فوجئت وأنا داخل بسيارتي كالعادة لموقف السيارات المقابل لمسجد عمر بأحدهم يوقفني ويعطيني ورقة بها رقم سيارتي مع الوقت االذي دخلت فيه للموقف . سرني هذا لأن الموقف بحاجة لحراسة السيارات فقلت الحمد لله بدأت المجالس المحلية واسعة الصلاحيات تؤتي ثمارها و تخاف على أهلها ففرحت كثيراً .
ولكن لم تدم الفرحة طويلا فقد اغتيلت في مهدها إذ فاجأني عند خروجي من الموقف بعد مدة رجل آخر طويل القامة عريض المنكبين على الطرف الثاني يطلب خمسين ريالاً مقابل فترة مكثي في الموقف .
سألته علام يطلب هذا المبلغ ؟ فقال حق ( التركينة ) ؟ فركت عيني مرة ثم أخرى لأرى المكان الذي تحركت منه أهو الكورنيش (الكبس) الذي أركن السيارة فيه عادة أم أنا في مكان آخر ؟
و هل أنا في المكلا أم أنا في ماليزيا حيث الشوارع النظيفة الخاصة التي لا تشم فيها رائحة بول ولا غائط و التي بناها أصحابها لتسهيل الطريق وسرعته وطلب الربح .
و حيث المواقف الخاصة التي بناها أصحابها للحفاظ على سيارات الناس . وهذا الأمر لا غبار عليه لأنهم بنوها وشادوها بحر مالهم وبتوجيه من حكوماتهم لتنظيم البلاد وتجميلها .كما فعل و يفعل الشيخ عبدالله بقشان بشقه طريقا لم يكن موجوداً الى بلاده دوعن ولم يطلب أجراً ولو طلب ذلك لكان من حقه لأنه شقها وسفلتها وجعلها طريقاً مريحا بوضعه المستشفى والمصيف الذي بناه ليرتاح الماشي على تلك الطريق من حر ماله ولم يجدها جاهزة مثل كورنيش المكلا ليضع فيه كم حجرة ثم يطالب الناس بدفع ما قام به من عمل .
رفضت دفع الخمسين ريالاً ليس بخلا فالمبلغ زهيد و لكن المبدأ يقول إذا رضوا اليوم بخمسين فغدا ستكون ألفاً ، وقلت له هل ستأخذها بالقوة ؟
فقال : لا تفضل لو شئت . فأعجبني هذا الموقف منه إذ لم يصرخ ولم يتشاجر معي . خرجت من الموقف متوجها لخارج المكلا والخارج من هذا الموقف عليه أن يطوف بالمكلا مجبرا – الله يعين أصحاب سيارات البترول - حيث جامع البلاد ورؤية الميناء وفي بالي أن الحارس الذي تركني أخرج هو صاحب أناة وحلم و لكن للأسف خاب ظني فيه لأنه كان ينتظر ظهوري من جانب مسجد الروضة ومطعم السلامة إذا به يستنجد بشرطي مرور لأخذ الخمسين . فأوقفاني و ما أعطيتهم الخمسين ريالا بل سمحا لي بالمرور بعدما قلت لأحدهما قل لي أنت أنك مكلف من الدولة بتغريم كل من خرج و لم يدفع وأنا سأدفعها لك !! فقال لا لست مكلفا من أحد تفضل تحرك.
أقول ذلك لأنني علمت من أحدهما أن الدولة لم تعط المقاول الذي رصف الكورنيش مستحقاته المالية فعقد اتفاقاً مع المجلس المحلي و اسع الصلاحيات والمحافظ على استثمار الكبس ليدفع المواطن المغلوب على أمره ما لم توف به الدولة ؟ المواطن الغلبان هذا الذي لايدري إلى أين ستأخذه هذه المكوس الحرام التي ما أنزل الله بها من سلطان .
فواتير الكهرباء بها ضرائب وفواتير الماء كذلك و مكوس أخرى للصرف الصحي الذي و الحمد لله ما نمر بشارع إلا و... فواتير التليفون كذلك و كروت شحن الهواتف كذلك .
على كل حال خرجت ممتعضا من هذا الذي يحصل لنا إذ لا حسيب ولا رقيب، فكل من أراد أن يصبح من أصحاب الجيوب الكبيرة عليه أن يدق على رأس المواطن المغلوب على أمره ويأتي بتقليعة يبتزه بها . هذا الأمر لم نرضه في مطار المكلا الدولي و هو سياحي أفنرضاه هنا.
قلنا المطار لسنا سارحين ضاووين إليه ففي السنة حسنة لابأس على مضض . لكن أن يصل الى موقف السيارات الكبس إلى عقر الدار فهذه كبيرة جداً.
ياجماعة هذه الأرض مسبلة ليس ملكا لأفراد بل ملك للدولة والدولة هي المواطنون هكذا أعتقد وإن حد عنده تعريف آخر للدولة يقول .
من سمح للمتنفذ الذي بسط يده على الكبس أن يبتز الناس ؟ و لماذا ؟
نريد توضيحاً للأمر من الأخ المحافظ ومن المجلس المحلي واسع الصلاحيات . نريد توضيحاً للذي يحصل والذي سيحصل ؟ قولوا لنا بشفافية من المستفيد الذي تمسي الى خزنته هذه الفلوس المبتزة .
وأقول للمستفيد أو المبتز إن كل خمسين ريال تأخذها ممن ليس راضيا بالوضع ستصرف مثلها لكن مع زيادة سته أصفار على علاجاتك و علاجات غيرهم من عائلتك فانتظر و نحن منتظرون قريباً إن شاء الله لأن هذا ظلم ودعوة المظلوم لا ترد . فأنت تجمع في خزنتك للأمراض والأسقام .
واعلموا أن أهل حضرموت ليسوا جماعة ( ماسيبي ويصلح الدق على رؤسهم ... ) فافيقوا وانتبهوا لسنا كذلك و من الآن فصاعدا سنبين للناس ما يحصل من تقليعات المتنفذين
نعم نحن نصبر على الأذى والد... و لكن لا نصبر على الضيم قط قط .
وأنا أتسآءل عن موقف الأخ المجافظ من مثل هذه الأشياء أهو مؤيدها وحاميها ؟ أم إنه كما قال مسؤول كبير في المحافظة في لقاء معه في الاذاعة عندما سئل عما يحصل في المطار من ابتزاز لأصحاب السيارات أنه لا يعلم شيئا عن ذلك .
أرجو الإفادة والتوضيح . ولا نطلب منكم شيئاً... لأنكم لو تستطيعون أن تزيلوا ماحصل ما جعلتموه يحصل أصلا
وأرجو من كل صاحب سيارة أن يمتنع عن دفع مثل هذه الإتاوات المأخوذة عنوة فنحن من سهل لهم مثل هذا الإبتزاز لأننا سلمنا للأمر و لم نمتنع عن الدفع .
نسأل الله أن يفرج عنا وعن كل مغلوب على أمره وأن يرفع عنا الأذي والبلاء و الغلاء وكل أنواع الفتن ما ظهر منها وما بطن و أن يحفظ العباد والبلاد من كيد الكائدين ومن المتربصين لها في الداخل والخارج و أن يحسن حالنا الى أحسن حال إنه ولي ذلك والقادر عليه. ياربنا لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين .
كتبه/ حامد بن عمر السقاف
التعليقات (0)