الزنا الحكمي ..
أعلن رسميا في مصر عن أن اللجنة المشكلة من وزارة العدل إنتهت من إعداد قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين أو للمسيحيين بمعني أدق وأن القانون سالف الذكر سوف يعرض علي رؤساء الطوائف المسيحية في مصر الأسبوع المقبل ثم يكشف عنه لوسائل الاعلام ..
وأن جميع الطوائف وافقت علي مشروع القانون ولا توجد خلافات بينها والمشروع يتكون من143 مادة بالتمام والكمال ..
وأكد القانون علي أنه "لاطلاق الا لعلة الزنا" وأن اللجنة وضعت8 أسباب تسمح بالطلاق لعلة الزنا منها ضبط الزوجة مع شخص آخر في مكان عام أو ضبط رسائل قصيرةSMS تدل علي حدوث الخيانة علي هاتفها المحمول أو اصابتها بأمراض لاتنتقل الا عن طريق العلاقة الجنسية مثل الايدز وأضاف المصدر أن المسيحية تعتبر شبهة الزنا زنا وتسمح بالطلاق في هذه الحالة
إلي هنا إنتهي الخبر ..
وهنا ينبغي التنويه بأن الثغره التي كانت موجوده في اللائحه والقانون السابقين والخاصه بتغيير الطائفه لتطبيق الشريعه الإسلاميه والتي كانت تتيح إستعمال الإراده المنفرده في الطلاق أو الخلع تم إغلاقها بإحكام ليصبح المنفذ الوحيد للطلاق هو إثبات زنا الزوجه ..
وهي النقطه الجوهريه التي تم تفصيل القانون واللائحه عليها "عله الزنا" وهو الأمر الذي توافق الدوله الكنيسه عليه وتباركه تطبيقا لمبدأ "جنت براقش علي نفسها" ..
أنتم طلبتم ذلك ونحن لبينا طلباتكم بالحرف الواحد ..
وقد أفاد الوزير مفيد شهاب فى مقابلة مع برنامج "منتهى السياسة" على قناة "المحور" الفضائية بأنه أبلغ قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رسالة من الرئيس حسنى مبارك مفادها أن الحكومة حريصة للغاية على أن يكون هناك إحترام لأحكام الدين ولا تقبل أبدا أن يكون هناك أى حكم موجود فى أى قانون سواء بالنسبة للأحوال الشخصية للمسلمين أو الأحوال الشخصية لغير المسلمين لا يكون متفقا مع حكم الدين ..
وقد شكلت وزاره العدل لجنه من أساتذه إعداد وصياغه القوانين وإستقبلت مستشاري الكنيسه أيما إستقبال وأتاحت لهم المجال كاملا ليخطوا بأيديهم ما عن لهم من أفكار ومواد يروا بأنها تتفق مع فكر وتفسير البابا شنوده لكونه الحارس الأمين علي الشريعه المسيحيه بصفته بابا الإسكندريه وبطريرك الكرازه المرقسيه في مصر وعموم دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا والزعيم الروحي لكل الطائفه الأرثذوكسيه ..
ولكون القانون الجديد خالي الا من ماده واحده فقد أبدع مستشاروا الكنيسه في شرحها وتنقيحها ليستحق القانون المعدل الجديد لقب "قانون الزنا الحكمي" ..
والزنا الحكمي لمن لا يعرف يعني إذا كان إثبات الزنا الفعلي صعب وعسير فالشريعه المسيحيه "طبقا لفكر البابا شنوده ومستشاريه" تأخذ بالشبهات بمعني :-
طبقا لنص القانون المعدل أصبح هناك زنا الموبايل وزنا التليفون الأرضي وزنا السياره وزنا الكوفي شوب وزنا المول وزنا الايدز وزنا الفيرس سي .. وترك الباب مفتوحا لما يستجد من تكنولوجيا الإتصالات المرئيه والمسموعه سلكيه أو لاسلكيه والأمراض المعديه ..
وبهذا في حاله حكم المحكمه للزوج بالطلاق سوف يكون منطوق الحكم كالتالي :-
طبقا لنص القانون الموحد للمسيحيين حكمت المحكمه بتطليق فلان من فلانه لثبوت زنا الموبايل
أو
طبقا لنص القانون الموحد للمسيحيين حكمت المحكمه بتطليق فلان من فلانه لثبوت زنا المول
أو
طبقا لنص القانون الموحد للمسيحيين حكمت المحكمه بتطليق فلان من فلانه لثبوت زنا الفيرس سي
ولكن هذا القانون تشوبه عدم الدستوريه وربما يتم الطعن عليه بعدم الدستوريه لأن القانون غفل الآيه الكريمه "من نظر إمرآه وإشتهاها فقد زنا بها" .. وطبقا لهذه الآيه هذه المرأه التي نظر اليها رجل وإشتهاها يجب أن تطلق لأنها زانيه .. "إعمالا لحرفيه النص" ..
ومن جانب آخر ..
حال التطبيق العملي للقانون .. كيف يتم إثبات الزنا الحكمي ؟؟
مثلا .. لو تواجدت الزوجه مع رجل غريب في مكان عام أو مول أو كوفي شوب .. ما الإجراء المفروض أن يتبعه الزوج لإثبات الزنا الحكمي هنا ..؟
هل يستغيث بالماره ..؟
هل يتصل تليفونيا بأحد القساوسه ويطلب حضوره ليشهد الواقعه ..؟
أعتقد أن الأفضل أن يحتفظ كل زوج بكاميرا فيديو أينما ذهب تحسبا لضبط الزوجه ليقوم علي الفور بتصوير الواقعه حتي يحصل علي الطلاق ..
ثم ماذا لو أصيبت الزوجه بفيرس من حقنه ملوثه أو ما شابه .. هل تقبل المحكمه باليمين الحاسمه .. أم أن الفيرس سيد الأدله ..؟
ثم ماذا لو أرسل زوج لزوجته عامل صيانه لأي شيئ ثم إتصل بالشرطه وأبلغ أن هناك رجل غريب في منزله .. ؟
ماذا لو أرسل الزوج لزوجته من رقم غير معروف رساله "كنتي رائعه بالامس ونحن نمارس الجنس" حبيبك برعي .. هل تجيز له الطلاق ..؟
وهل لو كان مضمون الرساله "كنتي رائعه بالامس " فقط .. هل تجيز أيضا الطلاق أم أن الأمر هنا يتوجب التعزير فقط للزوجه ..؟
كل هذه الأشياء وغيرها الكثير يعرفها جيدا أعضاء لجنه وزاره العدل ولكنهم يتبعون مبدأ "علي نفسها جنت براقش" ..
ومن كل ما سبق نصل أخيرا الي نفس فكره الخلوه الشرعيه ورضاع الكبير ليعرف العالم كله أن لا فرق بين العمائم في مصر سوي في اللون هذه سوداء وتلك بيضاء ولا عزاء للمصريين ..
مجدي المصري
التعليقات (0)