إنفض المولد ورحل السامر التركي "شريان الحياه 3” وعاد الجميع الي أدراجهم وبيوتهم ماعدا تسعه أفراد تخلفوا في غزه ربما سيعودوا عن طريق مترو الأنفاق "الأندر جراوند" ..
وأكثر شيئ لفت النظر في القافله هو "جورج جالاوي" عضو مجلس العموم البريطاني الذي يذكرني بالمثل المصري القائل "هبله ومسكوها طبله" فهو أي جالاوي لم يعلن إسلامه ولا نعرف تحديدا ما الذي يعاني منه في إنجلترا هل هو مُهمش هناك أم هو مكروه لدي أبناء جلدته من الإنجليز أم أن لديه أصدقاء أتراك ويحب أن يقضي أجازاته وعطلاته في منتجعات تركيا الخلابه بعد أن توقفت كوبونات البترول التي كان يتحصل عليها من الرئيس العراقي صدام حسين .. الله أعلم
نعود الي "النيو تُرك" أو حزب الرفاه الإسلامي التركي "نجم الدين أربكان" وشركاه ليمتيد ومسماه الجديد "العداله والتنميه" وهو موضوع منفصل سوف نفرد له موضوع مستقل إن شاء الله ولكن ما يهمنا الآن هو أفكار "أربكان" الذي يريد أن يحيي أمجاد الدوله العثمانليه الغابره والتي لم يتصدي لسلطانها قديما سوي مصر والتي لولا تحالفها مع القوي الأوروبيه الصليبيه وتآمرها علي أسطول "محمد علي" لكان ما كان وتغيرت خرائط المنطقه الآن ..
والخليفه العثمانلي الجديد ومن الباب العالي رأسا أصبح يتدخل في كل صغيره وكبيره في الوطن العربي بعد أن ظل ولعقود طويله قاربت القرن من الزمان يتأفف الأتراك من كل ما هو عربي ومسلم ولكن اليوم وبما أنه "خليفه المسلمين" كما يعتقد ولأن الخلافه إنتهت عند الباب العالي ولم تقم خلافه أخري بعدها أو تُنتزع منهم فهم الأحق والأولي بها ..
فها هو الخليفه العثمانلي يتدخل للصلح بين سوريا وإسرائيل "التي كانت تسكن في القلب سابقا" بهدف توقيع معاهده سلام بينهما تستعيد بها سوريا جولانها المحتل بينما تركيا نفسها تحتل لواء الاسكندرونه السوري بالكامل وهو أضعاف مساحه الجولان ولا حديث عنه علي الإطلاق .. ثم وعلي بغته يستغل الخليفه العثمانلي أردوجان أحداث هجوم إسرائيل علي غزه ويهاجم قاده إسرائيل في مؤتمر دافوس وينسحب في حركه تليفزيونيه رائعه إكتسب بها قلوب ملايين العرب بل ويزيد بأن يلغي المناورات العسكريه الاسرائيليه التركيه والتي كانت تتكرر لعقود طويله مضت .. ثم ها هو يزور "أقاليم العراق" ويعقد معاهدات منفصله مع كل إقليم علي حده وخاصه "كرد العراق" وتتناسي أكراد تركيا بل وتلغي حزبهم الوحيد .. وكأن العراق ليس دوله لها كيان كباقي الدول ..
ثم لقاءات ودعوات لمفكرين وكتاب ومثقفين عرب ومؤتمرات وندوات وتلاقي فكري عربي عثمانلي تحت المظله الإسلاميه "الباب الملكي للقلوب" لتنهمر بعدها في الكثير من الجرائد ومحطات التلفاز ومنتديات الانترنت كميات هائله من المقالات والبرامج الشارحه والمادحه لكل ما هو تركي عثمانلي مهيئه رأي عام عربي مرحب بالأخ التركي المسلم والعائد بعد غياب طويل في دياجير العلمانيه ..
وكذلك أيضا تحرك عثمانلي برداء إسلامي شقيق علني في الكثير من أجزاء الوطن العربي وتجاهل تام لمصر والسعوديه حليفه مصر الأولي و"رمانه الميزان" في العلاقات بين مصر والعرب ومحاوله الإثبات للعرب أن المَهرب والمفر لهم من الغول الشيعي الإيرني وإمتداده داخل بلدانهم هو تركيا وتركيا فقط وليس هذا فحسب ولكن إفتعال مواقف وإحراج مصر بهدف تصغيرها وتقزيمها أمام العرب وسلخ العرب منها فهذا هو مرحله جديده لإثبات الوجود وإحتلال موقع الرياده للعرب وقد إتضح ذلك بكل جلاء في تمثيليه "شريان الحياه 3” التركيه والتي كان لها وقع علي العرب يماثل تماما وقع "مهند ونور" فالمشهد التمثيلي المتقن للقافله التركيه بعد دعوه عدد لا بأس به مِمَن لا عمل لهم أمثال جالاوي وغيره للإنضمام لتأخذ القافله نكهه مختلطه ولا تظهر كأنها تركيه محضه ثم محاولات إحراج الحكومه المصريه وتقليب العامه في غزه عليها إستغلالا لموضوع السور الفولازي ثم محاولات البلطجه علي الحكومه المصريه وإساءه الأدب في أرض مصر وتحطيم منشآت ميناء العريش بهدف دفع مصر للقبض علي أناس من القافله لإستغلاله أكثر وهو ما تداركته مصر جيدا ولم تنجر اليه .. ثم يهل الخليفه شخصيا بطلعته البهيه ويتدخل في الأمر في وساطه بين القافله والحكومه المصريه في مشهد تمثيلي إنطلي علي الكثيرين من السذج ..
هكذا إنتهت تمثيليه مهند ونور التركيه الجديده المسماه قافله شريان الحياه3 بتحقيق النتائج التي تم إخراجها جيدا من أجل الوصول الي تلك النتائج وهي تعميق الشرخ العربي أكثر وزياده معدلات الكراهيه لمصر بين العرب ليستثمر العثمانيون الجدد الموقف ويعلنوا بكل جلاء ووضوح أن هناك "باب عالي" واحد لكل العرب وقبله سياسيه واحده هي أنقره ليهُب العرب أفواجا ووفودا من كل فج عميق اليها ..
ولكن مهلا .. فالخلافه لم تُعلن بعد وإن كان الاسلاميون تلاميذ أربكان قد سيطروا علي مقاليد الحكم بل وعلي الشارع التركي وإن كان الجيش التركي والمؤسسه العسكريه قد قبلوا حتي الآن بتقديم التنازلات الواحد تلو الآخر لهم إلا أن كلمه العسكر الأخيره لم تُقال بعد وإن الغد لناظره قريب ..
مجدي المصري
التعليقات (0)