الزواج المسيحي بين مطرقه الواقع وسندان الكنيسه
الزواج في المسيحيه وخاصه الشرقيه اليوم يترنح مُثخنا بالجراح بين مطرقه الواقع الأليم وسندان الكنيسه المتين .. وهذا الموضوع جد شائك وخطير بل هو منطقه محظوره لكونه يمس جوهر من جواهر العقيده المسيحيه .. سنحاول جاهدين عدم الخوض فيه حتي لا تُفهم كتاباتنا خطأ .. وإن كنا لا نستطيع إداره الظهور له .. ولكن سنحاول قرائه هذا الجوهر الديني قراءه جديده بعيدا عن قراءات سابقه له كانت بنت أزمنه غابره كانت تحكمها وتتحكم فيها أعراف وعادات وتقاليد وفكر تلك الأزمنه والتي لم تعد تصلح مع حداثه وواقع اليوم ..وهذا لا يعني بالضروره معاداه رجال الكنيسه أو محاوله النيل منهم بالعكس هذا إجتهاد وإعمال للفكر وألا فما فائده العقل إذا الغيناه وأيضا أمام العادل الديان لن يحاسب أحد عن أحد ولن تحاسب الكنيسه عن الناس ..
فالواقع الذي نحيا فيه اليوم وكم حالات الطلاق المسيحي المنظوره أمام القضاء والطوابير الطويله لمن حصلوا بالفعل علي أحكام قضائيه بالطلاق .. ويصطفوا في طوابير ما يسمي بالمجلس الإكليريكي للحصول علي تصريح بالزواج للمره الثانيه .. كذلك الأسر المحطمه تماما من الداخل ولا تجد لها حلا بعد أن فشلت كل الحلول السلميه والتدخلات الكنسيه ..
كل هذا يدفعنا دفعا للخوض في هذا الأمر وعرض الرأي "المقدس" دينيا والرأي الآخر والذي تنتفي عنه صفه القداسه لكونه يأتي من خارج المؤسسه الدينيه .. ثم الواقع المعاش علي الأرض عاريا عن أي تجميل.
مفهوم الزواج المسيحي :-
المسيحيه كديانه روحانيه تنشد المثاليه في كل شيئ بل ونجدها تنشد التعالي علي متطلبات الجسد بتلبيه متطلبات الروح والتي في مجملها تناهض متطلبات الجسد .. وبالتالي يتوجب علي الفرد المسيحي أن يحيا بشكل شبه روحاني إستعدادا للإنتقال الي الحياه الآخره الروحانيه ولكن المسيحيه كديانه لم تغفل أيضا أن للجسد مُتطلبات ..
وكذلك لم تغفل أن ليس لدي كل البشر إستطاعه أن يحيوا بالروح قبل الجسد وأن النسبه الغالبه من البشر تتغلب لديهم الطبيعه البشريه علي الطبيعه الروحيه .. فوضعت الأطر العامه التي تنظم الحياه علي الأرض وتوازن بين الروح والجسد والإختلاف البين بين متطلباتهما .. بل والأهم أن السيد المسيح أعطي تلاميذه سلطه الحل والربط في الأمور الحياتيه والمعيشيه بما يتوائم مع المستجدات الزمانيه والحداثيه والإختلافات بين المجتمعات ..
وجاء الزواج أو العلاقه الزوجيه من بين أهم تلك المواضيع التي نظمتها المسيحيه كعلاقه إتحاد وإرتباط بين الرجل والمرأه راسخه مبنيه علي أساس ديني قوي ينشأ من خلالها الفرد نشأه سليمه سويه توجد مجتمع سليم سوي ..
وقد تم إعتبار الزواج أحد "الاسرار السبع المقدسه" لدي الكنيسه الكاثوليكيه في القرن الخامس عشر الميلادي وتحديدا في العام 1439 عندما أقر مجمع فلورنسا الكاثوليكي بها وهو ما أخذته وأقرت به الكنيسه الأرثذوكسيه فيما بعد ..
