مواضيع اليوم

الزواج في الغربه

مجدي المصري

2010-04-06 09:52:13

0

الزواج في الغربه
هذا الموضوع من المواضيع التي قُتلت بحثا من قبل لغايات عديده ولكن لم يتم التطرق اليه من كافه جوانبه .. أو ربما تم التجاوز عن بعض النقاط المهمه ربما لغرض ما ..
ولكن يبقي "الزواج في الغربه" أحد المواضيع الهامه التي مازالت قيد البحث لأنه موضوع قديم متجدد لا يتوقف يوما عن الإتيان بجديد ..
وسوف نحاول قدر المستطاع لم خيوط كثيره منه وربما يكون كثيرها متشعب .. ولكن لن يخرجنا تشعبها عن موضوعنا الرئيسي ..
ولنبدأ أولا بأسباب الغربه أو الإغتراب ..
يعد أهم أسباب الغربه علي الاطلاق هو العمل أي لقمه العيش كما نقول .. فالنسبه الغالبه من المغتربين تغربو لهذا السبب وهذا السفر الإغتراب يكون إما عن طريق عقود عمل موثقه أو عن طريق سفر غير شرعي ..
يليه في الترتيب كسبب للإغتراب الهجره أو اللجوء .. فالهجره هي سفر بلا عوده وإختيار المهجر موطنا جديدا .. أما اللجوء فهو هجره أيضا ولكن إضطراريه تدفعنا اليها الظروف الداخليه للوطن دفعا ..
يليه في الترتيب كسبب للإغتراب الدراسه وطلب العلم .. والكثيرون يتغربون بحثا عن إستزاده علميه أو الحصول علي شهاده أعلي من جامعه معترف بها عالميا .. وهي إما أن تكون من خلال منحه مجانيه أو علي نفقه الدارس ..
ويليه في الترتيب البعثات سواء الدبلوماسيه أو الندب للعمل في الأفرع الخارجيه أو المنظمات أو المؤسسات ..
وهنا نصل الي أسباب الزواج في الغربه ..
بالنسبه للفئه الأولي فغالبا ما يكون سبب الزواج مادي أو منفعي .. كأن يتزوج المغترب من إمرأه تنفق عليه ماديا أو لديها مأوي يؤويه أو توفر له فرصه عمل أو يتحصل من خلالها علي إقامه شرعيه داخل البلد ..
بالنسبه للفئه الثانيه يكون سبب الزواج هو الإستقرار وتكوين أسره والإنخراط في المجتمع الجديد وأحيانا يكون أيضا لسبب مادي أو منفعي يتحصل من خلاله المهاجر أو اللاجئ علي منافع ماديه ووظيفيه ..
وبالنسبه للفئه الثالثه يكون أيضا سبب الزواج هو الإستقرار وتكوين أسره وممكن أيضا أن يكون لسبب مادي أو منفعي يتحصل من خلاله علي منافع ماديه أو علميه أو وظيفيه ..
وبالنسبه للفئه الرابعه والأخيره يكون الزواج بغرض الاستقرار وتكوين أسره ونادرا ما يكون بسبب نفعي أو مادي ..
وفي كل الفئات المذكوره لا نغفل جانب علاقات الحب والإنبهار وخاصه بالأوروبيات ..
كذلك في كل الفئات السابقه لا نغفل الزواج التقليدي أي الزواج من بنت البلد سواء بالسفر الي الوطن وإتمام الزواج وإحضار الزوجه للمهجر أو من بنات البلد الموجودات في أصلا في المهجر ..
وكذلك أيضا في كل الفئات المذكوره لا نغفل جانب مجانيه الزواج في الغرب والذي يقابله شبكه ومهر وأثاث ومؤخر ونفقه .. الي آخره في الشرق ..
ومن الجائز أن نقول إن كثرت وتعددت الأسباب فالزواج واحد بمعني أنه إرتباط رجل بإمرأه وأن يصبحان زوجين يعيشان معا ويكونان أسره ..
وهنا نصل الي المحك .. من بين آلاف الزيجات التي تمت في الغربه كم أسره نجحت وإستمرت وكم أسره تفككت وتهدمت ..؟
لا توجد إحصائيات جامعه شامله لهذا الأمر .. ولكن الظواهر كلها تشير الي أن النسبه الغالبه من هذه الأسر قد تفككت وإنهارت ووصل الزواج فيها الي محطه الطلاق ..
إذا ما هي أسباب ذلك الطلاق ..؟
حقيقه لا توجد قاعده ثابته يمكن تطبيقها علي كل الحالات معا أو معيار ثابت يمكن إستخدامه للقياس فكل حاله مستقله عن الباقين ولها ظروفها وملابساتها وسنحاول السباحه بين الحالات المختلفه لنظهر بعض جوانبها وأسبابها والإلمام بها ..
ولكن قبل أن نتحري الأسباب يجب أن ننوه بأن الزواج نظام وعقد إجتماعي إرتضته المجتمعات البدائيه منها والحضاريه وأضفت عليه الأديان شرعيتها ومشروعيتها ..
وهو بصفه عامه يعني الألفه والإيلاف والسكني والتراحم .. وهو النواه أو اللبنه الأولي في البنيان المجتمعي ..
من التعريف السابق نجد أن الكثير والكثير جدا من حالات الزواج تكون أسبابها خارجه عن ما إرتضته المجتمعات وشرعته الأديان .. وبالتالي ما بني بغير أساس متين لا يستطيع الصمود طويلا ومجابهه الرياح والأعاصير .. وبالتالي يكون الإنهيار السريع المريع ..
