مواضيع اليوم

الزيجات بين مختلفي الديانات المختلفة في امريكا

روح البدر

2009-06-09 07:51:56

0

 الزيجات بين معتنقي الديانات المختلفة في أمريكا


آن ماري بروكس


تأتي الزيجات بين الاديان في عدة اشكال من بينها الزواج بين معتنقي الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام ، او بين اثنين ينتميان الى فرعين من نفس الديانة كزواج الكاثوليك والبروتستنانت، او بين طوائف من ديانة واحدة مثل التبشيريين والمتمسكين بنص الإنجيل او بين التوحيديين والمؤمنين بتعدد الالهة، او بين المؤمنين والملحدين.


معدلات الزواج بين الاديان في الولايات المتحدة
تشير الدلائل المروية وعدد محدود من الدراسات الى ارتفاع نسب معدلات الزواج بين الاديان في الولايات المتحدة.

وقد بينت دراسة اعدتها مؤسسة KLAFF عام 1995 ان الزوجة كانت من غير اليهود في 16% من الاسر اليهودية التي تكونت 1965 ، في حين ازدادت النسبة الى 69% بالنسبة للاسر التي تكونت في الفترة ما بين عاميْ 1985 و 1995.

وكشفت دراسة اعدهاJAMES D. DAVIDSON عام 1998 انه فيما شكلت الزيجات بين الاديان 30% من جميع الزيجات التي اقرتها الكنائس الكاثوليكية في عام 1997 فإن تلك النسب اختلفت الى حد كبير في الكنائس التي يديرها قس واحد بين ستة في المئة في مدينة BROWNSVILLE بولاية تكساس الى 71% في مدينة BURLENGTON بولاية فيرمونت.

واشارت الدراسة التي اعدها DAVIDSON الى ان نسبة الكاثوليك في منطقة بعينها تؤثر الى حد كبير على على معدل الزواج بين الاديان. فعلى سبيل المثال يمكن تفسير تدني معدلات الزواج بين الاديان في BROWNSVILLEالى ان 80% من سكان المدينة من الكاثوليك مما يقلل احتمالات مقابلة غير الكاثوليك.


وفي المقابل يبلغ متوسط معدل الزواج بين الاديان 51% في كنائس المناطق التي تقل فيها نسبة الكاثوليك عن 10%.


وفيما يزداد شيوع وانتشار الزواج بين الاديان خاصة في المناطق التي تتمتع بتنوع ديني اكبر ، فان الزواج بين ابناء الدين الواحد لا يتم على نحو عشوائي. فالاشخاص لا يزالون يميلون اكثر الى الزواج من نفس الدين لاسباب تتعلق بالشخص الذي يُرجح ان يلتقوا به والنتائج العملية المترتبة على الزواج.

فالاشخاص الذين نشأوا وهم يعتنقون ديانة واحدة يتميزون بعامل اضافي للتوافق في علاقتهم – كما قد يتعرض الاشخاص لضغوط من ذويهم ومجتمعاتهم او من دور العبادة للزواج من شريك من نفس الدين.


ردود فعل الاسر والمؤسسات الدينية
لا تشجع المؤسسات الدينية في العالم الزواج بين الاديان وتستشهد بأدلة على ان الاشخاص الذين يتزوجون من اديان مختلفة ينتهي الحال بهم الى عدم الاتفاق او الطلاق على الارجح كما ان من غير المرجح ان يحضروا الصلوات ويؤدوا العبادات ويلتزموا بجميع الطقوس الدينية.

كما ان عائلتيْ الزوجين من ديانتين مختلفتين ومؤسساتهما الدينية تشعر بالقلق والانزعاج بشأن كيفية تنشئتة الاطفال في المستقبل.

وتشعر المؤسسات الدينية بالقلق لأن الزيجات بين الاديان ستفقدها اتباعها في المستقبل لان اطفال تلك الزيجات لن يمارسوا العبادة بنفس الالتزام بالمقارنة مع اطفال الزيجات من نفس الديانة.

