الزواجات الجماعية وخطر العنوسة -2
في الجزء السابق من هذا المقال كنت قد تطرقت للعنوسة والعوامل التي تساعد على زيادة عدد العوانس في المجتمع . وطرحت فيه فكرة أسأل الله أن تكون مناسبة لتلافي العنوسة بإعتبارها بداية وخطوة أولى لعدة خطوات يحتاجها الحل المثالي لهذه المشكلة .
عارض البعض الفكرة واعتبروا الزواجات الجماعية هي الحل الأمثل لهذه المشكلة ، كونها تزف المئات من الشباب كل عام ، كما عارض البعض الآخر عدم الإعتماد بشكل تام على تعدد الزوجات لحل النعوسة ، كون العنوسة مشكلة عددية والمشكلة العددية لا تحل إلا بحلول عددية .
لم ينظر للمشكلة بحيادية ، فالمؤيدون للزواجات الجماعية كحل نظروا إليها من رؤيتهم ، والمؤيدون للتعدد نظروا إليها من منظورهم . وكلاهما جيد ولكن من الغريب أن ينظر لموضوع مع إغفال جانب أساسي فيه . مسألة عمر الفتاة يعتبر الركن الأساسي في العنوسة ، فالفتاة في العشرينات من العمر وما دون لا يمكن وصفها بالعانس ، والفتاة الثلاثينية تكون قد قاربت من قائمة العوانس ومع هذا لا تحسب منهن . والفكرة المطروحة تعتمد في أساسها على عمر الفتاة ، لذا رأيت أنها الخطوة الأولى المثلى لحل مشكلة العنوسة .
الفكرة المطروحة ليست هي الحل الشامل والكامل أو أنها لا تحتاج لمساعدات ومكملات للخروج بحل مناسب ، فالكمال التام لله تعالى لذا ختمت المقال بعبارة (وقتها نكون قد بدأنا اولى خطوات القضاء على مشكلة العنوسة.) . وإنما هي عبارة عن نواة لحل مشكلة العنوسة وتحتاج إلى عدة خطوات بعدها للقضاء على هذه المشكلة . لم أغفل الزواجات الجماعية كعامل مساعد من الدرجة الأولى لإتمام الحل ، وأنها تزيد من إقبال الشباب على الزواج أكثر ، كما لم أنسى أمر تعدد الزوجات بإعتباره مخرج مهم لمن قد تخطت عمر الزواج ووصلت أعتاب العنوسة أو دخلت فيها ، وأنه يساعد في تقليل المعرضات للعنوسة . ولكن الكلام كان يصب أولاً في كيفية تلافي المشكلة من الأساس والحد من تزايد أعداد المعرضات لها ، ومن ثم يأتي الحل لمن قد وقعت فيها . في الواقع إن حجم المشكلة كبير ولا يمكن أن يتم حلها جذرياً وبالتفصيل في مقال أو أكثر ، إنما الحل يحتاج إلى عدة خطوات بعد الفكرة المطروحة وجهود كبيرة وتكاتف المجتمع بأسره للخروج بحل مثالي .
التعليقات (0)