وبالتالي أصبح الزواج "سرا مقدسا" بعد هذا التاريخ يتوجب إتمام طقوسه في الكنائس وتحل فيه الروح القدس ليصبح شركه ثلاثيه بين الزوجين بحلول الروح القدس ..
وكلمه "سر" تعني أنه شريعه مقدسة من الله تعالى وليس شيئ سري .. أي هو شرع شرعه الله “رباط روحي” يرتبط فيه رجل وإمرأة بالزواج ومن خلاله يتساوى كل من المرأة والرجل .. فيكون كل منهما مساويا ومكملا للآخر تطبيقا للآيات .. "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونا جسدا واحدا" وأيضا "ليسا بعد اثنين بل جسدا واحدا" .. والتي تعني أنه عندما يتزوج رجل بإمرأة فإنه يكملها وهي تكمله ويصبحان كيان واحد في المحبة المتبادلة والتلاقي بينهم .. وهذا يعني أن رباط الزواج يجب أن يدوم بين الرجل والمرأة في محبة الله ومخافته إذ ينبغي على الرجل أن لا ينظر إلى زوجته بأنها أدنى منه مرتبة أو أنها عبدة للمتعة الجسدية والخدمة المنزلية فهي نصفه الآخر الذي يكمله وواجب عليه أن يحافظ على هذا النصف محافظة تامة كما يحافظ على نفسه ويحبه كما يحب نفسه تماما .. وفي المقابل ينبغي على المرأة أن تحافظ على زوجها كما تحافظ على نفسها تحبه وتحترمه وتحافظ على قدسية الزواج .. وأيضا أن تنظر اليه كنصفها الآخر المكمل لها وكحصن لها يدافع عنها ويصونها لأنه كما أن المسيح هو رأس الكنيسة فكذلك الرجل هو رأس المرأة .. فعلى كل من الرجل والمرأة أن يحب شريكه كنفسه والمفروض أن يدوم هذا الرباط الزوجي رباط مقدس ولا يفصمه الا الموت ..
ومما سبق نجد أن المسيحيه ديانه الزوجه الواحده وهنا أيضا يحدث الخلط فكلمه الواحده تعني عدم التعدد فقط وليس المعني الآخر وهو إمكانيه تكرار الزواج من زوجه واحده ..
وما سبق هو المفهوم "الديني المقدس" ..
وهنا نطرح أول سؤال .. ماذا كان قبل ذلك التاريخ .. تاريخ إقرار الأسرار المقدسه كنسيا ؟
للإجابه علي هذا السؤال يجب أن نبدأ منذ البدء من السيد المسيح نفسه ..
فالسيد المسيح لم يتزوج .. وأيضا لم يجري طقوس تزويج لأحد طيله حياته علي الأرض .. حتي تلاميذه الاثني عشر ورسله السبعين لم تذكر لنا الأناجيل أو الرسائل قيام أي أحد منهم بإجراء طقوس التزويج لأي أحد علي الإطلاق بالرغم من قيامهم تحديدا بإجراء طقوس للأسرار المقدسه الأخري ..
إذا كيف كانت تقام طقوس الزواج في فتره وجود السيد المسيح علي الأرض وما تلتها من قرون وصولا للقرن الخامس عشر ..؟
كانت مراسيم الزواج تتم طبقا للقوانين التي كانت سائدة آنذاك في تلك المجتمعات .. فالمجتمع اليهودي كان يقيم مراسيمه الخاصه اليهوديه .. والمجتمع الروماني كان يقيم مراسيمه الخاصه الرومانيه .. وهكذا
وكانت الزيجات المسيحيه تتم طبقا للمراسيم المدنيه للمجتمع الموجوده فيه .. ولم تكن هناك زيجات تتم في الكنائس آنذاك .. ولم يكن هناك طقس مسيحي محدد .. وقد تحدث الانجيل عن نموذج لذلك في "عرس قانا الجليل" والذي حضره السيد المسيح وأمه السيده العذراء "كمدعوين" ..
ولكن مع الوقت وإنتشار المسيحيه والكنائس تطور الأمر وأصبح العروسين المسيحيين بعد إتمام الإجراءات المدنيه يمرون بالكنيسه لتباركهما “لاحظ” ..
وسارت الأمور علي هذا الحال والمنوال قرون طويله .. إجراءات الزواج مدنيه وليست كنسيه .. حتي أصبحت هناك دولا بأكملها تدين بالمسيحيه ..
أجتمع "المجمع المقدس" الكاثوليكي وإستخدم السلطة التي أعطاها المسيح للتلاميذ "ما تحلونه في الارض يكون محلولا في السماء وما تربطونه علي الارض يكون مربوطا في السماء" في تحديد الأسرار المقدسه والقوانين الكنسيه ومنها سر الزواج والذي أصبح سرا مقدسا .. وبالتالي أصبح مكان إجراء طقوسه والتي تحولت الي طقوس دينيه هو الكنيسه وهو ما إستمر حتي يومنا هذا ..
وهنا يتوجب سؤال آخر ..
ما هي النصوص الإنجيليه التي إعتمدت عليها الكنيسه لإقرار الزواج كأحد الأسرار المقدسه ..؟
إعتمدت الكنيسه علي قراءتها لأقوال السيد المسيح وأقوال التلاميذ "التسليم الرسولي" كأساس متين لإعتماد الزواج كأحد الأسرار المقدسه ..
”الذي يجمعه الله لا يفرقه إنسان" .. “يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته" .. “ليس بعد إثنين بل جسدا واحدا" ..
كما أوضحنا سابقا عن مفهوم الزواج في المسيحيه وأوردنا الآيات الشارحه لهذا المفهوم وأيضا بدء إعتبار الزواج سر مقدس يجب أن نتوقف هنا للسؤال ..
بما أن الزواج في المسيحيه أحيط بكل الهالات المقدسه والآيات المُثبته والإقرار الكنسي والمجتمعي الي آخره .. وهي أيضا تعد شروطا حتي يكتسب قدسيه الأسرار المقدسه ..
هل كل الزيجات المسيحيه تنطبق عليها الشروط والمواصفات التي جائت في السابق .. ؟
إن قلنا نعم فسوف تكذبنا سجلات المحاكم ومحاضر الشرطه أولا .. ثم الواقع المنظور علي الأرض فيما بعد ..
فالآيات "من جمعه الله" وأيضا "ليس بعد إثنين" والتي هي الدستور الذي يقبع في كنفه رجال الدين ويبرهنوا به علي شرعيه توجههم بأن ما ينادون به هو صميم العقيده ..
هل تنطبق تمام الإنطباق علي كل زيجه مسيحيه ؟
أو بمعني آخر الا يمكن أن تحدث خيانه جنسيه أو إيذاء بدني أو هجر فراش أو ترك الدين أو سرقه مال أو خلافه بين من جمعهما الله وكان ثالثهما في الشركه المقدسه ..؟
وأيضا الا يمكن أن تكون الزيجه لهدف أطماع ماديه أو إرتباط أسر ببعضها بالمصاهره أي زواج لهدف مادي أو دنيوي وليس كما جاء في الشروط السابق ذكرها ..؟
أعتقد بأن الإجابه بالإيجاب سوف تنسف القضيه بالكامل ..
إذا فالإجابه الصحيحه هي النفي القاطع لأن يحدث شيئا من ذلك ..
ولكن الواقع المرير الذي نراه من حولنا مهما حاول البعض التستر عليه وإخفاءه يشير وبقوه الي حدوث كل هذه الأشياء ..
فهل نستطيع بعد ذلك أن نجزم بأن الذي جمعهما هو الله ..؟
ولو سلمنا "جدلا فقط" بأن الذي جمعهما هو الله فهل حافظا كلاهما أو أحدهما علي أهم شروط ذلك الرباط أم خالف شروطه وفصمه ..؟
ونعود ونتسائل ..
من أدرانا بأن الذي جمعهما هو الله ؟
هل لمجرد إجراء الطقس الديني يُجبر الله وحاشا لله أن يُجبر علي أن يجمعهما ؟
وهل إستخارا وإستشارا الله في أمر إرتباطهما بالزواج .. والف هل وهل ..؟
حتي نزج بإسم الله في كل تصرفاتنا الخاطئه لنكسبها حصانه وقدسيه ..
وهنا نقول بأن المسيحيه الحقه "الملتزمه" إشترطت أن يكون طرفي الزواج علي علاقه إيمانيه قويه بالله وليست علاقه شكليه .. يؤسسان من خلالها بيت تنطبق عليه مواصفات البيت المسيحي والا فمن أفدح الأخطاء أن نقول أن الذي جمعهما هو الله ..
وإن كان الله جدلا هو من جمعهما فمن أدرانا بأن الله لن يفرقهما كما جمعهما ..؟
هل مكتوب في الإنجيل من جمعهما الله لا يفرقما الله ..؟
نقطه أخري "ليس بعد إثنين بل جسدا واحدا" .. إذا هجر أحدهما الآخر الي غير رجعه أو آذاه بدنيا ونفسيا ..
هل يظلا جسدا واحدا كما جاء بالانجيل ..؟
وأيضا إن كانا متفقان بلا مشاكل ولا خلافات ولكن أحدهما يجر الآخر الي الخطيئه أو الابتعاد عن الله أو معاقره الخمر أو تعاطي المخدرات .. الي آخره
فلماذا لا نقول أن الله يمكن أن يفرقهما رحمه بأحدهما أو كلاهما ..؟
وهنا نصل الي الطلاق ..
تتمسك الكنيسه بسبب وحيد يبيح الطلاق وهو الزنا إحتكاما لقول السيد المسيح " من طلق إمرأته الا لعله الزنا فقد جعلها تزني " .. هكذا المسيح حرم الطلاق الا لعله الزنا وقضي الأمر
هذا إجتزاء من النص وإخراجه من السياق العام وهذا الشيئ مرفوض عقلا ودينا لأن هناك بون شاسع بين الكراهه والتحريم وحاشا للسيد المسيح أن يناقض نفسه فهو من قال "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل" ولم يحرم المسيح شيئا مما حلله موسي ولم يحلل شيئا مما حرمه موسي أيضا والسياق الكامل لهذه الوقعه التي تكلم فيها السيد المسيح عن الطلاق هي أن اليهود كعادتهم معه دائما ما كانوا يحاصرونه بالأسئله التي تتعلق بشريعه موسي محاولين أن يثبتوا عليه مخالفه الشريعه فقد سألوه عن الزواج والطلاق بل وحد الرجم للزانيه في الشريعه اليهوديه ..
فعندما سُئل عن زواج الأخ بأرمله أخيه الميت ليقيم له نسلا .. لمن تكون زوجه في السماء جائت إجابته بأن هناك "في السماء" لا يزوجون ولا يتزوجون .. ولم يمنع هذا النوع من الزيجات أي لم يقل لا تتزوج أرمله أخيك ..
وعندما سُئل عن المرأه الزانيه التي أمسكت في ذات الفعل هل ترجم أم لا .. لم يقل بإلغاء حد الرجم بل طالب كل من بغير خطيه فقط هو من يرجمها ولم يقل لا رجم للزنا ..
كذلك عندما سئل عن الطلاق وأن موسي أمر المُطلق أن يعطي طليقته كتاب طلاق أي وثيقه فكانت إجابته "من أجل قساوه قلوبكم أعطاكم موسي كتاب طلاق أما أنا فأقول لكم من طلق" .. الي آخر الحديث ولم يقل لا تطلق ..
وهنا بالقياس علي أقوال السيد المسيح نجد أنه لم يلغي أي من أحكام الشريعه التي أنزلها الله علي موسي وإنما قنن العديد منها بما يتلائم مع "الإنسان الروحاني" الذي كان ينشده المسيح ولكن من كان ينطبق عليه قول السيد المسيح "من أجل قساوه قلوبكم" وليس إنسان روحاني فشريعه الطلاق لم تلغي بالنسبه له ..
ومما سبق يتضح أن النهي والتحريم غير موجود في النص فلم يقول السيد المسيح "لا تطلق" وإنما قال "من طلق" وشتان بين الإثنين لأن السيد المسيح لم يلغي الإراده المنفرده للطلاق كما تفعل الكنيسه اليوم ولكن لفظه "من طلق" هنا تعني "كراهه الفعله" ..
التحريم في الإنجيل واضح وصريح في مواضع أخري لأنه يحمل أوامر ونواهي مثل "حب قريبك كنفسك" أمر أو "لا تقتل" نهي أو "لا تزني" أيضا نهي ..
ولكن كلام المسيح لم يكن يحمل هذا المعني علي الإطلاق "الأمر والنهي" للتأكيد علي أن التطليق لغير عله الزنا من المحرمات المطلقه ..
نعود الي الكنيسه التي إستمسكت بعله الزنا كسبب أوحد للتطليق ..
إذا كانت الكنيسه متمسكه بحرفيه النص الإنجيلي أو بقراءات بنت أزمنه غابره للنص فهنا يتوجب علي الكنيسه إجابه السؤال التالي ..
بنص الإنجيل في سفر العدد أمر الله الي موسي النبي "كلم بني اسرائيل و قل لهم اذا زاغت إمراة رجل و خانته خيانة و إضطجع معها رجل إضطجاع زرع و أخفي ذلك عن عيني رجلها و إستترت و هي نجسة و ليس شاهد عليها و هي لم تؤخذ فاعتراه روح الغيرة و غار على إمراته و هي نجسة أو إعتراه روح الغيرة و غار على إمراته و هي ليست نجسة ..
يأتي الرجل بإمرأته الى الكاهن و يأتي بقربانها معها عشر الايفة من طحين شعير لا يصب عليه زيتا و لا يجعل عليه لبانا لانه تقدمة غيرة تقدمة تذكار تذكر ذنبا فيقدمها الكاهن و يوقفها أمام الرب و ياخذ الكاهن ماءا مقدسا في إناء خزف و يأخذ الكاهن من الغبار الذي في أرض المسكن و يجعل في الماء و يوقف الكاهن المرأة أمام الرب و يكشف رأس المرأة و يجعل في يديها تقدمة التذكار التي هي تقدمة الغيرة و في يد الكاهن يكون ماء اللعنة المُر
و يستحلف الكاهن المرأة و يقول لها إن كان لم يضطجع معك رجل و إن كنت لم تزيغي الى نجاسة من تحت رجلك فكوني بريئة من ماء اللعنة هذا المُر
و لكن إن كنت قد زغت من تحت رجلك و تنجست و جعل معك رجل غير رجلك مضجعه
يستحلف الكاهن المراة بحلف اللعنة و يقول الكاهن للمرأة يجعلك الرب لعنة و حلفا بين شعبك بأن يجعل الرب فخذك ساقطة و بطنك وارما
و يدخل ماء اللعنة هذا في احشائك لورم البطن و لاسقاط الفخذ فتقول المرأة آمين آمين
و يكتب الكاهن هذه اللعنات في الكتاب ثم يمحوها في الماء المر
و يسقي المراة ماء اللعنة المر فيدخل فيها ماء اللعنة للمرارة
و ياخذ الكاهن من يد المرأة تقدمة الغيرة و يردد التقدمة أمام الرب و يقدمها الى المذبح
و يقبض الكاهن من التقدمة تذكارها و يوقده على المذبح و بعد ذلك يسقي المرأة الماء
و متى سقاها الماء فإن كانت قد تنجست و خانت رجلها يدخل فيها ماء اللعنة للمرارة فيرم بطنها و تسقط فخذها فتصير المرأة ملعونه في وسط شعبها
و إن لم تكن المرأة قد تنجست بل كانت طاهرة تتبرء و تحبل بزرع
هذه شريعة الغيرة اذا زاغت إمرأة من تحت رجلها و تنجست أو اذا إعترى رجلا روح غيرة فغار على إمراته يوقف المرأة أمام الرب و يعمل لها الكاهن كل هذه الشريعة فيتبرا الرجل من الذنب و تلك المراة تحمل ذنبها"
ما هي كيفيه أو آليه إثبات الزنا التي تتبعها الكنيسه اليوم ..؟
هل تتبع الكنيسه ما جاء بالإنجيل في هذا الصدد والمذكور أعلاه ..؟
أم هل للكنيسه آليه أخري مغايره لما جاء بالإنجيل ..؟
كذلك إذا إتهمت الزوجه زوجها بالزنا ما هي آليه إثبات ذلك ..؟
مع العلم .. أنه لا يوجد طلاق في المسيحيه لعله زنا الزوج ..
من كل ما سبق نستطيع القول ليس بالتأكيد كل من إجتمعا معا بإكليل الزواج قد جمعهما الله وأيضا ليس بالضروره كل من إفترقا بالطلاق أن يكون قد فرقهما إنسان .. فمن الممكن أن يكون الله هو من يفرقهما لخلاص نفسيهما أو خلاص نفس أحدهما ..
وهي الغايه الأعظم في المسيحيه والتي تسموا فوق كل الغايات ..
والكنيسه في أحيان كثيره تناقض نفسها في هذا الأمر فهي أي الكنيسه ترفض تماما الطلاق الا لعله الزنا وهي نفسها الكنيسه التي تصدر أحكام "بطلان الزواج" وهو ما يراه البعض تلاعب بالألفاظ فالطلاق أو بطلان الزواج اليسا وجهي عمله واحده مع الفارق أن الذي يحكم بالأول هو القضاء والذي يحكم بالثاني هو المجلس الإكليريكي "الذي له سلطه القضاء" ولكن بصبغه دينيه مسيحيه ..
وبطلان الزواج هو الباب الخلفي للبعض من ذوي الحظوه للحصول علي تصاريح بالزواج الثاني وبطلان الزواج يعني فقدان الزواج لأحد أركانه أو شروطه وبالتالي فما بني علي باطل فهو باطل وهو قمه التضارب الكنسي
فهل يجمع الله باطل ..؟ وهل تحل الروح القدس في الباطل ..؟
الكنيسه أقرت الزواج وأتممت طقوسه الدينيه وحلت الروح القدس أثناء صلاه الإكليل وإكتسب الزواج قدسيه الأسرار المقدسه وأصبح "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان" .. كل ذلك ثم تعود الكنيسه وتعلن فيما بعد أن ما جمعه الله هو باطل أي هذا الزواج باطل ..!!!!!!!!!!!!!
سؤال آخر هل هناك فرق بين الطلاق أو البطلان سوي في الشكل وليس في الموضوع ..؟
ونستطيع إيراد الكثير من الأمثله الواقعيه الداله علي عدم وجود فارق بين الإثنين والحصول علي أمثله ليس بالعسير فقط البحث في أحكام الطلاق الصادره من المحاكم ومتابعه أخبار المطلقين فيما بعد ..
فمثلا أن تحصل الزوجه علي حكم "بالطلاق لإستحاله العشره".. ثم نجد أنها حصلت علي تصريح زواج من المجلس الإكليريكي لكون الزوج "عنين" ثم تزوجت في الكنيسه بمراسيم البنت "البكر" ثم بعد ذلك يتزوج "طليقها العنين" وينجب ..!!!!!!!
وهناك نقطه أخري تعد مخرج للكنيسه من أي حرج وهي أن الكنيسه تقول بأنها تعتمد علي "الإنجيل" .. وأيضا علي "التسليم الرسولي والدسقوليه" كمرجعيه ..
فإن كان الإنجيل موحي به من الله يكتسب العصمه فهل الدسقوليه تكتسب نفس العصمه ..؟ وهل ما بها هو آيات مقدسه لا يأتيها الباطل بالرغم من كونها مجهوله المصدر ..؟
لو سلمنا جدلا بهذه القدسيه المزعومه فهل تأخذ الكنيسه بكل ما جاء بالدسقوليه أم تتخير ما يحلو لها وتترك وتتعامي عن الباقي ..؟
سؤال مطلوب من الكنيسه إجابته ..
هكذا نكون قد وفينا الجانب الديني من الزواج المسيحي لنصل الي جانب آخر لا يقل أهميه وهو الدوله والكنيسه والزواج وسوابق تحتذي في الدول الأخري
الجانب المدني وهو الدوله والمجتمع ..
أقرت الدوله بالزواج الكنسي كإجراء وحيد لإتمام الزواج بالنسبه للمسيحيين بل وإعتبرت القسس رجال دوله بالتوازي مع المأذونين وسلمتهم دفاتر توثيق رسميه ليقوموا بأنفسهم بإجراءات الشهر والتوثيق للزيجات التي يعقدونها ..
كذلك إمتنعت الدوله عن أي توثيق فردي للزواج خارج الكنيسه حتي لو كان أحد طرفيه أجنبي إلا بعد إحضار تصريح كنسي بالزواج !!!!!
وقد تكفل رجال الدين المسيحي بحل النزاعات الزوجيه "سلما" أي إنهاء الخصام الزوجي ..
أما إذا إستفحلت الأمور فإن الزوجين المتنازعين يتخطيا سلطات الكنيسه الي المحاكم للحصول علي الطلاق "المدني" ..
وهنا تتداخل سلطات الدوله مع سلطات الكنيسه وهنا أيضا القضاء يحتكم الي قوانين الدوله والدوله تتعامل مع نزاعات الأحوال الشخصيه وفقا للائحه 1938 التي إستقر القضاء عليها وهذه اللائحه توجب مسببات للطلاق يقبلها العقل والمنطق ولكن لا يقبلها التشدد الكنسي الغير مبرر ..
بالرغم مما أوضحنا سلفا بأن هذا التشدد الكنسي الظاهري يقابله تساهل كنسي أيضا إسمه البطلان "الباب الخلفي" لأسباب العنه واستحكام النفور والإيذاء البدني والهجر لمده طويله والخروج عن الدين والجنون وإخفاء معلومات عند الزواج .. الي آخره
ولكن فقط بأراده الكنيسه المتمثله في المجلس الإكليريكي وليس إراده قاضي المحكمه أو إراده الشخص المنفرده الذين تجبهم إراده الكنيسه ..
بالإضافه الي نقطه مهمه جدا وهي .. إذا إختلف المتنازعان "الزوجان" في الطائفه داخل الديانه المسيحيه تطبق أحكام الشريعه الإسلاميه علي نزاعهما لأن لائحه 38 ليست موحده لكل المسيحيين بل كل طائفه لها لائحتها الخاصه بها ..
وتطبيق الشريعه الإسلاميه هنا يعني إعاده الإراده المنفرده للزوج أو الزوجه والتي ألغتها وإستلبتها الكنيسه من الفرد المسيحي وهي نقطه مهمه جدا بمعني أن الزوج والزوجه وطبقا لرؤيه الكنيسه لا يملكا إراده منفرده للخروج من الزواج !!!!
بالرغم من أن كلاهما يستطيع بالإراده المنفرده الخروج من الدين المسيحي كله ولا تستطيع الكنيسه أن تفعل أي شيئ حياله لان الفرد هنا يحتمي بالدوله والمجتمع في مواجهه الكنيسه ولكن في أمر الطلاق لا يجد ما أو من يحتمي به من الكنيسه ..
وكأن الكنيسه تدفعهم دفعا لذلك وهو ما قد حدث بالفعل في حالات الأسلمه الظاهريه بغرض الفكاك من الزواج أو الكيد لشريك الزوجيه ثم محاوله العوده ثانيا للمسيحيه وهو الأمر الذي تسبب في حدوث إحتقان مجتمعي شديد ..
والكنيسه في أمور الطلاق تتحمل المسؤوليه كامله لكل زيجه فاشله وحاله طلاق مسيحي تحدث لأن جُل عملها المنوطه به هو بناء الزواج السليم كمضامين ومفاهيم وترسيخ فكر التعامل الصحي السليم مع شريك الحياه وحسن الإختيار في الأساس لهذا الشريك بالإضافه الي المتابعه الرعويه للأسر الناشئه وهي أشياء فشلت فيها الكنيسه فشلا زريعا فكان التشدد ومطارده كل من يسعي الي الطلاق والتشدق بآيات الإنجيل في محاوله يائسه لإخفاء فشلها في مهمتها الرعويه ..