كما ان عائلة الشخص المتزوج من ديانة مختلفة ربما تشعر بالانزعاج من امكانية تحول الزوج او الزوجه عن الدين او تنشئة الابناء طبقا لتعاليم ديانة الطرف الاخر.


التحول عن الدين: احد سبل تجنب الصراعات في المستقبل
في بعض حالات الزواج بين الاديان يختار احد الشريكين التحول الى دين الاخر قبل الزواج او بعده بهدف توحيد العائلة وتسهيل التعليم الديني الذي يتلقاه اطفالهما. اما الطقوس الخاصة بالتحول من دين الى اخر او من طائفة الى اخرى فتختلف اختلافا كبيرا. وربما يستدعي تحول البروتستانتي الى طائفة اخرى مجرد حضور الصلوات في كنيسة جديدة خاصة وان العديد من البروتستانت يقبلون صحة تعميد الاخرين. وقد يكون التحول من ديانة سماوية "ابراهيمية" الى اخرى اكثر صعوبة.


اما بالنسبة للتحول الى الاسلام فهو بسيط للغاية حيث يكفي ان ينطق الشخص المعني بالشهادتين – ولكن هناك ديانات اخرى لها طقوس اكثر تعقيدا . ففي اليهودية مثلا يشتمل التحول على اجراء عملية الختان للرجال واختيار اسم يهودي جديد اضافة الى عملية الميكفاه وهي الحمام المقدس.

وعملية التحول الى الكاثوليك تشتمل على عدة خطوات دينية تُتوج بصلوات عيد الفصح حيث يتم تعميد المتحولين ويتناولون اول عشاء مقدس ويتم تثبيتهم من قبل الكنيسة.

وفي جميع تلك الديانات من المفترض ان تتم عملية التحول في اطار من الصدق والاخلاص - وفي اليهودية على وجه الخصوص يتم التاكد من ان التحول يتم من اجل ذاته وليس لاي دوافع او اغراض اخرى.

ولذلك فان المتوقع من الاشخاص الذين يتحولون عن ديانتهم من اجل الارتباط بزوجاتهم في المستقبل ان يفعلوا ذلك لاسباب روحانية وليس لانهم يودون تفادي اي نوع من الصراعات في مستقبل زواجهم.


الاطفال : التحدي الكبير الذي يواجه الزواج بين الاديان
من المعروف على نطاق دولي ان القرار الخاص بتربية الاطفال وتنشئتهم يشكل اكبر تحد يواجه الزواج بين الاديان. ففي بعض الاديان هناك احكام دينية تحدد اي الوالدين الذي يقرر ديانة الاطفال – ففي الديانة اليهودية على سبيل المثال تتحدد ديانة الاطفال بناء على دين الزوجه وبالتالي فان الطفل من ام يهودية يعتبر يهوديا صرفا بينما الطفل من اب يهودي لا يعتبر يهوديا بكل المعايير الا اذا قرر التحول بنفسه.

وفي الاسلام تتحدد ديانة الاطفال استنادا الى دين الاب من خلال دوره في تلقين الدين باعتباره رب البيت.

وبسبب تلك المشاكل المتعلقة بديانة الاطفال من الزيجات بين الاديان يعتبر بعض اليهود ان زواج الرجل اليهودي من امراة غير يهودية امرا مسببا لمشاكل اكثر من زواج اليهودية من غير اليهودي.

وينطبق نفس الشيء على المسلمين الذين يعتقدون ان من المقبول زواج المسلم من غير المسلمة ولكن الامر يصل الى حد الكفر اذا تزوجت امراة مسلمة من رجل غير مسلم لانها قد تتحول الى ديانته او على الاقل تنشيء اطفالهما على انهم من غير المسلمين.

ومع ذلك فان العديد من المجتمعات الدينية لا تقر بتلك القواعد الصارمة ومعظم الازواج والزوجات في الزيجات بين الاديان يختارون بانفسهم تنشئة اطفالهم على اساس دينه او دينها او الاثنين معا او حتى بدون دين.


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !