الزوجان.. علاقات وواجبات
ينتابني التفكير والتأمل كثيرا عندما أمسك القلم للكتابة عن الموضوعات الاجتماعية ولاسيما أكثرها حساسية كموضوع الزواج والعلاقة بين الزوجين ، وسأركز في تناول الموضوع على الشق الثاني وهو العلاقة فيما بين الزوجين وكيف تكون جيدة وما هي أسباب نجاحها من التقيد والتمسك بأداء الواجبات واحترام الحقوق بين الطرفين.
فمن أهم النقاط في هذا الجانب معرفة كل منهما دوره العائلي والأسري والشخصي داخل البيت ولا يقل أهمية عن ذلك العلم بالواجبات والحقوق.
فواجبات الزوج مثلا غالبا ما تكمن في دوره خارج البيت من توفير الوظيفة لنفسه وبالتالي توفير لقمة العيش والحياة الكريمة لأفراد أسرته ، وكذلك من واجباته جلب كل ما تحتاجه الاسرة من مأكل وملبس وكسوة..الخ.
وعلى الزوج في الجانب الأخلاقي بعد أن تناولنا الجانب المادي أن يعامل من في بيته بالمعروف ولين الجانب وأن يكون هشّا بشّا حتى يبني علاقة تقارب بينه وبينهم ، أي ( أفراد أسرته) ولا يكون فظا غليظا فينفضون من حوله.
أما الزوجة فأكثر ما يكون عليها من العمل ، داخل البيت من رعاية للأولاد وتربيتهم
وإعداد وتحضير للطعام والعناية بالنظافة مثلا.
وقد يقول قائل أن ما عددّته ليس من الواجبات ، أقول نعم ولكن لعله لا تستقيم الحياة أسريا ولا اجتماعيا إلا به فعلى المرأة أن لا تهمل ذلك ، وتهتم به ولو بصورة إجمالية.
وعلى هذا وذلك من واجباتها طاعة زوجها وحسن الخلق وحسن العشرة معه.
وعلى الزوجة أن تكون خير معين لزوجها في الأمور المذكورة داخل البيت لا ما يقوم به الزوج في الخارج والعكس صحيح إلا أن يستحب كل منهما مساعدة الآخر بصورة معاكسة بمعنى ( أن يساعد الرجل زوجته في شؤونها في داخل المنزل والعكس بأن تقوم المرأة بمساعدة زوجها بأعماله في الخارج) وهذا راجع إلى تقبل كل منهما ذلك من عدمه.
وعلى كلا الطرفين أن لا يجبر احدهما الآخر على العمل في غير محله كأن يجبر الزوج زوجته على العمل معه في أمر (ما) خارج البيت أو حتى في عمل من اختصاصه داخل البيت والعكس فلربما كان لهذا الاجبار والاكراه نتائجه العكسية التي لا تخدم العلاقات الناجحة بين الزوجين.
وأخيرا يجب على الزوجين أن لا يفكر أحد منهما أن يأخذ أكثر من حقه وأن لا يحاول التسلط من خلال فرض سيطرته الفكرية أو أن يستفرد بالقرار وبطريقة معينة في التربية وممارسة التنمر ( البلطجية) في معاملته فإن في ذلك طريق لفرضية الأنفصال بينهما أو على أقل تقدير خلق علاقة أسرية متنافرة. محمد المبارك
التعليقات (0)