الزوج "...."

قالت بحزن يائس وهي تشعل سيجارتها: "هاتفتني البارحة تخبرني أنها هي حبيبته الأولى والأخيرة وأنه هو من أخبرها بذلك ويجب أن أختفي من حياتهما.. أنا زوجته، أنسيت ذلك وهي تحدثني؟؟.. أتدري أحبه وأكره خيانته لي.. أعشقه وأدرك غدره ..وأحس بقسوة طعناته لي ..ولكن لا..لا أستطيع أن أتخيل نفسي بعيدة عنه.."
تنظر إليها بصمت واهتمام ثم تتابع:
"لا ترمقيني هكذا أنت تعرفين جيدا أني أحبه..
ـ أرجوك لا أؤمن بهذا الحب.
..حين تعشقين يا سيدتي ستدركين..
ـ ما الذي سأدركه؟؟ يبدو أننا مختلفتين..
ثم أومأت لها أن تدنو كأنها تريد أن تهمس لها بسر. رفضت الإقتراب منها متأففة بسخرية مما ستقولها مسبقا.
ثم..لحظات صمت تابعت فيها صورا جميلة مختلفة لها فوق المكتب والجدران وعادت تقول لها: أدرك طيبة قلبك والكثير من روعتك، لكنك لم تكوني هكذا قبلا..
ـ أللحب قبلا وبعدا؟؟
ـ كيف كنت قبله وكيف أنت بعده..أهذا هو الحب؟؟ اسمعي يقولون "قاس أحسن من كذاب" ما تعيشينه ليس حبا إنه دمار..الحب وطن يشيد فينا كل جميل لا يدمر كل جميل فينا..ولو كان زوجك!!.. ولكنه يخونك ..وأنت تتألمين بحب..الحب حياة وليس بداية الموت البطئ.. أنت تقتلين نفسك على عتبات الحب وتقولين إنه الحب..أرجوووكِ
ـ لا شئ يمنعه من خيانتي لا جمالي ولا مركزي الذي تدنو له رقاب الرجال ولا ولدي ولا حبي لا شئ لا شئ ..أتدري حين أخبرته صديقتي الصحراوية لا تحبك ماذا قال؟
ـ ماذا ؟
ـ إنها تشتهيني..عرفيني بها.
ـ أشتهي من؟؟ وأتعرف بمن؟؟ روح الدمار الإنساني؟؟ أمجنونة أنت..أرجوك يكفيني أنك مجنونة لأشتهي مجنونك.
انظري لنفسك في المرآة هذا الشحوب وهذا الحزن، يخونك وتتمادي في حبه.. لم أدرك يوما أنك "ماسوشية"، لما تدمرين نفسك من أجله؟
ـ جل المغربيات هكذا!!..تصوري الكثير منهن في غير حالات الخيانة لا تؤمن بحب زوجها إن لم يضربها. بل تأمره في أحيان كثيرة بذلك، مهما اختلفت مستوياتهن أو طبقاتهن الإجتماعية.
ـ أصحيح ما تقولين؟؟ قالتها وباندهاش كبير وكبير جدا.
ـ أقسم لك أنه صحيح ولك أن تسألي من تشائين هنا في المغرب وليس فقط في طنجة.
ـ هذا ذل وليس حب ..لستِ نموذج مثالي على كل حال حتى تتحدثي باسم المغربيات.. وعلى الرغم من عدم شعوري الكامل بانتمائي لهن ولكن فيك من السلبيات ما يوجب عليك الإنتفاض في وجه نفسك..لن تعيشي مرتين حتى تستمتعي بالحزن في انتظار السعادة.. فلتحيي بحب وبحب كبير..إنك لا تدركين كم من امرء يحيى الحزن بعيون سعيدة .. توقعي الأفضل وأملي في الله إذ أنه "إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا مما أخذ"
ـ أرجوك أخبريني ماذا أفعل؟؟
ـ لا أدري حقيقة ولكن سأبحث لك عن حل بطريقة خاصة وخاصة جدا ثم أخبرك..