الزواج حافظ مش فاهم أو العكس
في الثقافة العربية يكون الزواج إكمالاً لنصف الدين أو وسيلة اجتماعية منظمة هدفها تفريغ الطاقة وانجاب أبناء ويُفضل أن يكون الطفل ذكراً يشيل إسم العائلة التي تفتخر بكل شيء ماعدا الإناث، هناك فرقُ كبير بين الحُب والزواج ومن النادر وجود حالات حب أنتهت بالزواج لأن هناك أعرابي لا يعرف المدونون اسمه سُئل هل يطأ أحد عشيقته فرد قائلاً ذلك طالب ولد؟ فالعشق درجة عالية من درجات الحُب والوطء مصطلح ينم عن عنف وكراهية وهو مرادف للدعس فهل المرأة يتم دعسها بالفراش و لها ماللذكر من شهوات ومشاعر؟
إنها الثقافة العربية الذكورية التي تتعلق بأي شيء لإثبات الفخر والبطولةِ والرجولة، إكمال الدين ليس شرطه الزواج فالزواج محطة لتفريغ الاحتياج وفق ضوابط شرعية واجتماعية معينة، هناك الكثير من الأشخاص لم يكملوا دينهم أي لم يتزوجوا! وهذا أمرُ طبيعي تتخلله عدة أسباب، لو أن هناك إمرأة لم تتزوج! هل نقول عنها لم تُكمل نصف دينها؟
أعتقد أن ذلك ليس بالأمر الصحيح فالمرأة التي لم تتزوج لا تخرج عن كونها مصابة بعقدةِ أو ذات سلوك مُريب أو أنها اهملت نفسها ولم تختلط بالمجتمع القريب منها لكي يتم اصطيادها لشاب يريد الزواج إكمالاً لنصف دينه ورغبةً من والديه لأن يصبح إنساناً سوياً لا يجلب لهما المشكلات وفق القاعدة الشهيرة "زوجوه يعقل"..
غالبية الزيجات عبارة عن محطات تفريغ وتفريخ ومن النادر وجود الفه ومحبة وحُب بمفهومه الضيق! لأن تلك الزيجات بُنيت على اختيار الأسرة وفق مبدأ النظرة الشرعية! السلوك الذي فرضته القيم والعادات الاجتماعية!
المتزوج حافظ لكنه ليس بفاهم المعنى الحقيقي للزواج وكذلك الفتاة! والسبب العادات والتقاليد التي لم تعد تجدي نفعاً في هذا الوقت من الزمن!
الزواج في حقيقته موده ورحمه وشراكة واختيار حسن واتفاق وتعاون على بناء أسرة، فالاسرة نواة المجتمع والأسرة المستقره يعني مجتمع مستقر، بعد أن مرت المرأة العربية عموماً والسعودية خصوصاً بتحولات وضعتها في مرتبة موازية للرجل نوعاً ما، يتوجب على المجتمع خصوصاً مجتمع الرجال إعادة قراءة الواقع جيداً، فما كان صالحاً قديماً ليس بالضرورة أن يكون صالحاً في الوقت الراهن، فعلى سبيل المثال لا الحصر تزوج الآباء والأمهات بطريقةِ تقليدية وتبعهم ابناءهم وسيورث الأبناء تلك الطريقة لأبنائهم وهنا مكمن الخطأ فينتج جيل مكرر في كل شيء وتنتج مشكلات خصوصاً في ظل الانفتاح وانخراط المرأة في العمل وتصدرها المشهد بقوة..
لابد من إعادة قراءة الواقع وإدخال نتائج تلك القراءة بالمناهج الدراسية التي لم تساهم في تنمية المهارات الفنية والابداعية للطلاب والطالبات وغياب الواقع الاجتماعي بتحولاته عن تلك المناهج والمقررات يعني أنها ليست بنافعةُ لا هنا ولا هناك!
سيعمل فلان بجانب فلانه فجيلهم ليسوا كجيلنا، وستبدأ من هناك قصص الإعجاب والتفنن في التعلق بالجمال والحياة والارتباط وتكوين أسرة وستبدأ دورة التناسل والبناء من جديد ولكي تصبح العملية أكثر عقلانية وبعيدة عن شطحات وتهورات البعض لابد من زرع فكرة أن الفتاة ليست كائن تفريخ وتفريغ وأن الذكر ليس غولاً أو شبحاً أو مالكاَ لفانوس سحري يحقق أحلام الفتاة! وأن الحياة البشرية السليمة تقوم على وجود ذلك الجنسين بلا استثناء، عند ذلك سنكون أمام جيل حافظ وفاهم ومبدع وخالياً من العُقد وستموت كثيراً من التقاليد وسيندثر المفهوم التقليدي للزواج وستكون كلمات نزار قباني "الحبُ للشجعان والجبناء تزوجهم أمهاتهم" إيقاع الزيجات القادمة ..
التعليقات (0)