كذلك لا نغفل نقطه مهمه أخري الا وهي التكافؤ بين الزوجين سواء العلمي أو الأدبي أو الثقافي أو الديني أو اللغوي أو المادي أو الفكري أو المجتمعي وهي من مسببات نجاح وإستقرار الزواج ..
هنا يتسني لنا القول بأن نسبه 99% من حالات الزواج التي تتم لأسباب نفعيه أو ماديه أو وظيفيه تكون هي نفسها في مقدمه حالات الطلاق لأنها لم تقم علي الأسس المجتمعيه أو الشرعيه الدينيه .. وإنما كانت أسبابها خارجه تماما عن إطار الألفه والإيلاف والسكني والتراحم ..
يلي ذلك سببا هاما جدا وهو عدم التكافؤ .. وعدم التكافؤ غالبا ما يؤدي الي التصادم أو الصدمه بسبب تعالي أحد طرفي الزواج علي الآخر أو شعور أحد طرفي الزواج بالضآله أمام الطرف الآخر .. وسواء التعالي أو الضآله بالنسبه "للفرد والأسره معا" .. تكون نتائجهم سيئه وعكسيه علي العلاقه الزوجيه وتؤدي علي المدي الي التباعد والنتافر ومن ثمه الإنهيار لتلك العلاقه أي الطلاق ..
من أهم أسباب عدم التكافؤ بعد عدم التكافؤ المادي والثقافي والعلمي والتي بدورها تسبب التعالي أو الضآله لأحد الطرفين .. يأتي عدم التكافؤ الديني بمعني إختلاف الدين بين الزوج والزوجه وهو أمر إن تم في المجتمعات الغربيه فهو ممكن أن يكون مقبولا مجتمعيا هناك .. ولكن إذا عاد الزوج بزوجته الأجنبيه التي تختلف معه في الدين الي وطنه فغالبا ما ينتهي هذا الزواج بالطلاق بسبب محاولات الزوج أو أسرته فرض قيمهم الدينيه .. أو إجبار الزوجه علي إعتناق دينهم ..
والزوجه هنا إما أن ترفض تماما وتعود الي بلدها أو تحاول العوده مصطحبه الزوج معها أو تقبل مرغمه الي حين وخاصه إن كان لديها أولاد .. ونادرا ما تقبل عن إقتناع ..
ويأتي عدم التكافؤ المجتمعي أي إختلاف العادات والتقاليد .. فإن كان الزوج مثلا يقبل أن ترتدي زوجته ملابس تُعد في مجتمعها عاديه .. كل النساء ترتدينها وهو مقيم في بلدها .. فهو لا يقبل بهذا في بلده ويجبر الزوجه الأجنبيه علي إرتداء ملابس يقبل بها مجتمعه وهنا أيضا بعض الزوجات يقبلن ويتفهمن .. بينما تري البعض منهن أن هذا إعتداء علي حريتهن الشخصيه ..
ومثال آخر .. إن كان الزوج يقبل بأن تتحدث زوجته مع الغرباء ببساطه وتباسط شديد في بلدها وهذا شيئ عادي .. هناك فإنه في المقابل يحرم عليها الحديث مع أي غريب وتحت أي ظرف في بلده .. مما يشعرها بأنها محجور عليها أو بأنها ليست أهلا لذلك .. وهي ترفض تماما أن تشعر بالضآله والتهميش المجتمعي ..
ويجب أن ننوه أيضا أن حالات الطلاق لزواج الغربه لا تكون فقط في حالات الزواج من أجنبيات .. ولكن أيضا الكثير من حالات الزواج من بنت البلد يفشل في الغربه ذاتها أو في حاله العوده للإستقرار في الوطن ثانيا ..
فالكثير من الزوجات وخاصه من لم يسبق لهن السفر للخارج تصاب بصدمه حضاريه بمجرد أن تطأ أقدامها أرض الغربه بصحبه الزوج وخاصه إذا إكتشفت أن الزوج قد "تفرنج" أي تطبع بالطباع الأوروبيه وهنا إما أن تتطبع مثله وإما أن تنتهي الزيجه ..
وأيضا بعض الزوجات تكون الصدمه الحضاريه بالنسبه لهن عكسيه .. فينشدن الإنطلاق والتحرر بل ويأبين العوده ثانيا للأوطان بقيودها وتعقيداتها إن أراد الزوج العوده ..
أما حالات الحب أو الإنبهار أو الزواج المجاني من أجنبيات فغالبا ما ينتهي بإنتهاء السفره أو قبل إنتهاءها .. ونادرا ما تكون فيه إستمراريه لعدم دراسه الشريك أو الحبيب بالنسبه للمرأه الأجنبيه والتي تري فيه فارس أحلامها ذو السمره الجذابه والملامح الشرقيه والأهم هو سرعه طلب يدها للزواج الذي يندر في مجتمعاتها والذي تكتشف بعد إتمامه أن الحبيب كان مخادعا كاذبا لم يصدق في أي كلمه قالها لها وبسرعه تنتهي الأمور بالطلاق ..
ولكن حتي لا يفهم مقالنا علي أنه "طلاق الغربه" وحتي نكون منصفين بعض الشيئ هناك حالات كثيره جدا من الزواج في الغربه سواء من أجنبيات أو بنات البلد ناجحا جدا إذا بني علي أسس راسخه من التكافؤ والتفهم والإرتباط والسكني و الألفه .. الي آخره
والنماذج كثيره جدا لا تحصي وأهمها قصه حب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين والفتاه الفرنسيه سوزي أو سوزان التي أحبها وتزوجها والتي أكدت مقوله وراء كل عظيم إمرأه ..
وغيره الكثير من وصلوا الي أعلي المراتب العلميه والعالميه كانو متزوجين من أجنبيات …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات