الاعتزال هو آخر المطاف ومهما كان اللاعب موهوبا فلا بد أن يتقاعد ويعتزل في الوقت المناسب ولا يبقى في المضمار إلى أن تصيب ركبته الخشونة ويضيق صدره عن التنفس ويتوقف قلبه إذا أسرع الخطى وكذلك السياسيين لا بد أن يعتزلوا أو يتنحوا أو يزيحهم الطوفان ويأتي لاعبون جدد ورؤساء جدد يتسابقون لكسب تأييد الشعب ...ولكن هل من المسموح أن يدخل مضمار السباق من لا يجيد اللعبة؟ سوف يحظى بالسخرية ويسقط عند أول محاولة....وتكثر هذه الأيام التي تبعت ثورة 25 يناير محاولات المتسابقين لحيازة كرسي الرئاسة ويعرضون برامجهم بشكل أقرب إلى الكوميديا الهابطة ويستخدمون الوعود الفضفاضة الكاذبة التي لا تستند على الواقع ويتكلمون بثقة كأن في أيديهم عصا موسى...على رسلكم أيها السادة فنحن لن ننخدع بوعد نعلم استحالة تنفيذه...إن الحديث هو أرخص الأعمال وأهونها وأيسرها ولكن العمل شاق لايؤديه إلا من نجح في ماضي حياته لأن الرئاسة ليست تجربة قابلة للمحاولة والخطأ ...إذا لم نبدأ في تقييم الأداء الماضي ووضع الأمانة في يد القادرين عليها وخاصة في مجال الاقتصاد والقيادة فلن يكون المستقبل إلا نسخة مكررة لما كان بالأمس ...إن أول ما يطلبه الشعب المصري هو فرصة العمل وشقة السكن ورغيف الخبز وكرسي المدرسة وفأس باليد وقلم في يد القائد وسماعة في أذن الطبيب وأداة في يد الحرفي وقطعة أرض جديدة نزرع فيها القمح...من يستطيع قيادة العاملين في الدولة لتحقيق هذا فليتقدم...واسألوا الناجحين من أبناء مصر في الداخل والخارج كيف نجحوا وكيف ننجح معهم.
التعليقات (0)