عندما ترى حماس نفسها بالمرآة
الزهار اليوم : مطلقوا الصواريخ مشبوهون ويخدمون إسرائيل- الزهار بالأمس : الدعوة لوقف إطلاق الصواريخ في مقابل هدنة مع الاحتلال مشبوهة
رام الله - بين حماس اليوم وحماس الأمس خيط رفيع يدعى قطعته بانقلابها ليس على السلطة الوطنية وحسب بل على ميثاقها وعلى قيم المقاومة , وخيط رفيع آخر بين مبادئها المعلنة وبرامجها خيط أرفع من ان يتحمل تصريحا ثقيلا بهذا الوقت بالذات من القيادي صانع القرار فيها الدكتور محمود الزهار فهو القائل اليوم : إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية عمل مشبوه يخدم اسرائيل وأضاف : أن بعض الفصائل تقوم بإطلاق صواريخ لا تحمل رأسا حربيا للاستفادة من ذلك إعلاميا، مشيرا إلى أن الحكومة في غزة تتابع ذلك امنيا للكشف عن حقيقة الأمر وهي تعرف الدوافع وراء ذلك جيدا..
لم ينتهي الموقف عند هذا التصريح بل تعداه إلى تهديدات وإنذارات بالعقاب أطلقها أيمن طه الناطق باسم حماس الذي اتصل بقادة الفصائل المسلحة بغزة : أوقفوا إطلاق الصواريخ وإلا فانا سنلاحق مطلقي الصواريخ نطلق النار عليهم .
تصريحات الزهار قد لاتختلف عن مثيلتها في 13 آب 2008 حيث اتهم :الأشخاص الذين اطلقوا أول من أمس قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل بالتعاون مع إسرائيل. وفي تصريحات لإذاعة «صوت القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» قال الزهار إن مطلقي الصاروخ يهدفون الى ممارسة الضغط على الشعب الفلسطيني . صواريخ مشعل وصواريخ الزهار ما الفرق ؟!
مدرسة حماس التي تخرج منها ايمن طه والدكتور الزهار هي ذات المدرسة التي صرح مصدر مسئول في فيها قبل سنوات بما يلي:
يطالعنا السيد محمود عباس بمطالبة فصائل المقاومة بوقف إطلاق الصواريخ باتجاه الكيان الصهيوني، في حين أن العالم كله يدرك أن الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة باتت الوسيلة الوحيدة المتاحة للشعب الفلسطيني ليدافع عن نفسه في مواجهة العدوان والاجتياح الصهيوني لقطاع غزة.إننا في حركة حماس، نستهجن هذه المطالبة وكنا نتمنى من السيد عباس أن يطالب فصائل المقاومة بالتكاتف والتعاون فيما بينها لصدّ العدوان الصهيوني المتواصل، عوض مطالبته بوقف إطلاق الصواريخ. فهل يجرؤ خريجوا هذه المدرسة على قول هذا الكلام في وجه رئيس سياسة حماس بغزة , ورئيس سياسة حماس الموجه قبلته نحو طهران ؟! إلا إذا كان الدكتور الظهار ينطق عن الهوى وبما لا يرضي الأمير ألأكبر , فلرئيس سياسة حماس خالد مشعل موقف آخر لا نعلم إن كان يجرؤ على اعلان نقيضه كما فعل الزهار فخالد مشعل صرح لجريدة الأخبار البيروتية في حزيران من العام 2006 إن الصواريخ العبثية هي التي تحقق توازن الردع بيننا وبين العدو الصهيوني وهي التي أرعبت العدو وقضت مضاجعه.وقال في المؤتمر الرابع لدعم المقاومة في بيروت :إن المقاومة الفلسطينية وبجهودها الذاتية استطاعت تطوير صواريخ وعبوات وهذه الصواريخ هي التي حررت غزة وأجبرت العدو الصهيوني على الخروج منها هارباً. هذا عندما كانت حماس في مأمن من الصراعات الداخلية على مكاسب السلطة والأنفاق وتجارة السلاح , والمال المباح من خزائن طهران .ذلك ان القيادي محمود الزهار مثله كمشعل حينها قد اعتبر دعوات قيادات السلطة الفلسطينية لوقف إطلاق الصواريخ عملا مشبوها فقد قال لقناة الجزيرة عام 2005: إن الدعوة إلي وقف إطلاق الصواريخ في مقابل هدنة مع الاحتلال هي دعوة مشبوهة ويُنظر لها بعين الريبة والحذر. فهل يستطيع الدكتور الزهار قول هذا الكلام فيما ينظر إلى نفسه بالمرآة ؟!الشرعية أمس ..أصبحت مشبوهة اليوم
رئيس حكومة المقاومة إسماعيل هنية خطب في مهرجان اليرموك عام 2006 فقال : لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن ينزعوا منا المواقف سنعيش على الزيت والزيتون والزعتر وستستمر المقاومة لأنها خيارنا الوحيد ، لن نلقي سلاحنا ولن نهادن العدو الصهيوني ولن نعترف به. إسماعيل هنية في خطبة يوم الجمعة بتاريخبتاريخ 27 حزيران من عام 2008 يغير رأيه ويعلن : أطالب جميع الفصائل بالعمل على تثبيت التهدئة والالتزام بما تم الاتفاق عليه لأن ذلك مصلحة وطنية.
والآن ما رأي الدكتور سامي أبو زهري بتصريحات الدكتور الزهار خاصة وانه كان قد صرح لقناة الجزيرة 2006: إن وصف الصواريخ بالعبثية هو استهتار بنضالات الشعب الفلسطيني واهانة لشهدائه وجرحاه. فهل يعتبر تصريحات الزهار بركة على الشهداء وشهادة تقدير لتضحياتهم ؟! ربما بإمكانه الاستعانة بالناطق باسم حكومة هنية طاهر النونو الذي صرح بتاريخ 12/6/2008فقال: نرفض العبث بالمصلحة الوطنية وكل من يخالف الإجماع سيواجه بالقانون وسنتخذ أجراءتنا بحق كل من يعبث أو من يطلق الصواريخ لكسر التهدئة
الاستغلال الفظيع لسلاح ومبدأ المقاومة عبر عنه إسماعيل رضوان لفضائية العالم في عام 2006عندما قال : إن الشعب الفلسطيني اختار حماس لأنها حركة مقاومة وتطلق النار والصواريخ على إسرائيل، فإذا أوقفنا إطلاق الصواريخ نكون قد أخلينا بالأمانة التي حَملنا إياها شعبنا وهذا ما يدعونا للسؤال هل تخشى حماس الانتخابات بعد أعتبارها المقاومة عملا مشبوها يصب في خدمة اسرائيل ؟!
المكتسبات الدنيوية تلوي عنق الفتوى الدعوية !!
اخضع مشايخ حماس الفتوى للسياسة وباتوا يخرجون فتاويهم الدعوية بما ينسجم مع مكتسباتهم الدنيوية فالشيخ يونس الأسطل تحدث لصحيفة الرسالة الرسالة عام 2007 فقال المقاومة الفلسطينية في تصاعد مستمر وستطال الاحتلال في كل مكان والأحاديث المطالبة بالتهدئة إنما تهدف لتقديم خدمة مجانية للعدو الصهيوني لكنه بعد سنة يقول في حديث للمركز الفلسطيني للاعلام التابع لحماس : ان هذه التهدئة هي أول القطر في كسر الحصار وسيتبعها الغيث المنهمر والصواريخ التي تطلق هي صواريخ ضرار ومسمومة بالنفاق !! لا تعليق
لكن لفوزي برهوم على قناة المنار في عام موقف مغاير تماما فهو قد صرح لقناة المنار عام2007: ان صواريخ المقاومة هي التي قلبت موازين القوى في المنطقة وجعلت المقاومة لها اليد الطولىبعد هجوم الرصاص المصبوب على غزة. فعن أي صواريخ يتحدثون ؟!!
أما سعيد صيام فقد صرح يوما في الشهر السادس من عام 2008 هذه الصواريخ التي تطلق الآن هي صورايخ مشبوهة ومن يطلقونها عملاء للاحتلال.فوزارة الداخلية التي كان وزيرها في غزة ذكرت في بيان مقتضب: إن الصواريخ التي تطلق من غزة لا علاقة لفصائل المقاومة بها، وتطلق في الوقت الخطأ، وتؤكد الوزارة أن «الأجهزة الأمنية تتابع من يقف خلفها».
التعليقات (0)