السبب الرئيسي للإنقلاب الدموي ...التكفير أساس فكر حماس و دليل بُعدها عن الإسلام ..!!
الخطاب التكفيري جزء لا يتجزأ من خطاب حركة حماس، فحماس وقياداتها ترى في الأمة العربية و الإسلامية الخارجة عن نطاق فكرها الإخونجي (نسبة الى حركة الإخوان المسلمين التي تتبعها) أمةً كافرة. فبالرغم من ممارسات حماس الخارجة عن ديننا الحنيف كقتل المجاهدين ضد الصهيونية و إعتقالهم، و منع الحجاج من الوصول الى بيت الله الحرام كما فعلت قريش، وهدم المساجد على رؤوس المصلين، و سلب قوت الشعب الذي تحكمه في غزة ، و نهب مساعدات الشعب الفلسطيني و استثمار هذه الأموال بالربا في بنوك سويسرا بأسماء خالد مشعل و اسماعيل هنية و باقي المتنفذين فيها، فإن تكفير أمتنا العربية الإسلامية هو أساس دعاية حماس لتسويق نفسها بعدما فشلت في حكم البلاد و العباد تحت مظلة اتفاقية اوسلو التي أسست للمجلس التشريعي.
و أسس الفكر التكفيري لحماس يعود الى جذور حركة الإخوان المسلمين التي يتباهى قيادتها بالإنتماء اليها و التبعية المُطلقة لها. و يعود هذا الفكر التكفيري بأساسه الى مؤلفات سيد قطب أحد ابر مفكري حركة الإخوان و بالتالي حركة حماس.
و عملت حماس على إخفاء حقيقة أن أساس فكرها الحزبي هو فكر تكفيري و حاربت علماء الأمة الذين يفضحون أمرها كما فعلت بفضيلة الشيخ سعد الحصين و غيره من الذين فنّدوا هذا الفكر التكفيري، كما قامت و تقوم بتنصيب نفسها وكيلة لله سبحانه و تعالى على وجه الأرض و تستغل جهل الناس بنصوص الدين و علمه لتبث الرهبة في نفوس من لا يؤازرها في معصية الله.
فكفّر سيد قطب عامة المسلمين والبشرية كافة بمن فيهم المؤذنين الذين يرددون (لا إله إلا الله) على المآذن، ولو قدموا الشعائر لله وحده في نصوص كثيرة في أكثر من واحد من آخر مؤلفاته.
فقال في كتابه في ظلال القرآن الجزء الثاني صفحة (1057): ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله.
وقال سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن، الجزء الثاني صفحة (1057): البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله، البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة أنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى ومن بعد أن كانوا في دين الله
وقال سيد قطب في كتابه معالم في الطريق صفحة (101): يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة، لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها...
وقال في كتابه في ظلال القرآن الجزء الثاني صفحة (1492) طبعة دار الشروق: الذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان وفي أي مكان هم مشركون لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده.وقال سيد قطب: من الشرك الواضح الظاهر، الدينونة (لغير الله) في تقليد من التقاليد، كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله، والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من الستر ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر وذلك في كتابه في ظلال القرآن الجزء الرابع صفحة (2033) طبعة دار الشروق.
وقال سيد قطب: إنه ليست على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي، وذلك في كتابه في ظلال القرآن، الجزء الرابع صفحة (2122) طبعة دار الشروق.
لكن حماس و حركة الإخوان المسلمين و سيد قطب نيسوا قول الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقول رسول الله صلى الله عليه و سلّم حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا متفق عليه. في الحديث القدسي يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة رواه أحمد وغيره عن أبي ذر، ورواه الترمذي عن أنس.
و لا يقف الأمر عن هذا فقط، فسيد قطب يأمر أتباعه بالابتعاد عن المساجد فوَصَفَ سيد قطب بيوت الله في بلاد المسلمين اليوم بأنها معابد الجاهلية، ووصفها بأنها مساجد الضرار وأوصى أتباعه باعتزالها والصلاة في البيوت مخالفا صريح الكتاب وصحيح السنة وسبيل المؤمنين القدوة، قال الله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أن صلاة الرجل في جماعة ـ في مسجد ـ تزيد على الصلاة في البيت وفي السوق خمسة وعشرين ضعفا، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ بحرق بيوت المتخلفين عن الصلاة الجامعة ـ في المسجد ـ عليهم.
إن خطوة الإصلاح الأولى في فكر سيد قطب، الحكم بأنه لا وجود للإسلام ولا للمسلمين خارج حزبه و ما تفرّع منها، حيث قال: نقطة البدء الصحيحة في الطريق الصحيحة هي أن تبين حركات البعث الإسلامي، أن وجود الإسلام قد توقف، هذا طريق، والطريق الأخرى أن تظن هذه الحركات لحظة واحدة أن الإسلام قائم وأن هؤلاء الذين يدَّعون الإسلام ويتسمَّون بأسماء المسلمين هم فعلا مسلمون.
فإن سارت الحركات في الطريق الأول سارت على صراط الله وهداه، وإن سارت في الطريق الثاني فستسير وراء سراب كاذب تلوح لها فيه عمائم تحرِّف الكلم عن مواضعه وتشتري بآيات الله ثمنا قليلا وترفع راية الإسلام على مساجد الضرار. وجاء ذلك في كتابه العدالة الاجتماعية صفحة (216) طبعة دار الشروق.
فهذه نظرة حماس لنا، تُكفّر كل من لا ينتمي اليها، و هذا هو السبب الرئيسي للإنقلاب الدموي الذي خاضته حماس في قطاع غزة و لعمليات القتل و السلب و انتهاك الأعراض و سجن المناضلين المجاهدين، لأن الجميع في نظرها كفرة يجب محاربتهم.
التعليقات (0)