس علمية حقيقية فيكون من البديهي
تلقي الشارع وأصحاب الفكر المنحرف لهؤلاء
من الشباب المغضوب عليهم بلا ذنب اقترفوه !
فهل يعقل أو يكون مما يتقبله عقل أن يعجز
النظام التعليمي عن استيعاب مخرجات الثانوية
العامة في كل عام ؟ رغم محدودية أعداد الخريجين
والخريجات مقارنة بالقدرة على الاستيعاب الممكنة
من خلال التوسع الرأسي والأفقي في لتخصصات
العلمية وبما يتلاءم واحتياجات سوق العمل وبالرغم
من القدرة المادية والتقنية لإنشاء مؤسسة مركزية تتولى
استقبال معلومات الراغبين في الالتحاق بالجامعات
والتخصصات التعليمية المختلفة ثم توزيعهم على الجامعات والكليات
والمعاهد المتخصصة وفقا لنسب كل طالب وطالبة .
إذن ، أين الخلل ؟
3- شؤون أهل الكفاف المعيشي والفقراء منهم :
إذا كانت عوائد استثمارات مؤسستي التقاعد والتأمينات
والتي تقدر بمئات المليارات مقارنة بعدد المتقاعدين
المحدود ..
فمؤسسة التأمينات لديها فقط 200,000 متقاعد
ومع ذلك يظل المتقاعد تحت خط الكفاف المعيشي ،
وكذلك الأمر بالنسبة لمؤسسة التقاعد .. محدودية أعداد
المتقاعدين من المدنيين والعسكريين وعوائد باهظة
ومع ذلك يعيش المتقاعد تحت خط الكفاف المعيشي ..
فأين الخلل ؟؟؟ !!
4- شؤون الفقراء ..
إذا كنا نسمع في كل عام بالمليارات يأمر بها خادم
الحرمين الشريفين لشؤون الفقراء مع محدودية
أعدادهم بالنسبة لعدد السكان ألـ ( 16 ) مليون !!
ومع ذلك يعيش الفقراء تحت خط الفقر !!
فأين الخلل ؟؟؟ !!!
اعتقد بمنطق الواقع ألا عذر ولا مبرر
يمكن قبوله من مسؤول يحترم عقولنا وإنسانيتنا ،
ويسعى مخلصا لتنفيذ توجيه القائد الأمين الصادق حين قال :
" لا عذر لكم " دون تزييف للوعي والحقائق بالقول من خلال
التصريح التقليدي والمعتاد :
" فعلنا وفعلنا تنفيذا لتوجيهاتكم الكريمة "
وهو قول يدرك صاحبه ويعي أننا ندرك ونعي
أنه أنما " يذر الرماد في العيون " ولكنه يفعل ذلك
لأنه يدرك ويعي ألا أحد يمكنه تخطئته أو تصويبه
وأن المواطن عاجز عن التأثير في تنصيبه أو خروجه
من منصبه !!.
ثم يأتي من يبرر وجود الفقر والبطالة في السعودية
رغم أنه يدرك ويعي أننا ندرك ونعي أن من يبرر وجود
الفقر والبطالة في السعودية أنما هو :
أما أن يكون من السارقين الناهبين للمال العام في وضح
النهار ..
وأما أن يكون منافقا غاشا لولي الأمر ..
وأما أن يكون ممن يخشون فقدان مناصبهم
ومكانتهم الاجتماعية أو أرستقراطيتهم ..
وأما أن يكون ساذجا لا يرى إلا ظاهر
الواقع المحيط به ..
وأما أن يكون لا انتماء يربطه بهذا البلد
وهو " حل بهذا البلد " .
وأما أن يكون غافلا غارقا في خيرات هذا
البلد لا هيا عن المسؤولية الموكلة إليه ..
وأما أن يكون عاجزا عن تغيير الأنظمة البالية
لأنه ببساطة :
أما أن يكون مقدس لها .. مستعبد بها ..
وأما أن يكون منافقا غاشا لولي الأمر بها ..
وأما أن يكون مستفيدا من فسادها وانتهاء
صلاحيتها ..
وأما أن يكون به " مس " من الجبن ومركب
الضعف أمام فرط أنانيته وذاتيته " !!
هذه السبع الموبقات من يقف وراءها ؟!
هل هي المؤامرة الخارجية .. فكثير منا يؤمن
بفكرة المؤامرة الخارجية القادمة من بلاد
الكفار ؟!
أم هي المؤامرة الداخلية فقليل .. منا لا يؤمن
بفكرة المؤامرة الداخلية وتعارض المصلحة الخاصة
مع المصلحة العامة ؟!!!
خلاصة القول :
من المؤكد وجود الخلل ولكن الأهم هو ألا أمل
في إصلاحه طالما كان المواطن ليس مواطن بل
( رعية ) !.
وطالما هناك من ألغى " المواطن " و" السعودية "
من قاموسه اللغوي والفكري واستبدلهما بـ :
" المسلم " و" الأمة " !
التعليقات (0)