وحدثت بعض الأمور الكنسيه مثل موضوع الفنانه الشهيره التي أعطتها الكنيسه تصريح بالزواج بل وزوجتها في إحدي كنائسها بالرغم من كونها حاصله علي حكم بالخلع من المحكمه بعد تغيير طائفتها "طبقا للشريعه الإسلاميه" وبالرغم من وجود آلاف الحالات المماثله التي لا سند ولا شهره لها تتردد علي ما يسمي "المجلس الإكليركي" منذ سنوات للحصول علي تصريح بالزواج الثاني دون طائل أو حتي أمل ..
وهنا يأتي دور الدوله التي تجُب سلطاتها كل سلطه حتي الدينيه منها وهي المنوطه بتنظيم علاقات أفرادها وحل المشاكل والمعوقات التي تعوق مسيرتها في أن تقوم بدورها كما قامت من قبل كل الدول المسيحيه علي مستوي العالم كله شرقه وغربه وشماله وجنوبه بسن قوانين الزواج المدني في مواجهه تعنت الكنيسه الكاثوليكيه ليصبح المواطن المسيحي يملك الإراده المنفرده التي كفلها له الدستور والقوانين ولم يلغيها إيمانه المسيحي فالسيد المسيح لم يفرض علي أحد قبوله ولم يفرض علي أحد عدم رفضه ..
فكيف يفرض علي الفرد الإستمرار في الزواج إن كان لا يفرض عليه الإستمرار في الدين كله ..؟
وبقانون الزواج المدني يكون باب الزواج في الكنيسه مفتوحا لمن يشاء وخارج الكنيسه أيضا مفتوحا لمن يشاء ..
وإن إعترضت الكنيسه فهذا خطأ .. لأنه إذا كانت الكنيسه تري أن الزواج خارج الكنيسه خطأ ويعد من وجهه نظرها زنا .. فهي أي الكنيسه لا تملك توكيل موثق من الله لمحاسبه الناس علي الأرض بل حسابهم وعقابهم في السماء عند رب السماء .. وأيضا لم تعد هناك صكوك غفران بل ويجب أن تعي الكنيسه جيدا أن الزنا اليوم إستشري وإستفحل وتعنتها أحد أسبابه ..
والكنيسه دورها المنوطه به رعوي فقط أي توصيل الكلمه للناس وليس شق صدور الناس أو المحافظه علي مظهريه أسر محطمه تماما من الداخل ظاهريا أمام الناس لتداري به فشلها في توصيل الكلمه للناس ..
ولكن هنا تنتشر الأقاويل عن العلاقه الخفيه بين الكنيسه والدوله وتبادل التمرير بين الإثنين وأن الدوله إمتنعت عن إصدار قانون الزواج المدني في مقابل القانون الموحد للزواج الذي قدمته الكنيسه للدوله للإجهاز علي من تبقي من الساعين الي الطلاق ..
لنصل في النهايه الي أرقام رهيبه من المصريين "المسيحيين" المطحونين بين سندان الواقع الأليم الذي يحيونه ومطرقه الكنيسه التي لا غالب لها ودوله أذن من طين وأخري من عجين ..يتراجع وينسحب دورها يوما بعد يوم في مواجهه نمو الأدوار الأخري داخلها ..
أما ما نحن بصدده اليوم من تصعيد تقوم به الكنيسه للأسف ليس في مواجهه الحكومه ولكن في مواجهه القضاء وأحكامه بينما الحكومه تسعد بدور المتفرج
فالأمر ليس بصوره عقيده ومحاربتها وقدسيه العقيده ولكن بآليه تطبيق العقيده أو الإبتعاد عن المساس بالعقيده ..
وأخيرا إنتي فين ياحكومه وإنت فين يا مجلس التشريع .. حد سامعني ..؟
مجدي المصري
التعليقات (0)